"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي: ملاحظات عربية (2/ 2)

"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي: ملاحظات عربية (2/ 2)

23 أكتوبر 2017
"شيخ جاكسون" لعمرو سلامة: تمثيل مصر (فيسبوك)
+ الخط -
يُشكِّل الحضور السينمائيّ العربي في التصفيات الأولى لـ "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي، للحفلة الـ90 التي تُقام في 4 مارس/آذار 2018، مدخلاً إلى نقاشٍ يتعلّق بمعنى الحضور نفسه، كما بالمسار الذي تنتهي فصوله العديدة في 23 يناير/كانون الثاني 2018، موعد الإعلان الرسمي عن "اللائحة القصيرة"، التي تتضمّن 5 أفلامٍ، يحمل كلّ واحد منها صفة "مُرشَّح رسميّ".
وإذْ تُقدِّم مؤسّسات رسمية، تابعة للدول، أفلاماً مُنتجة في العام السابق لكلّ حفلة، ومعروضة في الصالات المحلية قبل أكتوبر/تشرين الأول من كل عام؛ فإن الرقم الذي أعلنته "أكاديمية فنون الصورة المتحركة وعلومها" (كاليفورنيا)، مانحة جوائز "أوسكار" للأفلام الأميركية (وجائزة واحدة لأفضل فيلم أجنبي)، يُعتبر "قياسياً" بالنسبة إلى أرقام الأعوام الفائتة، لأن هناك 92 فيلماً مُرسلاً من 92 دولة، بينها 8 أفلام عربية تُمثِّل 8 دول عربية: "آخر واحد فينا" (تونس) لعلاء الدين سليم، و"شيخ جاكسون" (مصر) لعمرو سلامة، و"واجب" (فلسطين) لآن ـ ماري جاسر، و"رازية" (المغرب) لنبيل عيّوش، و"الطريق إلى استنبول" (الجزائر) لرشيد بوشارب، و"غاندي الصغير" (سورية) لسام قاضي، و"القضية رقم 23" (لبنان) لزياد دويري، و"العاصفة السوداء" (العراق) لحسين حسني.
المقارنة صعبة، العدد كبير، النقاش النقدي محتاجٌ إلى مشاهدة تمنح القراءة مصداقيتها. غير أنّ التنافس العربيّ مشروعٌ، وإنْ تبدو أفلامٌ أقلّ أهمية ـ جمالية ودرامية وفنية وتقنية ـ من غيرها. التاريخ حافلٌ باختبارات يُمكن الركون إليها، للقول إنّ بلوغ "اللائحة القصيرة" دونها عقبات جمّة، تكمن أولاها في عملية الترويج الإعلاميّ ـ الدعائيّ، المحتاجة إلى ميزانية ضخمة في بلدٍ كالولايات المتحدّة الأميركية؛ بينما تظهر ثانيتها في المستويات الجمالية المطلوبة للتنافس الجدّي مع أفلامٍ غربيّة، بعضها المُشَاهَد كفيلٌ بتنحية غالبية الأفلام العربية المختارة للتنافس على "اللائحة القصيرة". في حين أن ثالثتها تتعلِّقٌ بالمواضيع المختارة، التي يُمكن لبعضها أن يُثير شيئاً من حماسة أميركية إزاء حساسية حكاياتها وناسها ومشاغلها الإنسانية.
أي أن العقبة الثالثة تحمل في ذاتها إيجابيةً ما، قد تدفع أعضاءً أميركيين عديدين في الأكاديمية إلى تبنّي فيلم عربي أو أكثر، وفقاً لموضوعه وحسّه الإنساني، علماً أن هذا محتاجٌ إلى ترويجٍ كبيرٍ لمواجهة آلة الإعلام الأميركي، التي تساهم، فعلياً، في إيصال هذا الفيلم أو ذاك إلى "الأمكنة" السينمائية الضرورية، وفي لفت انتباه المعنيين المباشرين بالموضوع، أولئك المؤثّرين في قرارات الأكاديمية ولجان الاختيار.
لا علاقة لهذا كلّه بالقِيَم الفنية والجمالية والدرامية لبعض أبرز الأفلام العربية المتنافسة على "اللائحة القصيرة". ذلك أن أفلاماً عديدة تتمتّع بجماليات مقبولة، على أمل أن تحصل على إمكانيات ترويج إعلاميّ دعائيّ، للفت الانتباه، وإثارة حماسة الأكاديمية وأعضائها لمشاهدتها.




المساهمون