الأثر العربي على كنائس إسبانيا

الأثر العربي على كنائس إسبانيا

26 مارس 2017
قصر الحمراء (كريس هيبورن/Getty)
+ الخط -
لقد عُرف الفن المعماري بأنه واحد من أهم الفنون وأكثرها بقاء وانتشاراً، كما أنه الفن القادر على التواصل السريع مع الآخر، والقادر على تحقيق التفاعل الحضاري المستمر.

في إسبانيا تبدو آثار الفن المعماري العربي حاضرة في أكثر من معلم في الأندلس. البلد الساحر الذي يحتوي مزيجاً معمارياً رائعاً بين الحضارة الإسلامية والقوطية والحديثة، ولن يكون مفاجئاً أن تجد فن العمارة الإسلامي في قصر الحمراء أو في مسجد قرطبة وفي قصر ابن العباد في اشبيلية. لكن المفاجئ هو أن تجد فن العمارة الإسلامي وقد هيمن على طريقة بناء الكنائس التي بنيت بعد خروج العرب من إسبانيا، وبما أن الكنائس هي دور العبادة المسيحية، وبالرغم من أن الملك فرناندو والملكة اليزابيث كانا قد استوليا على المدن الأندلسية، إلا أن جمال فن العمارة العربي الاسلامي الذي تركه العرب خلال ثماني مئة عام في اسبانيا هو العامل الوحيد الذي وحّد بين الحضارات هنا، والذي جعلها كلها امتداداً لبعضها. وقد قال المستشرق بيدرو ما رتييف إن العرب استطاعوا أن يحولوا الحجر إلى مطرزات كأنها قماش طرز بيد امرأة فنانة ماهرة.
لقد كتب إيل لامبير "إن مهندسي البناء والمزخرفين المسيحيين في إسبانيا وفرنسا، على امتداد عصر الفن الروماني، اقتبسوا على التأكيد عددًا وفيرًا من خيرة أشكال فن الإسلام الإسباني المغربي".
وهذا ما نراه في كنيسة "سان ميغل دي إسكالادا" وهي الكنيسة التي بناها القس الفونسو، وفي كنيسة "سان ميلان دي لاكوجويا"، و"سان ثبريان دي ماثوتي" التي بناها القس القرطبي خوان، وكنيسة "سان باوديل دي برلانجا"، وكنيسة "المزان" في منطقة قَشْتَالَة المعروفة، وفي كنيسة "سان سلفادور بقلد ديوس" التي تحتوي على نافذة بها زخرفة هندسية تشبه تماماً إحدى نوافذ جامع قُرْطُبَة، إذ بلغ تأثير جامع قُرْطُبَة أقصاه في كنائس "جليقيه"، مثل: "سانتا جودي بنيالبا" و"سان مارتينو دي باثو".

وكذلك نرى أثر العمارة الإسلامية واضحًا في كنيسة مدينة سَرَقُسْطة، فتخطيطها يشبه تخطيط المآذن في المساجد الأندلسية التي في شمال إفريقيا، وخصوصًا مئذنة مسجد القيروان، وهناك برج الخيرالدا، هو برج قائم في إشبيلية، وقد كان في السابق مئذنة في عهد الموحدين، وقد أصبح برجًا للأجراس، ويعد جزءًا هامًا ومدهشًا من كاتدرائية إشبيلية التي هي أهم معالم المدينة. ويمكن لشدة تأثره بفن العمارة الإسلامي تشبيهه بالملوية في سامراء.



المساهمون