ضجة عن كشف أثري جديد بمصر...ومواقف متباينة للمسؤولين والخبراء

ضجة عن كشف أثري جديد بمصر...ومواقف متباينة للمسؤولين والخبراء

10 مارس 2017
+ الخط -
أثارت عملية انتشال تمثالين ملكيين من الأسرة الـ19، في حي المطرية، شرقي القاهرة، أمس الخميس، حالة من السخرية والاستياء من طريقة انتشال أجزاء التماثيل.

وكانت وزارة الآثار المصرية قد أعلنت عن العثور على التمثالين في أجزاء من محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة.

إلا أن متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صوراً لاستخراج الكشف الأثري بالاستعانة بجرارات عملاقة "لودر"، ما أدى لتهشم أجزاء منه، على حد قولهم، وهو ما ردت عليه أستاذة علم المصريات، مونيكا حنا، قائلة إن "المشكلة الحقيقية للصورة المتداولة لرفع تمثال رمسيس الثاني أنها اكتشفت في أرض تم تسليمها من قبل المجلس الأعلى للآثار بطريقة غير سليمة في بداية الألفينيات لوزارة الأوقاف والوحدة المحلية بالمخالفة للقانون، وعليها بني سوق الخميس الجديد الذي فشل تماماً في حل مشكلة المرور في ميدان المطرية من خلال نقل السوق لهذا المبنى، موقع آثار المطرية هو من أهم المواقع للتاريخ المصري وتسليم أرضه في السابق بدون حفائر كافية يعتبر جريمة يجب أن يحاسب عنها جميع المسؤولين السابقين".

وتابعت حنا، في تدوينة عبر حسابها الخاص على "فيسبوك": "أما عن رفع جزء من رأس التمثال اليوم، فقد تم في ظروف صعبة جداً، وذلك نتيجة البناء العشوائي الذي تم على الأرض الأثرية بدون صرف صحي سليم، ما أدى إلى تسريبه للأراضي المجاورة، وتسبب في انهيار جزئي للتربة، وسوف يتم نقل باقي التمثال يوم الاثنين وهو من الكوارتزايت النادر".

وأضافت: "لكن لرفع القطع الأثرية بشكل علمي سليم عكس ما تم الخميس، يجب أن يتم رفع المياه باستخدام طلمبات صغيرة حتى لا تؤثر على المباني المجاورة بعد عمل دراسة هندسية مناسبة، وهذه التقنية تستعمل في جميع المواقع الأثرية التي تعاني من ارتفاع مستوى المياه تحت السطحية مثل الموانئ الرومانية التاريخية، ويجب أن تمسك القطع الثقيلة جيداً ويتم تغليفها تماما قبل رفعها حتى لا يحتك الحجر بالرافعة نتيجة للارتطام الطبيعي لمواد مختلفة".

واختتمت حديثها بالقول: "لم أر الموقع الأثري والقطع. ولكن من الصور، في اعتقادي أن التماثيل سلمية ولم تتعرض لكسر نتيجة الرفع".

وأوصت بـ"وضع لائحة بروتوكول للتعامل مع القطع الأثرية في جميع المواقع والمتاحف المصرية لتفادي مثل هذه المشكلات، واحترام طبقات الموقع الأثري بشكل أفضل للدراسة الأثرية السليمة".


وكانت وزارة الآثار المصرية قد أصدرت، مساء أمس، بياناً ردت فيه على ما أثير بشأن عملية الاستخراج، بعد انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه إنه "تم رفع جزء من رأس التمثال باستخدام الرافعة نظرًا لثقل حجمه، وذلك بعد تدعيم الكتلة بواسطة العروق الخشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدني للرافعة".

وأوضحت الوزارة أن عملية الانتشال تمت بإشراف البعثة المصرية الألمانية، التي نفذت أعمال الحفر بمنطقة آثار المطرية، وتوصلت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، إلى أجزاء من بعض الكتل الحجرية تعود لإحدى المقاصير الأثرية للملك "نختنبو" الأول من عصر الأسرة الثلاثين، ثم أعلنت في فبراير/شباط الماضي، عن وجود أدلة جديدة تزيد من احتمالية وجود معبد للملك رمسيس الثاني بالمنطقة.

ورد رئيس قطاع الآثار بوزارة الآثار المصرية، محمود عفيفي، على الانتقادات، في تصريحات صحافية، قائلا: "أولاً، الأداة المستخدمة يطلق عليها (كبّاش)، وما تم استخراجه بواسطة هذه الأداة هو رأس تمثال واحد فقط، أما باقي التمثال فسيتم استخراجه يوم الاثنين المقبل، باستخدام الأدوات المتعارف عليها في التنقيب".

وأضاف: "تم رفع جزء من رأس التمثال باستخدام الرافعة نظراً لثقل حجمه، وذلك بعد تدعيم الكتلة بواسطة العروق الخشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدني للرافعة، كما تم رفعها مع كمية كبيرة من التربة الطينية التي كانت تحيط بها. أما عن باقي أجزاء التمثال، فما زالت موجودة في الموقع وتجري دراسة كيفية رفعها".

دلالات

ذات صلة

الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

شهدت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، موجة من السخط والدهشة، بعدما قارن حالة المصريين في ظل التردي الاقتصادي بحالة أهالي قطاع غزة.
الصورة

سياسة

كشف تحقيق لصحيفة "ذا غارديان"، الاثنين، عن أن الفلسطينيين اليائسين لمغادرة قطاع غزة يدفعون رشاوى لسماسرة تصل إلى 10 آلاف دولار، لمساعدتهم على مغادرة القطاع.

المساهمون