التلفزيونات اللبنانية مشغولة بحركة جسد الحريري

التلفزيونات اللبنانية مشغولة بحركة جسد الحريري

15 نوفمبر 2017
فسر البعض فيديو نشرته يعقوبيان عكس ما قصدت (فيسبوك)
+ الخط -
انشغلت محطات التلفزة في لبنان الأسبوع الماضي بخبر استقالة رئيس مجلس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، من الرياض،.الحدث المفاجئ قلب الطاولة، وبعيداً عن آثاره وتداعياته السياسية والأمنية، تحول إلى مادة دسمة للإعلام المرئي والبديل، صورة نقلت سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وانعكاسها تلقائياً على محطات التلفزيون اللبنانية.
وبعيداً عن لغو المحللين اللبنانيين، في مثل هذه الظروف الطارئة، وهم يشكلون "أبواقاً" مفضوحة للمرجعيات السياسية والحزبية في لبنان، ارتفع منسوب تجاذب بين المحطات المرئية وموقع تويتر. المغردون ومن اللحظة الأولى لإعلان الاستقالة، شكلوا تظاهرة إلكترونية، تداخل فيها الولاء والمعارضة، وتنامت فيها قدرة المحللين المختصين وغير المختصين، وتحول البعض إلى خبراء في "لغة الجسد"، الاختصاص الذي يُشكل اليوم جزءًا أساسياً من معرفة خفايا القرارات السياسية.
منذ اللحظة الأولى، إذاً، انشغل اللبنانيون والمتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي بإطلالة الحريري في إعلان الاستقالة، أو تلاوة تلك الاستقالة "الحدث"، ذهب البعض بداية إلى أسلوب الحريري أثناء المطالعة التلفزيونية، ومستوى صوته، وطريقة تعبيره، والغصّة التي سكنت صوته، وتداعى البعض الآخر إلى شرح المفردات المكتوبة في الاستقالة.

أسئلة كثيرة تحولت بعد أقل من نصف ساعة من إعلان الاستقالة إلى "ترند" باسم سعد الحريري على موقع "تويتر"، لتزيد التساؤلات تعقيداً، وتحمل "العالم" للحديث عن هذه الاستقالة على قاعدة التحليل الشخصي الخيالي، وليس العملي.
محطات التلفزة في لبنان لم تهمل الخطاب الافتراضي، على العكس كانت مرآة لهذا الاندفاع الإلكتروني الذي اختزل الصورة، فتابعت المحطات، المواقع، وتحولت الشراكة بين الطرفين، إلى إذكاء مواقف "تويتر" عملياً في نشرات الأخبار. أكثر من محطة تلفزيونية لبنانية استضافت محللاً "بعلم الحواس" أو "لغة الجسد" لتشخيص حالة الحريري الجسدية والنفسية في تلك اللحظة الحاسمة، لم توفر بعض المحطات السؤال المُساند لموقفها السياسي. فالمحطة التي رأت أن الحريري أُجبر على الاستقالة، زادت في رفع منسوب الارتباك والخوف في تقاسيم وجه رئيس الوزراء، وصوته، أما المحطات الأخرى التي ترى أنها خطوة صحيحة لمواجهة قوى لبنانية، تهزأ بالشرعية والقانون، فكانت تقلل من أهمية الحكم البسيكولوجي، للحريري ولا تسلم باحتجازه.
تحليلات تحولت إلى سجال يغذيه تويتر، والعكس صحيح، وفق أهواء المحطات، والتركيز على تفاصيل تبدو صغيرة أمام "كارثة "الاستقالة.
الصحافية بولا يعقوبيان، التي حققت سبقاً صحافيًا، في لقائها مع سعد الحريري مساء الأحد الماضي، لم تسلم، من تداول تفاصيل مُملة في الحوار الذي أجرته، كفيديو الهاتف المحمول الذي قيل إن الحريري ممنوع عليه استعماله، وكانت يعقوبيان هي من نشرت الفيديو على صفحتها في "إنستغرام"، وتحدثت عن اجتزاء في إعادة نشر الفيديو، هكذا لا تستقيم صورة استغلال الإعلام المرئي ولا الافتراضي، وكل بحسب مصالحه وأهوائه.

المساهمون