مسلسل "الواق واق"...استغلال فكرة الضياع

مسلسل "الواق واق"...استغلال فكرة الضياع

02 ديسمبر 2017
تشارك شكران مرتجى في بطولة المسلسل (Getty)
+ الخط -
أنهى المخرج السوري الليث حجو تصوير مسلسل "الواق واق" من تأليف الكاتب ممدوح حمادة، وبطولة مجموعة من نجوم الدراما السورية منهم باسم ياخور، ورشيد عساف، وشكران مرتجى. كثر الحديث عن هذا المسلسل خلال فترة التصوير الممتدة لعام كامل، والتي اختار المخرج الليث حجو بقعة من الأرض في تونس، لتكون مسرحاً للأحداث الدرامية التي يفترض أنها تدور على أرض جزيرة معزولة، ومجهولة.

تبدو فكرةُ المسلسل التي تتحدث عن غرق قارب قبالة جزيرة في عرض البحر، ولجوء ركابه إلى هذه الجزيرة ليبنوا مجتمعهم الجديد مألوفةً، فرواية "روبنسون كروزو" التي كتبها الإنكليزي دانيال ديفو في عام 1719 تحكي قصة الشاب الذي عارض رغبة أبيه في البقاء بقربه، ليسافر في البحر ويكتشف العالم، ثم تغرق سفينته ولا ينجو منها أحد سواه، ليبدأ حياته وحيداً على جزيرة نائية، وتتقاذفه الخطوب هناك، ويعود ثانية إلى وطنه إنكلترا.

لكنه يكتشف في النهاية أنه يفضل العيش في الجزيرة النائية وحيداً، فيعود إليها.. وقد أُخِذَتْ فكرةُ الرواية وحُوِّلَتْ إلى أفلام سينمائية عبر عقود من الزمن، مع اختلاف التسمية في كل فيلم، كان آخرها فيلم الكارتون "الحياة البرية" عام 2016.

في الفيلم المصري "البداية" إنتاج عام 1986، تسقط طائرة ما، وتضيع في الصحراء، وكان هناك واحة سُميت "نبيهاليا"، نسبة إلى زعيمها "نبيه بيه" الذي لعب دوره الفنان المصري جميل راتب. وهو مختلف بعض الشيء عن الواق واق، فالمخرج صلاح أبو سيف اختار الصحراء لتكون الأرض التي ستقوم عليها جمهورية نبيهاليا، وليجد ركابُها أنفسهم في واحة تصلح للاستقرار، فيقوم رجل الأعمال الثري، الذي يصبح فيما بعد الحاكمَ الديكتاتور، باستغلال بقية الركاب لمصلحته، وينصب نفسه حاكماً عليهم، ومنهم الأستاذة الجامعية والصحافية "صفية العمري" التي يستغلها الحاكم، لتلميع صورته أمام شعب جمهوريته العتيدة، والراقصة "سعاد نصر"، والشاب الثوري "أحمد زكي" الذي كان همه توعية شعب "نبيهاليا" للوقوف في وجه ظلم الحاكم نبيه بيه، وفي النهاية يتركونه يحكم جمهوريته وحده، بعدما ينسحب الجميع منها سواه.

أما استغلال فكرة الضياع والعيش على جزيرة نائية لإنجاز عمل كوميدي، فنجده في المسلسل المصري الذي عرض في رمضان 2017 ويحمل عنوان "في اللالا لاند"، الذي لقي انتقادات كثيرة بعد عرض أولى حلقاته، كان أهمها أنه لم يأت بفكرة جديدة، فكثيرون من النقاد شبهوه بالمسلسل الأميركي الشهير "الضياع"، كما أن القائمين على العمل أقروا أن اسم المسلسل قد غُيِّرَ من "الضائعون" ليصبح "في اللالا لاند"، في إشارة إلى الفيلم الأميركي الشهير الذي حمل الاسم نفسه "لالا لاند" والذي فاز بجائزة الأوسكار.. ما يعني أن المسلسل حاول الهروب من تهمة التكرار بتغيير الاسم، إلا أنه وقع في فخ تهمة أخرى وهي استغلال نجاح فيلم شهير وسرقة اسمه.


وبالعودة إلى "الواق واق" نرى أن المخرج الليث حجو لم يبتعد في عمله الجديد عن فكرة الضياع، لكنه ربما يكون قد تعامل معها بذكاء أكثر عندما حَوَّل السفينة إلى مركب لاجئين، هاربين من الحرب، بحثاً عن مكان أكثر أمناً، ولا يخفى على أحد براعة الليث حجو خاصة في إخراج نصوص الكاتب ممدوح حمادة، وفي تقديم هوية متميزة للعمل الدرامي، بالرغم من اختيار أماكن افتراضية لتكون مسرحاً لأحداث مسلسلاته.


المساهمون