من ترامب إلى الوليد... إليك مواصفات طائرات الأثرياء

من ترامب إلى الوليد... رفاهية وبذخ في جولة داخل طائرات الأثرياء

13 نوفمبر 2017
وضع ترامب فيها لمسات تجديد تناسب أسلوبه الاستعراضي(DON EMMERT/AFP)
+ الخط -
لطالما كانت إحدى علامات الرفاهية والبذخ أن تكون قادرًا على تحمل تكاليف السفر في الدرجة الأولى على متن طائرة، مسترخيًا على مقاعد مريحة، ومستمتعًا بمختلف أنواع الأطعمة والمشروبات باهظة الثمن.

إلا أن الاختبار الحقيقي اليوم لاستعراض ثروتك بات يعتمد على قدرتك على اقتناء الطائرة نفسها، وهذا ما لاقى شعبية كبيرة في أوساط المشاهير العالميين والملوك أكثر من أي وقت مضى، تزامنًا مع تضاعف ثرواتهم مع الوقت.

طائرة لويس هاملتون

اشترى بطل سباقات سيارات الفورمولا البريطاني (32 عامًا)، طائرته الخاصة من نوع بومباردييه تشالينجر 605 عام 2013 بمبلغ متواضع جدًا يقارب 16 مليون يورو، وكانت تبدو عادية جدًا، تتسع لـ9 أشخاص ولا تحتوي حتى على حوض استحمام، إلا أنه تكفل بتجديدها بشكل يناسب شهرته، حتى أنه اتهم لاحقًا بتجنب دفع فاتورة ضريبة إضافية بقيمة 3.3 ملايين يورو، بعد نقلها من كندا إلى جزيرة مان في بريطانيا.

وطلى هاملتون الطائرة من الخارج بلون أحمر دموي، وبنى في داخلها بارًا، ثم وضع الكثير من شاشات البلازما والمقاعد الجلدية السوداء التي خيطت عليها الأحرف الأولى من اسمه، بالإضافة إلى سرير قابل للطي يتناسب مع رحلاته الطويلة عبر الأطلسي، كما يحب في كثير من الأحيان الجلوس على الجناح والتقاط الصور لنفسه، لتعزيز دوره كسفير لبومباردييه، التي لا يعلم أحد كم منحته حسمًا للتسويق لعلامتها التجارية بانتظام على وسائل التواصل الاجتماعي.


طائرة دونالد ترامب

وأصبحت طائرة الرئيس الأميركي الحالي الخاصة التي سماها "القوية"، جزءًا رئيسيًا من استعراض نجاحه في البيت الأبيض، وخاصة أن أغلب المرشحين الرئاسيين لا يملكون واحدة. ويتفاخر ترامب بأنه اشترى طائرته ذات النوع بوينغ 200-757 عام 2011، والتي كان يملكها سابقًا بول ألن، أحد مالكي شركة مايكروسوفت، مقابل 100 مليون دولار، أو على الأقل هذا ما ادعاه في ذلك الوقت، في حين يعتقد أغلب الناس أن هذا أمر مبالغ به، وفقًا لموقع "ديلي ميل".

كما وضع ترامب لمسات تجديد تناسب أسلوبه الاستعراضي في الحياة، وكان الذهب من عيار 24 قيراطا السمة الأساسية فيها، إذ يمكن ملاحظته في كل مكان، من فتحات التصريف في الحمام الرئيسي، إلى "أبازيم" أحزمة الأمان، وزودها أيضًا بشاشة سينمائية ضخمة، وغرفة جلوس مصنوعة من خشب الجوز، ثم ملأ غرفة نومه الرئيسية بستائر وأغطية من الحرير الخالص الملون، والوسائد المريحة، التي ترضي رفاهية عائلته، ومع ذلك بقيت الطائرة نفسها مصدر دهشة لمعظم الناس، بهيكلها الأحمر ومقاعدها الـ10، وسرعتها التي تصل إلى 540 ميلا في الساعة، والأحرف الأولى من اسمه التي طرزت على المفروشات ذات الجلد الأسود.


طائرات أمراء السعودية

يعتبر الأمير الوليد بن طلال أيضًا أحد أثرياء العالم الحريصين على استعراض ثروتهم، إذ اتخذ إجراءات قانونية ذات مرة بحق شركة "فوربس" العالمية لأنها أحصت ثروته التي تقدر بحوالى 13 مليار يورو، بمبلغ أقل، وكان أول رجل في العالم يمتلك "إيرباص ايه 380" كطائرة خاصة. وكان من المقرر أن يوضع فيها حمام تركي، وقاعة للحفلات الموسيقية، ومرأب مخصص لسيارتي رولز رويس، إلا أن كل هذا لم يتحقق لأنه باعها واشترى طائرة بوينغ 747 تحتوي على قاعة اجتماعات فيها عرش خاص به، وغرفة طعام ذات 14 مقعدا، وربما كان يحلم بأن يستخدمها للهروب من مأزقه الحالي في قضية الفساد التي ارتبط اسمه بها وألقي القبض عليه إثرها.

توجد العديد من الشركات المخصصة لتجديد ديكور الطائرات، إلا أنك عندما تكون أحد شيوخ النفط في الخليج، أو أحد أفراد النخبة الروس، فأنت ستحتاج لامرأة محددة تدعى سيليا سوير، وهي مصممة ديكور داخلي شهيرة، يعرفها معظم محبي شراء الطائرات، وكان أكبر مشروع تجديد طلب منها التكفل به، هو طائرة إيرباص إيه 340 كلفت مبلغ 30 مليون يورو، لأحد ملوك الشرق الأوسط لم تصرح عن اسمه.

وتقول سيليا واصفة ديكور الطائرة الداخلي: "كان هناك الكثير من الأشياء الذهبية، والأرائك المنجدة من جلد التماسيح، كما طلب مني بناء صالة للعب البولينغ، إلا أني ضحكت ورفضت، إلا أن منتجات العناية بالبشرة، طاولات التدليك، وأحواض الاستحمام كانت شائعة جدًا".


في حين يؤكد كريستوفر مبانيفو، من شركة "ياسافا سولوشنز" لتجديد الطائرات في سويسرا، أن الناس الذين يستطيعون تحمل نفقات شركة "غلف ستريم" يسافرون دائما مع الكثير من الموظفين والخدم، لذا فإن وجود مساحة كبيرة في الطائرات الخاصة بهم أمر مهم جدًا، إلا في حال "رغبوا بأن يجلس رجال الأمن الخاصين بهم مع العملاء"، بحسب زعمه.

يمكن لأولئك الذين لا يمكنهم تحمل نفقات شراء طائرة أن يستأجروا واحدة، وهذا ما توفره شركة "برايفت فلاي" التي تقدم طائرات سيسنا سيتاشن إكس إل إس، مزودة بثمانية مقاعد، تحلق من لندن إلى إيبيزا مقابل 12300 يورو، إلا أن النخبة الثرية وشيوخ الخليج يفضلون عادة الطريقة الكلاسيكية وامتلاك طائرة خاصة، بكامل وسائل الترفيه فيها، ويعتبر الأمر الأكثر تعقيدًا والذي يشكل التحدي الأكبر، وفقًا لسيليا سوير، هو تصميم حمام على متنها، وتقول: "تكمن الصعوبة في تخزين المياه وتصريفها، إلا أن ذلك يتم غالبًا في مخزن الحمولة".


كما تؤكد سيليا أن أولئك الذين يمتلكون المال يعتقدون أنهم سيتمكنون من تحقيق أي شيء يرغبون به، وأنهم يقولون: "كن فيكون"، وتتابع: "صادفت خلال عملي الكثير من الأشياء الغريبة، إلا أنني ازددت قناعة بأن الشيء الوحيد الذي لا يمكن للمال شراؤه هو الذوق".

(العربي الجديد)

 

 

 

المساهمون