"مهرجان طرابلس للأفلام": تكريم جورج نصر واحتفال بالسينما

"مهرجان طرابلس للأفلام": تكريم جورج نصر واحتفال بالسينما

24 مارس 2017
من "صبمارين" لمونيا عقل /الفيلم القصير (المركز الإعلامي للمهرجان)
+ الخط -
منذ عام 2014، بات لمدينة طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، مهرجان سينمائي يحمل اسمها، وينفتح على نتاجٍ متنوّع الجنسيات والهموم والأفكار. 3 دوراتٍ سابقة تؤسِّس لحركةٍ سينمائيّةٍ، في مدينة تمتلك تاريخاً عريقاً في أنماط الحياة العامة، تحتلّ السينما فيه مكاناً أساسياً، إذْ يُعتبر جورج نصر، ابن المدينة، من أبرز صانعي السينما في لبنان، في أحد منعطفاتها الأولى، في خمسينيات القرن الـ20.

في المقابل، عرفت المدينة، قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (1975)، نشاطاً سينمائياً كبيراً، يتمثّل في وفرة صالات العرض المنتشرة في أحياء ومناطق مختلفة فيها، يُقال إن عددها نحو 30 صالةٍ، والبعض يُشير إلى أكثر من ذلك. والصالات تلك تُشبه، إلى حدّ كبير، صالات بيروت: عمارةً وتجهيزاتٍ وتنويعاً في أشكال الأفلام ومضامينها، إذْ تختصّ صالات بالأفلام المصرية، وأخرى بالهندية والرومانسية والبوليسية، وبأفلام الـ "ويسترن" والتشويق والكاراتيه، وغيرها.

قبل 3 أعوام، قرّر إلياس خلاط أن يُطلق مهرجاناً سينمائياً، بهدف إعادة إحياء النبض البصريّ في شرايين المدينة، بعد سنين طويلة من انفصالٍ واضح بين أبنائها والسينما. فرغم مرور 27 عاماً على انتهاء الحرب الأهلية (1990)، لم تستقم العلاقة المرجوة بين الطرفين، وظلّ عدد الصالات السينمائية فيها قليلاً للغاية، علماً أن مراكز ثقافية متواضعة أُنشئت فيها منذ أعوام عديدة، كـ "بيت الفن" (المينا) و"الرابطة الثقافية".


ومنذ 3 أعوام، يُثابر إلياس خلاط، ابن المدينة والناشط في جمعيات أهلية ومدنية مختلفة، على تنظيم "مهرجان طرابلس للأفلام"، برغبة واضحة لديه في أن تكون السينما، كفن وثقافة وصناعة وحِرفية مهنية، مدخلاً إلى إعادة تفعيل حراكٍ ثقافي فني في المدينة.
فبين 27 أبريل/نيسان و4 مايو/أيار 2017، ستُقام الدورة الـ4 للمهرجان، الذي لديه مسابقة رسمية تشتمل على أفلام روائية ووثائقية، طويلة وقصيرة، إلى جانب أفلام التحريك. والدورة الجديدة تُكرِّم جورج نصر (1927)، بعرض بعض أفلامه الطويلة، هو الذي أنجز "إلى أين؟" (1957)، و"الغريب الصغير" (1961)، و"المطلوب رجل واحد" (1973)، بالإضافة إلى عددٍ من الأشرطة الدعائية والتجارية والتسجيلية، وكتابة سيناريوهات لم يتوصّل، يوماً، إلى تحقيقها، بسبب الحرب نفسها، وغياب التمويل الإنتاجيّ المطلوب لمشاريعه. وهو، حالياً، منهمك في الحياة اليومية وتحوّلاتها، ولا يزال يُدرِّس السينما في معاهد وجامعات خاصّة.

إلى ذلك، تُكرِّم إدارة المهرجان فيلماً لبنانياً حديث الإنتاج، بعنوان "فيلم كتير كبير"، لمير جان بو شعيا (بحضور المخرج وبعض الممثلين)، "بعد النجاحات المميّزة، التي عرفها الفيلم، في لبنان وخارجه"، كما قال إلياس خلاط، الذي أضاف أنّ لجنة التحكيم الرسمية لهذه الدورة ستكون برئاسة المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي (آخر أفلامه الطويلة، "اسمعي" والذي لا يزال يُعرض في بعض الصالات اللبنانية)، وستضمّ اللبنانيين جوليا قصّار (ممثلة) وهادي زكّاك (مخرج ومنتج) وسام لحود (منتج ومبرمج)، بالإضافة إلى الناقد السينمائيّ المصري أحمد شوقي.
أما بخصوص الأفلام، فقد اختارت اللجنة التنظيمية 45 فيلماً، من أصل 401، أُنتجت كلّها بين عامي 2015 و2017، في 60 دولة. والأفلام المختارة، التي تتنافس على جوائز الدورة الـ4، موزّعة على أفلام تحريك (8)، وأفلام روائية قصيرة لبنانية (7)، وأفلام روائية قصيرة دولية (16)، وأفلام روائية طويلة (7)، وأفلام وثائقية (7).
لكن "مهرجان طرابلس للأفلام" لن يكتفي بعروضٍ سينمائية فقط، لأن إدارته مُصرّة على إيجاد فسحة نظرية ـ عملية، لنقاشٍ يدور حول آليات العمل السينمائي. فللمرة الثانية على التوالي، يُقام "المنتدى" ليومين اثنين، ويتناول "إشكالية الإنتاج السينمائي في لبنان، وفرص التمويل المتاحة"، ويُشارك في حلقاته سينمائيون واختصاصيون، إلى جانب ورش عملٍ مع مهتمّين.


المساهمون