"الهيبة 2" ما بعد نادين نجيم

"الهيبة 2" ما بعد نادين نجيم

15 أكتوبر 2017
نيكول سابا (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يكن سهلاً على شركة "الصباح" أن تغادر الممثلة نادين نسيب نجيم مسلسل "الهيبة" من دون أسباب جوهرية. الأمر أوقع الشركة في حالة من الضياع، والبحث عن ممثلة جديدة،
 تملأ الفراغ الذي ستخلفه نجيم، والتي اختارت مسلسلاً آخر من إنتاج الشركة نفسها. المسلسل هو "الطريق" المقتبس عن رواية نجيب محفوظ، في تعاون ثانٍ يجمع نجيم والممثل السوري عابد فهد، بعد "لو" من إنتاج عام 2014 وإخراج سامر برقاوي.

قبل أيام، قالت شركة الصبّاح، في بيان صحافي إنه، وبعد جلسات مُكثّفة مع المُخرج سامر البرقاوي، استقر خيار الشركة على النجمة نيكول سابا للبطولة النسائيّة في مُسلسل "الهيبة" بجزئه الثاني، وأضاف البيان أنه من المُقرر أن تُطلّ نيكول في دور مُستحدث على العمل بعد أن وقّعت العقد، وذكرت أن مجموعة أخرى من الممثلين انضمت إلى هذا الجزء ومنهم الممثل اللبناني رفيق علي أحمد.
هذا البيان، الرسمي، جاء نافياً لما تداوله بعض من أسماء قيل إنها دخلت على خطّ "الهيبة" في جزئه الثاني، فقيل إن البطولة ذهبت إلى الممثلة الجزائرية أمل بشوشة، وهذه الأخيرة لم تنف ذلك، وطالما أن لا بيان رسمياً بهذا الشأن، تبقى المعلومات مجرد أمنيات.
الواضح أن قصة المسلسل جذبت المشاهدين، وقيل إنها تنقل وقائع يعيشها جزء من اللبنانيين لجهة حياة أهالي القرى الحدودية، والاتجار بالممنوعات التي ظهرت بوضوح في الجزء الأول، وما يحمله ذلك من مشاكل أشبه بحروب قد تصل أحياناً إلى التصفيات بين أفراد العائلة الواحدة، والمحيط، ولا تبتعد عن منطق الثأر الذي تعززه المعطيات على الأرض، على قاعدة البقاء للأقوى.
هذا التحايل في قصة مرسومة خصيصاً للتلفزيون، حمل انتقادات كثيرة لصنّاع المسلسل، على الرغم من نجاح القصة، وبعض الضعف الذي أصاب الأحداث في منتصف المسلسل، فارتأت الشركة تجديد أو استغلال متابعة المشاهدين لجزء آخر، سيكون على الأرجح مختلفًا عن الجزء الأول، خصوصاً أن "عليا" الشخصية المحورية التي لعبتها نادين نسيب نجيم، ليست موجودة هذه المرة، والواضح أن الاستعانة بالماضي ستسيطر في الجزء الثاني، عبر استحداث مجموعة من الشخصيات، التي أثرت على العائلة ودفعت بتقوية نفوذها وكسب تضامن وتفاعل أهل القرية، والوقوف بوجه الأعداء للحفاظ على الثروات والسلطة التي تبنتها عائلة "جبل شيخ الجبل" (تيم حسن).

بين نيكول سابا، وملكة جمال لبنان السابقة فاليري أبو شقرا، ورفيق علي أحمد، نقاط مشتركة يحملها الكاتب هوزان عكو في نص جديد، لعله مختلف قليلاً عن النص الأول، لجهة الأحداث، لكن الرابط لا يزال كما هو من دون المساس بالمسلمات الخاصة بالمسلسل، وقصة "جبل" و"عليا" التي ستنعدم في الجزء الثاني، والطفل الذي منع من السفر ولو مع والدته، والأم المتسلطة، إضافة إلى منطق القتل في سبيل الدفاع عن طموحات عائلة نافذة تتخذ من الحدود أمكنة لمصالحها.
العودة في الهيبة 2، لموسم رمضان المقبل، ستكون عودة "فلاش باك" على أحداث مرت لأربع سنوات خلت، وهذا ما سيضمن في اعتقاد الصباح وشريكيه الكاتب والمخرج، نجاح السياق الدرامي للقصة إن نُفذ بالطريقة المتقنة، والتي لا تحد أو تلغي أحداث الجزء الأول، ولا تؤثر على انسحاب نادين نجيم التي تؤكد كل المعلومات أن انسحابها كان بسبب خلاف مع تيم حسن في الدرجة الأولى.

المساهمون