صاروخ "شانيل" من الفضاء

صاروخ "شانيل" من الفضاء

16 مارس 2017
الصاروخ متوسطاً عرض "شانيل" (فيكتور بويكو/Getty)
+ الخط -
في اليوم الأخير من أسبوع الموضة في باريس، أبهرت "شانيل" عشاقها بعرض مميز، سيخلد في تاريخ الموضة، وحمل عنوان "Ground Control". حيث فوجئ المدعوون، فور حضورهم، بوجود صاروخ ضخم بعلو 35 متراً، يحمل علامة "شانيل" التجارية، وسط قاعة Grand Palais، التي اختيرت كمكان لعرض مجموعة ربيع "شانيل" 2017. 

ومن اللحظة الأولى، استطاعت "شانيل" أن تفرض هيمنتها على الجمهور من خلال الإبهار البصري للصاروخ، الذي وظّف بشكل إبداعي يخدم ما تقدمه "شانيل" في مجموعتها المستوحاة من الفضاء، ليبتعد العرض للحظة عن عرض عادي للأزياء ويتحول إلى عرض، فتكامل العناصر من ديكور وأزياء وموسيقى جعل العرض ممتعا ومسلياً بالفعل. وجاء العرض متزامناً مع إعلان "ناسا" باكتشافها مجموعة جديدة من الكواكب المشابهة للأرض، مما ساعد أكثر على تقبل الجمهور فكرة العرض، والتحمس لها.

إلا أن مجموعة الأزياء التي قدمت في العرض، لم تكن كما سوّق لها، فالمصمم الرئيسي في مجموعة "شانيل"، كارل لاغرفيلد، أكد أن مجموعته الجديدة "مختلفة كلياً عن الأزياء التي صورتها السينما في أفلام الخيال العلمي التي أنتجت في القرن الماضي"، إلا أن الأزياء والمكياج التي ظهرت به العارضات كان مألوفاً بشكل كبير، من قبل الأفلام المستقبلية القديمة، كفيلم "البرتقالة المعدنية" لستانلي كوبريك، فمكياج عيون العارضات مطابق لما تخيله ستانلي في الفيلم، والذي يبدو فيه الرمش السفلي للعين أطول من نظيره العلوي، وكذلك فإن معظم أزياء الفيلم كان لها ما يشابهها في عرض "شانيل"، فلم يخل العرض من الستر الطويلة البيضاء والفيزونات الضيقة ذات اللون الأبيض.

فالعرض عكس التأثير الواضح لأفلام تلك المرحلة على المصمم كارل لاغرفيلد، وبدا واضحاً أيضاً أنه متأثر بالمرحلة ذاتها، فاحتوت المجموعة على عدد كبير من الأزياء المستوحاة من أزياء السبعينيات، مع بعض التعديلات التي تجعلها ملائمة للعرض، فحددت ألوان العرض بالأسود والرمادي والأبيض والقماش البرّاق، وطبعت نقوش للفضاء ورواد الفضاء على القماش، دون أن يفقد العرض روح السبعينيات. كما وقع كارل في فخ التكرار، فهو لم يتخل بهذا العرض عن التيورات التي يقدمها بشكل شبه دوري في أغلب عروضه، ولم يغير نوع القماش أو ألوانه، واكتفى بإضافة بعض التعديلات عليها لتصبح براقة أكثر، وربما كان إدخال "الشورت" تحت التيور، هو الاختلاف الجوهري عن تيوراته القديمة.

ولكن ذلك لا يعني أن التصميمات تخلو من الإبداع، فابتكر لاغرفيلد عناصر جديدة في عرضه، ابتداءً من القبة الدائرية المستوحاة من بزة رواد الفضاء، وكذلك "البوندات" العريضة التي حملت أحجارا براقة، ولكن الأجمل فعلياً هو حقائب اليد، التي أخذت شكل صاروخ فضائي أو كانت دائرية على شكل الكواكب.
وينتهي العرض بطريقة مسرحية، حيث يقف لاغرفيلد على منصة لإطلاق الصواريخ، ويضغط على أحد الأزرار، فيطلق الصاروخ دخاناً كثيفاً ويرتفع أمتاراً قليلة عن الأرض، ليبدو إخراج العرض البصري العنصر الأجمل في العرض.

دلالات

المساهمون