"بريق الأمل": معرض لمساندة مريضات السرطان في غزة

"بريق الأمل": معرض لمساندة مريضات السرطان في غزة

12 مارس 2017
من المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تغلّبت الأربعينية الفلسطينية هناء شحادة على مرض السرطان الذي أصابها عام 2009 عبر إنشاء مشروعها الخاص لصناعة المأكولات والحلويات، يعينها على توفير حاجيات بيتها الأساسية، كذلك يُمكّنها من إثبات ذاتها، وأنها قادرة على العطاء.

شحادة التي شاركت في معرض "بريق الأمل" لمساندة النساء المريضات بالسرطان، والذي نظمه برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان غرب مدينة غزة بمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم، توضح لـ "العربي الجديد" أنها أصيبت بورم في الثدي، وحصلت على العلاج الكيماوي والإشعاعي في القدس، وبدأت بالمراجعة، إلى أن تحسّنت حالتها الصحية.
وتضيف: "مؤخراً، أخبرني الأطباء بضرورة استئصال جزء آخر من الثدي، لكنني لم أتأثر كما تأثر أبنائي وبناتي الستة حزناً من الخبر، فأنا منشغلة بعملي الذي أصبح أحد أكبر اهتماماتي"، موضحة أنها مهتمة بصحتها من خلال المتابعة، والمواظبة على أخذ العلاجات اللازمة.

الحال لم يختلف كثيراً عند المواطنة أم صالح الحمامي، والتي تغلبت على المرض ونجت منه بعد رحلة علاج استمرت خمس سنوات، وتقول: "أصابني في البداية ورم في المرارة فقمت باستئصالها، ومن ثم في الكلى، لكنني رفضت استئصالها لأن الأطباء أخبروني أن المرض مُحاصَر".
وتوضح الحمامي لـ"العربي الجديد" أنها تقوم بأخذ الأدوية والمسكنات والحبوب الخاصة بالكلى، مضيفة: "شاركت في هذا المعرض كي أثبت للجميع أننا قادرون على الانتصار على المرض، ولأنني أحلم ببيت مستقر وعائلة مثالية وأوضاع أكثر أمناً".

وشاركت في المعرض مجموعة من المؤسسات الشريكة، والتي خصصت من ريع أرباحها نسبة 20% لصالح مريضات السرطان، إذ احتوى على زوايا للرسم على الزجاج، وعطور، وأدوات تجميل، وشوكولاتة، وهدايا، وورود، ومشغولات يدوية، وإكسسوارات، وأدوات منزلية، وتطريز، وخشبيات.
ايناس خضر مسؤولة ملف المرضى في برنامج العون والأمل توضح أن المعرض احتوى على زاوية لأعمال وإنتاجات النساء المصابات بمرض السرطان، واللواتي أنتجن أعمالاً مختلفة، منها التطريز الفلاحي والصوف والمأكولات والحلويات والرسم على الزجاج وأدوات الأفراح، وغيرها.
وتبين لـ"العربي الجديد" أن البرنامج استهدف نحو 50 سيدة مصابة بالمرض، عبر تنظيم الدورات التدريبية اللازمة لتعليمهن بعض المهن، وقام بافتتاح معرض خاص بهن في الرابع من فبراير/شباط العام الماضي، وحاول دمجهن في هذا المعرض كخطوة على طريق دمجهن في المجتمع، وإثبات قدرتهن على العطاء.
وتضيف خضر: "عندما تصاب السيدة بمرض السرطان تُهجر من زوجها وتصاب بمرض آخر إلى جانب مرضها الجسدي، وهو مرض الوحدة"، مبينة أن دعمها اقتصادياً ووضع قدمها على طريق العمل والإنتاج يساعدها على مواجهة المرض ومواجهة الواقع، والانتصار على كل المعوقات.
من ناحيتها، تشير منسقة المعرض سهير ترزي إلى أن فكرة المعرض جاءت مختلفة هذه المرة عن المعارض التقليدية، والتي تصف فيها المنتجات إلى جانب بعضها البعض، موضحة أن الباب كان مفتوحاً أمام المشاركين كي يعرضوا منتجاتهم وأدواتهم بطرق مميزة، انعكس جمالها على الشكل النهائي للمعرض.

وتوضح أنه تم التواصل مع عدد من المؤسسات التجارية والخاصة للمشاركة في المعرض ودعم النساء المصابات بمرض السرطان، مضيفة: "عندما يدرك المريض أنه ليس وحيداً وأن المجتمع إلى جانبه فإنه يكون في الطريق إلى الشفاء".

المساهمون