لاس فالاس... كرنفال المرح

لاس فالاس... كرنفال المرح

19 مارس 2017
يعود تاريخ احتفال لاس فالاس إلى العصور الوسطى (Getty)
+ الخط -
"أطلق العنان لجموحك الداخلي ومشاعرك في شوارع لاس فالاس". هكذا يدعوك القائمون على المهرجان المنتظر بمدينة فالنسيا الإسبانية، وهو كرنفال متوقد ومليء بالمرح والموسيقى والألوان والدُّمى الرائعة.

يعود تاريخ احتفال لاس فالاس إلى العصور الوسطى عندما كان ينتهي فصل الشتاء وتتبقى بعض المؤن والمواد الغذائية التي كانت مخزنة للفصل البارد في أوقات الوفرة. كان الاحتفاظ بالمؤن بعد الشتاء يعرضها للفساد، وهو ما يتسبب في نشر الأمراض، لذلك، كانت تحرق في يوم يماثل يوم تنظيفة الربيع المشهورة في دول كثيرة. لكن اليوم، يعاد إحياء تلك المناسبة بصورة أكثر تكلفاً وتنظيماً، إذ يتم إطلاق الألعاب النارية في عروض مبتكرة ومذهلة كما اشتهرت إسبانيا بذلك.
لطالما كان إشعال النيران جزءاً من الاحتفال بالربيع على مر التاريخ. ومنذ زمن بعيد، قبل اختراع لمبات الكهرباء الملونة، كان الفالينيسيون النجارون والحرفيون يجتهدون في أداء أعمالهم وتزيينها تحت أضواء الشموع في الشتاء، وباستخدام قطع من الخشب تسمى باروتس فتيلةً داخل الشمع. وعندما ياتي الربيع وتسطع أشعة الشمس وتستبدل بالشموع تكون الباروتس قد احترقت وتفحمت.
اندمج الطقس الوثني مع احتفالات الكنيسة بالقديس يوسف (شفيع النجارين) ومن خليط الطقوس ولد مهرجان لاس فالاس. ومع مرور الوقت، تطورت التقاليد الاحتفالية، وأصبح البشر يرتدون أزياء تمثل "الباروتس" التي تتراقص داخل النار ولكن في شكل بشري. وهناك دميتان أساسيتان تشتق منهما كل الدمى في المهرجان وهي الدمية الكبيرة وتدعى "فاياس" والصغيرة وتدعى "نينوت".

وتمثل الدميتان عادة المشاهد الساخرة والأحداث الجارية، وقد استبدل البوليسترين مكان الإطارات الخشبية المغطاة بمعجون الورق، والتي كانت تستخدم قديما ًفي صناعة الدمى. ونظراً لخفّة وزن البوليسترين، فقد سمح لصانعي الدمى ومزخرفيها بالوصول بها إلى أطوال، وارتفاعات كبيرة تصل بعض هياكلها إلى حوالي 30 متراً (100 قدم).

المساهمون