"سكروا الشبابيك"... أغانٍ ملتزمة بالواقع السوري

"سكروا الشبابيك"... أغانٍ ملتزمة بالواقع السوري

19 مارس 2017
رشا رزق (فيسبوك)
+ الخط -
منذ ما يقارب الأسبوعين، أطلقت الفنانة السورية، رشا رزق، ألبوماً غنائياً جديداً، حمل اسم "ملاك". وكانت حفلة إطلاق الألبوم في هولندا، في يوم افتتاح "رواق روتردام" الذي يشرف عليه الشاعر والمؤلف السوري، عدنان العودة، والذي شارك أيضاً بكتابة كلمات بعض الأغاني. ويتوفّر الألبوم في الوقت الحالي بنسخة إلكترونية على الإنترنت، في حين أن نسخ الـ"سي دي" سيتأخّر طرحها في الأسواق حتى بداية الشهر القادم، بحسب ما صرحت رزق، على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك. 

ويضم ألبوم "ملاك" تسع أغانٍ، كتبت رشا رزق كلماتها بنفسها، باستثناء أغنيتي "لو أني" و"بيا ولا بيك" للشاعر عدنان العودة. كما قامت رزق بتلحين جميع أغاني الألبوم، وتشاركت في توزيعها مع منتج الألبوم، الموسيقار الجزائري، طارق بن ورقة. ويحمل الألبوم اسم "ملاك" نسبةً لإحدى أغاني الألبوم، والتي تهديها رشا رزق للشهداء من الأطفال السوريين، ولا تشذ باقي الأغاني عن القضايا الملتزمة بالشأن السوري. ويبدو ذلك واضحاً من الكلمات الرقيقة التي قدمت بها رزق للألبوم، إذ كتبت: "هذه الأغاني هي أصوات الناس الذين لم نتمكن من سماع أصواتهم، في ظل القصف والظلم والدكتاتورية والبؤس، إنها من القلب وإلى القلب؛ وهذه هي الأصوات التي أحاول أن أحكي لكم قصصها، من خلال لغة سحرية وموسيقى".

ولا يبدو الألبوم خارجاً عن السياق الموسيقي الذي رسمته رشا رزق لنفسها بتجاربها المستقلة؛ إذ إنها بعيداً عن أغاني مسلسلات الأطفال التي عرفها من خلالها الجمهور، عملت على عدة تجارب موسيقية فردية وجماعية، تُدرَج تحت إطار الموسيقى المستقلة السورية. وفي جميع التجارب السابقة، كانت تصدر أغاني تمتزج فيها الموسيقى العربية مع بعض الأنماط الموسيقية الغربية، كموسيقى "الجاز" و"الروك"؛ وذلك ينطبق على الألبوم الجديد، فالموسيقى بمعظم الأغاني هي عبارة عن امتزاج مرن للموسيقى الكلاسيكية الغربية أو موسيقى "الجاز" مع الموسيقى العربية، فيما عدا أغنية "سكروا الشبابيك"، التي من الممكن أن نصنفها في إطار "البانك روك".

ورغم أن رزق قدمت عدة أغاني "روك" في مسيرتها، مثل أغنية "عيونك" مع فرقة "أنس آند فريندز"، وأغنية "اللعبة"، إلا أن أغنية "سكروا الشبابيك" تتفوق على جميع التجارب السابقة المشابهة، فكلمات الأغنية الغاضبة التي تهاجم بها رزق السوريين الرماديين، الذين فضلوا الصمت في مرحلة الثورة، تنسجم بشكل ساحر مع موسيقى "الروك" العنيفة، وتؤديها بنبرة هجومية حادة، لم نعتد عليها في أغاني رشا رزق السابقة.


المساهمون