الإصدارات الغنائية لعام 2017: تراجع ملحوظ

الإصدارات الغنائية لعام 2017: تراجع ملحوظ

08 ديسمبر 2017
عاصي الحلاني (فيسبوك)
+ الخط -
شهد عام 2017 تراجعاً ملحوظاً في عالم الإصدارات الغنائية والموسيقية في العالم العربي، نتيجة حتمية للظروف العامة لما يجري في بعض الدول العربية، خصوصاً مع ما جرى، بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في السعودية، من حجز مجموعة من أهم مالكي شركات الإنتاج في العالم العربي (بلاتينوم ريكوردز وروتانا)، بسبب تُهم الفساد، ما سينعكس تلقائيًا على الوضع العام لهذه المؤسسات والشركات في المستقبل القريب، والاتجاه إلى الأحادية في تولي سعوديين إدارة هذه الشركات قريبًا، ما يفتح باب الأسئلة حول ذلك. ماذا عن بعض الإنتاجات الغنائية في 2017؟
بدايةً، كان المتوقع أن تتصدر السيدة فيروز المشهد الغنائي هذه السنة، بعدما أصدرت ألبوم "على بالي". لكن فرحة الجمهور بعودة السيدة لم تكتمل وانعكست سلباً على الإصدار الذي فصّلته ابنتها ريما الرحباني على مقاسها. فكيلت لريما الرحباني الاتهامات، خصوصاً عبر المواقع البديلة، ولم تُسعف الموسيقى الغربية المستنسخة التوزيع العربي للألحان، بينما قال البعض هازئًا، إن كلمات الأغاني مُترجمة من على متصفّح "غوغل".
عمرو دياب، أكد حضوره بألبوم "معدّي الناس"، والذي تزامن مع هدوء حربه مع شركة "روتانا"، بالتفاهم غير المعلن بين الطرفين، وقصة زواجه من الممثلة دينا الشربيني. كل ذلك جاء مُتمماً للترويج المطلوب لأي إصدار موسيقي جديد. ورغم تكرار بعض الجمل الموسيقية الخاصة بدياب في ألبومات أخرى، حقق "معدّي الناس" حضوراً جيداً.

وكذلك لم يضمن الفنان كاظم الساهر نجاحاً كبيراً من ألبوم "كتاب الحب" الذي أصدره أواخر 2016 عن شركة "بلاتينوم ريكوردز"، في أول تعاون بينهما، بعد سنوات من التعاون مع "روتانا". الواضح أن الساهر يقع في معظم أعماله في التكرار، ولو سلمنا باختلاف بعض الألحان والتوزيع الموسيقي الجيد الذي يمنح قيمة مضافة إلى أسلوب وخيارات الساهر الفنية، والتي يحصدها في كل المهرجانات والحفلات التي يحييها طوال أيام السنة.

ويختلف زميله اللبناني، ملحم زين، الذي انضم هو أيضاً إلى شركة "بلاتينوم" في التحوّل واختيار مجموعة من المواضيع الجديدة لإصدار ألبوم كامل "الجرح اللي بعدو"، هو عنوان جيد لـ12 أغنية بصوت ملحم زين مشغولة بتأن. استعان زين بملحنين سوريين وتوزيع موسيقى يتماشى مع ميوله الفنية، أو انحيازه إلى اللون الشعبي وصوته المتمكن. فكان إصداره مقبولاً أمام منافسيه من اللبنانيين الذين ما عرفوا حُسن الاختيار.
نانسي عجرم التي أصدرت ألبوم "حاسّة بيك" تقدمت في اختيار الكلمات الجديدة التي تحولت إلى قضايا في بعض منها، واستطاعت بحنكة أن تحقق أعلى نسبة مبيعات، بحسب بيانات "فيرجين" في القاهرة وبيروت، وكان ذلك دليلاً على نجاحها وطلبها في الحفلات والمهرجانات.


عاصي الحلاني تقدّم في آخر إصدار له عن شركة "روتانا"، عنوان الألبوم "حبيب القلب"، وقد أعاد في أسلوبه الحلاني إلى قديمه الذي عشقه الناس، واستبشروا خيراً يومها. نجاح عاصي يلزمه القليل من الالتزام بالمفردات الخاصة بالأغاني، وطريقة تصوير "كليباته".
الفنان الفلسطيني محمد عساف، لم يتقدم كثيراً هذه السنة. كل محاولات عساف في التفرد بلون غنائي يثبت حضوره لم يضمنها ألبوم "ما وحشناك" من إصدار "بلاتينوم". عساف ورغم تهافت المتعهدين على حفلاته، يعاني من سوء إدارة فنية ووسيلة إقناع لمعرفة السر، وكيفية اختيار الأغنيات، لا يكفي الترويج لها بالطريقة التجارية التي تتوخاها الشركة المنتجة، أو تحوّل محمد عساف إلى نجم شباك فقط يغني لفنانين آخرين.


ولم تهمل شركة "آرابيكا" الفنان السوري محمد المجذوب، وهو واحد من أقوى الأصوات الشابة اليوم. "آرابيكا" قدمت له ألبوماً مصرياً، لشد حضوره في القاهرة، بعد انطلاقته قبل سنوات، وفوزه في برنامج "اكس فاكتور" باللقب. مزيج من الأغاني في الحب والغزل والعتب ستشد من حضور المجذوب استعداداً لعمل غنائي آخر سينفذ قريباً في بيروت، مكان إقامة المجذوب.

المساهمون