يسرا: كفى نظرة دونية لمرضى الإيدز

يسرا: كفى نظرة دونية لمرضى الإيدز

23 مارس 2017
أنا لستُ مذيعة، أنا فنّانة أقدّم برنامجاً تلفزيونياً (فيسبوك)
+ الخط -
تُلقب في كواليس الوسط الفني بالفنانة النشيطة مُتعدّدة الوجوه. فهي فنانة وسفيرة ومذيعة، تحرص على ألا يعطلها أي شيء عن مسيرتها الفنية الممتدة منذ سنوات طويلة، قابلت خلالها عمالقة زمن "الفن الجميل". تعيش الحزن أحياناً، لكنها تحاول تفاديه بالنظرة في وجه البسطاء مثلما تقول دوماً. إنها الفنانة، يسرا، والتي التقتها "العربي الجديد" في هذا الحوار على هامش مؤتمرها الصحافي عن إطلاق برنامجها الجديد.


*تخوضين قريباً تجربة تقديم البرامج من جديد من خلال "الموعد" فماذا عنه؟
سبق وقدمت منذ فترة برنامج "العربي"، وحقق البرنامج، والحمد لله، ردودَ أفعالٍ جيّدة على مستويات عديدة، وكانت له أصداء واسعة. وبعد انتهاء موسم هذا البرنامج عُرضَت عليَّ أفكار لبرامج أخرى، ولكني كنت أرفضها لأني لا أحب تقديم نوعية البرامج التي ترصد الأزمات.

أحبُّ البرامج التي تقدِّم الحلول، أو تساهم على الأقلّ في منح طاقة إيجابية لمن حولنا، وهو ما سأفعله إن شاء الله من خلال برنامجي الجديد "الموعد". أحببت البرنامج لأنني أسهمت في فكرته مع، رامي إمام، والشركة المنتجة، فمن خلاله سنقول للجميع إن مصر ليست هي الأهرامات والمتاحف فقط، بل هي أكثر من ذلك بكثير، مصر فيها آثار عظيمة، لكنّ المصريين أنفسهم لا يعرفون عنها شيئاً، فهل سيعرفها الأجانب؟ هذا ما سنحاول جاهدين الترويج له، ولكن البرنامج ليس سياحيّاً فقط، بل يحتوي على العديد من الجوانب الأخرى كالاجتماعية والثقافية.


*هل ترين نفسك مذيعة جيدة؟
أنا لست مذيعة، أنا فنانة أقدم برنامجاً، والجمهور يعرف يسرا الفنانة. لذلك، لا أتدرَّبُ على الحوارات أو ما شابه ذلك، فأنا أجلس على الكرسي بطبيعتي التي يعرفها الجمهور، وأتحدَّثُ معهم بشكل تلقائي، فلا أحبُّ التعامل بشكلٍ رسميٍّ بحت.


*بدأتِ مُؤخّراً تصوير مسلسلك الجديد "تحت أمر السيادة"، فما شخصيتك فيه؟
أوّلاً، اسم المسلسل حتى الآن ليس نهائيًا، فقد كان اسمه "على سلم الخدامين"، ثم تغير إلى "تحت أمر السيادة"، وأعتقد أننا سنغيره من جديد، وقد يكون اسمه "لضمان مستوى الخدمة"، وأنا من خلاله أجسِّدُ شخصية سيدة شعبية بسيطة مثل الكثيرات من السيدات المصريات، مشغولة بالبحث عن لقمة عيش أبنائها، إذ يمثّلون كل الحياة لها، فتلغي أحلامها من أجل أحلامهم هم، وتعمل خادمة في البيوت، ثم تترك العمل لتمتهن الكثير من المهن البسيطة الأخرى، حتى يحدث تغيّر إلى حد ما في شخصيتها من خلال رحلة صعودها.

*المسلسل فيه بعض الوجوه الجديدة، فهل هذا اختيارك؟
لا، هم اختيار المخرج، هاني خليفة، وشركة الإنتاج "العدل جروب"، وأنا مؤمنة جداً باختياراتهم. وبصراحة، الأولاد الذين اختاروهم كانوا على قدر المسؤولية، وملتزمين بالمواعيد، وفي عيونهم أحلام. وأعتقدُ، إن شاء الله، أنّه سيكون لهم مستقبل كبير في الفن، لأنّ من يريد شيئاً بهذا الإصرار، سيتحقق له.


*تجارب عديدة جمعتك بشركة "العدل جروب" فما سرّ علاقتكما؟
السر في علاقتنا هو الاحترام المتبادل بيننا. فأنا أعرف ما يريدون، وهم، أيضاً، يعرفونني عن ظهر قلب، فلم تعد العلاقة بيننا علاقة عمل فقط، بل هم أصدقائي وإخوتي، وبيننا علاقة أسريَّة وطيدة. ودوماً، نفتقد بيننا الفنان الراحل، سامي العدل، فقد كان شقيقي بمعنى الكلمة.

*بالتأكيد قرأت بعض ملامح الخريطة الرمضانية الجديدة، فما رأيك فيها؟
أعتقد أن هناك أعمالاً ستكون جيّدة جداً. ولكن أشعر أني أفتقد وبشدة الفنانين الراحلين محمود عبد العزيز، والرائع نور الشريف، كما أن الأستاذ يحيى الفخراني ليس له عمل هذا العام، وليلى علوي وإلهام شاهين أيضاً. ولكن، قد تكون فترة راحة ويعودون بأعمال قوية كما اعتدنا منهم.

*لماذا أنتِ مبتعدة عن السينما منذ فترة طويلة؟
تُعرَض عليَّ أعمال، لكن، أرى أنها لا تناسبني على الإطلاق، كما أنني بالفترة الماضية، انشغلتُ بالعديد من السفريات لخارج مصر نظراً لمنصبي كسفيرة للنوايا الحسنة.

*ما هي علاقتك بالسوشيال ميديا؟
أنا كائن بعيد كل البعد عنها، ولا أجيد التعامل مع أي من مواقع التواصل الاجتماعي نهائياً. ولديّ على فيسبوك صفحة يديرها أصدقاء، وأنا على تواصل معهم من خلال الواتساب. أما عدا ذلك، فلا أعرف شيئاً، وأحياناً يرسلون لي تعليقات الجمهور، وبصراحة، يسعدونني جداً. فالتعليقات إيجابية لكنها تعطيني مسؤولية كبيرة. فعندما يضع الجمهور الفنان في مكانة ما فهو بذلك يلقي بالكرة في ملعب الفنان، وعليه إذن أن يحافظ عليها، وإلا لضاعت ثقة الجمهور به، لذلك فأنا أحرص دائماً أن أكون عند حسن ظن جمهوري بي، وأتمنى أن أكون كذلك.

*تحرصين على حضور مؤتمرات خاصة بتحدي السرطان، ومرض نقص المناعة الإيدز، فما سر حرصك هذا؟
هو جزء من عملي كسفيرة للنوايا الحسنة، وأرى أنه فرصة كبيرة للعطاء منحها الله لي. وأرى أنني التي أستفيد من هذا الحضور، وشيء إنساني الشعور بالآخر، خاصة إذا كان هذا الشخص لا يستطيع أن يعيش في المجتمع بسبب نظرة المجتمع، فأرجو أن نرحم ونساعد بعضنا البعض، وندمج مرضى نقص المناعة في المجتمع، فيكفي الوجع والألم اللذان يعيشون فيهما، حتى لا نكون نحن والزمن عليهم.

*ماذا تحلمين للمنطقة العربية في ما يخص هذا المرض؟
أتمنى أن نجد علاجاً لمرض نقص المناعة "الإيدز"، وأن يحرص كل شخص على إجراء فحوصات وتحاليل كل فترة للاطمئنان على نفسه، فرحلة المرض الأوّلية علاجها أسهل كثيراً، قبل أن يدخل في مراحل متطورة.



المساهمون