فنانة تعلّق ثياب اللاجئين بسقف كنيسة

فنانة تستغل أعياد الميلاد وتعلّق ثياب اللاجئين بسقف كنيسة

16 ديسمبر 2017
كل قطعة ملابس هنا، قصة حياة إنسان يعاني (تويتر)
+ الخط -
استخدمت الفنانة أرابيلا دورومان نحو 700 قطعة من ملابس اللاجئين التي عثر عليها على شواطئ جزيرة لسبوس اليونانية، لصنع عمل فني يشبه الثريا، علّق في القاعة الرئيسية في كنيسة سانت جيمس، في بيكاديلي بلندن، وأطلقت عليه اسم "معلق"، وهو يحمل من القوة والتأثير ما يكفي، ليعكس حالة الضياع التي يعاني منها مئات الآلاف من الناس الهاربين من الحرب والبؤس.

وزارت دورومان جزيرة لسبوس لأول مرة عام 2015، بعد أن أمضت فترة في المناطق الساخنة في العراق وأفغانستان، وقالت: "لا يوجد شيء في العالم يمكن مقارنته بالمأساة الإنسانية التي تحدث على تلك الشواطئ، وكان من الصادم أن أرى بعيني كمية الأذى التي لحقت بالأبرياء الهاربين من الحرب، خاصة الأطفال منهم".

وأضافت: "كان هنالك آلاف القطع من الملابس التي فقدها اللاجئون أثناء رحلة نزوحهم، مما جعلني أفكر طويلًا في مفهوم الملابس الفارغة، وأستحضر في رأسي صور من كانوا يرتدونها، هذه الملابس تعيد إلى الذاكرة ما بدأنا ننساه" وفقًا لصحيفة "ذا غارديان".

وأشارت دورومان إلى وجود العديد من القصص المحزنة التي تشبه قصة الطفل السوري إيلان كردي ذي الأعوام الـ3، والذي توفي غرقًا ووجدت جثته على أحد الشواطئ في تركيا قبل عامين، إلا أنها لم تعد تحتل عناوين الصحف اليوم، وأضافت: "يجد الناس أن من السهل تجاهل هذا النوع من الأخبار، لأنهم يشعرون بالعجز بشكل أو بآخر".

ويهدف تعليق الملابس بهذا الشكل في مكان بارز، إلى إعادة تسليط الضوء على أزمة اللاجئين في العالم، خاصة في عيد الميلاد، للمساعدة في جمع التبرعات لمؤسسة "ستارفيش" الخيرية، التي تعنى بشؤونهم.

وقالت الراهبة لوسي وينكيت، من كنيسة سانت جيمس: "يعتبر عيد الميلاد الوقت المثالي لإثارة قضية إنسانية من هذا النوع، لأنه يتمحور حول ولادة الطفل يسوع وتعرّضه للخطر، وهروب أحبائه من الاضطهاد والعنف، لذا لا تستطيع منع نفسك من ربط قصة الميلاد بقصص اللاجئين، خاصة عندما ترى ملابس الأطفال معلقة بهذا الشكل".

كما أكد ألفريد دابس، عضو مجموعة ضغط في حزب العمل، والذي لجأ إلى بريطانيا عندما كان طفلًا صغيرًا، على استحالة عدم تأثر أي شخص، مهما قسا قلبه، بهذا العمل الفني الإنساني، وقال: "تمثل كل قطعة ملابس هنا، قصة حياة إنسان يعاني"، وطالبَ الحكومة بالوفاء بوعدها بتوفير ممر آمن إلى المملكة المتحدة، لـ480 قاصرا يعيشون من دون عائلاتهم في مخيمات اللجوء، بعد أن تمكن 202 طفل من الوصول، بينهما اثنان قدما من اليونان هذا الأسبوع.

وأشار السيد دابس إلى ضرورة الضغط على الحكومة في هذه المسائل، لضمان عدم إغلاق الباب أمام الأطفال الذين يسعون للحصول على ملاذ آمن في بريطانيا. وقال: "كل طفل يتمكن من الوصول إلى هنا هو انتصار، لأنه أمل جديد بالنسبة إليه للحصول على حياة كريمة" كما أكد الدور الهام الذي يجب أن تلعبه المؤسسات الدينية لإنعاش ذاكرة الناس القصيرة فيما يخص هذه القضايا.

وقالت دورومان إنها كانت تجهز لهذا المشروع منذ حوالي عامين، حيث تمكنت من شحن 1400 قطعة ملابس، في 27 صندوقا، من جزيرة ليسبوس، ثم اختارت منها ما اعتقدته الأكثر تأثيرًا، ومن المتوقع أن يبقى معروضًا حتى 8 شباط القادم. يذكر أيضا أن كنيسة سانت جيمس استضافت عملًا آخر لها عام 2015، وهو يمثل رحلة نزوح في زورق لاجئين عثر عليه في اليونان، وعلق أيضًا في القاعة الرئيسية.

المساهمون