الشاشية في المغرب العربي... رمز يبحث عن حياة

الشاشية في المغرب العربي... رمز يبحث عن حياة

تونس

خباب عبد المقصود

avata
خباب عبد المقصود
02 مارس 2017
+ الخط -
أربعون عاماً وهو يحول خيوط الصوف المنسوجة، إلى قبعة، تمثل أحد رموز اللباس التقليدي التونسي منذ ما يزيد عن 700 عام. منصور، عامل صناعة "الشاشية"، التي تشتهر تونس بصناعتها منذ عهد الأندلسيين -بحسب أشهر الرويات التاريخية- وتصدرها تونس للعديد من الدول الإسلامية المجاورة.


الشاشية، هي القبعة التقليدية ذات اللون الأحمر في تونس، والأسود في ليبيا، تصنع من الصوف، وتمر بما يقرب من تسع مراحل حتى تصبح جاهزة للبيع للمستهلك. وتعتبر لباساً تقليدياً في تونس وليبيا والجزائر والمغرب ونيجيريا والكاميرون والسنغال. كما يمكن مشاهدتها في السودان وموريتانيا وحتى بعض دول آسيا.

تقول إحدى الروايات التاريخية، إنه مع وصول جيوش عقبة بن نافع إلى القيروان كان من بين عناصر الجيش فرسان من مدينة شاش من الفرس يرتدون الشاشية، ومنها استمدت النواة الأولى لصناعة الشاشية، فكانت الشاشية القيروانية.

وتشير الرواية، إلى أن ازدهار الصناعة جاء مع الأفواج الأولى من المهاجرين الأندلسيين سنة 1632م إلى تونس، فكان لقدومهم تأثير كبير على تطور صناعة الشاشية، وتم بناء السوق الصغيرة والكبيرة من قِبل حمودة باشا الحسيني، بين 1782م و 1814م.




يقول منصور "إن الشاشية تنسج من الصوف المغزول، وبعدها يقوم بتبليلها بالماء الساخن والصابون ودعكها من أجل تنشيفها، لدرجة أن خيوط النسيج تلتحم فيما بينها، وبعد هذه العملية تمشط الشاشية حتى يتحول الملف إلى قطيف مزغب، وبعدها يتم صبغها ووضعها في القالب لتأخذ الشكل المعروف".

تعاني صناعة الشاشية أزمة ركاد لتراجع استخدامها بسبب الاعتماد على الملابس الحديثة، ومع ذلك يحاول بعض الناشطين التعريف بقيمة الشاشية التراثية وارتباطها بتونس، وهو ما جعل بعض صناع الشاشية يتجهون لإنتاج شاشيات تواكب موضة العصر.

وعلى الرغم من قلة استخدام الشاشية، إلا أنها تعتبر مظهراً مألوفاً في المناسبات التونسية، وتحرص الفتيات خاصة على ارتدائها، بما يتناسب مع الموضة والأزياء التي يرتدينها في مناسباتهن.

 

 

المساهمون