"ليالي القدس"... رئة للثقافة والفن تعيد للمدينة المقدسة هويتها

"ليالي القدس"... رئة للثقافة والفن تعيد للمدينة المقدسة هويتها

14 أكتوبر 2017
من فعاليات المهرجان(العربي الجديد)
+ الخط -
لم يمنع تغول المستوطنين على المدينة المقدسة وأهلها على مدى أكثر من أسبوع عبر احتفالاتهم الصاخبة وطقوسهم العنيفة، من فتح ذراعيها لحدث فني ثقافي هو "ليالي القدس"، الذي تنظمه شبكة فنون القدس "شفق"، وتضم المسرح الوطني الفلسطيني/ الحكواتي سابقاً، مركز يبوس الثقافي، المعمل للفن المعاصر، حوش الفن الفلسطيني، المعهد الوطني للموسيقى.

اليوم الأول من افتتاح "ليالي القدس"، حّول شوارع القدس إلى خلية كبيرة من الفعاليات، جذبت إليها أعداداً كبيرة من المواطنين، أطفالاً ونساء وشباباً، وممثلين عن قوى وطنية، اعتبرت المهرجان حدثاً ثقافياً جامعاً تحمل فعالياته المختلفة هوية ورسالة وطنية طابعها الانسجام. ومن المقرر أن تستمر حتى مساء الجمعة المقبل، بمشاركة فرق من قطاع غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ومشاركة متميزة من الجولان السوري المحتل.

ويطمح القائمون على المهرجان إلى إحياء مدينة القدس وإنعاشها اقتصادياً وثقافياً، واستعادتها لهويتها الوطنية، وتعزيز روح الصمود لدى مواطنيها التي ظهرت جلية بعد هبة الأقصى الأخيرة في شهر يوليو/ تموز المنصرم.

استهلت "ليالي القدس" فعالياتها الأولى بزفّة فلسطينية انطلقت من شارع صلاح الدين، ومنه إلى شارع الزهراء وصولاً الى مركز يبوس الثقافي، حيث تم هناك افتتاح سوق الزيتون، والذي اشتمل على مشاركات لعدة فنانين وحرفيين مقدسيين، بالتعاون مع الجمعيات الفلسطينية في المدينة.

وافتتح معرض تحت عنوان "مكتوب" وهو عبارة عن "بطاقات بريدية من أجل القدس" في حوش الفن الفلسطيني. وشارك فيه 30 فناناً من شتى مدن فلسطين التاريخية والشتات عبر أعمالهم الفنية عن القدس وتجاربهم وذكرياتهم القريبة والبعيدة، يقدمها الفانون للمدينة على شكل بطاقات بريدية.


وأعقب ذلك عرض مسرحي يحمل اسم "أماكن أخرى" على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني/ الحكواتي، بالتعاون مع مسرح خشبة، في حين اختتم اليوم الأول بعرض فني موسيقي مميز في المعمل للفن المعاصر بمشاركة الفرقة الجولانية "توت أرض".

وشهد اليوم الأول أيضاً مشاركة من طلاب مبادرة "مدرستي فلسطين" بالعرض المسرحي "عائد إلى حيفا"، وهو نتاج ورشة تدريب في الدراما تحت إشراف الفنان حسام أبو عيشة، إضافة إلى معرضين هما "وجوه" و "مزيج" من عمل الطلبة في غاليري مدرستي فلسطين للفنون.

المواطن محمد إراهيم رشيد الذي حضر فعالية زفة العريس وشارك فيها، لخص مشاعره لـ"العربي الجديد" بالقول: "نستحق بعض الفرح وبعض الابتسام الذي ينير دجى ليلنا الحالك". وحضر رشيد برفقة عدد من أصدقائه الذين كانوا في يوليو/ تموز المنصرم من المرابطين في باب الأسباط وباب المجلس خلال هبة الأقصى.

المواطنة نهلة أبو غوش، من سكان البلدة القديمة من القدس، حضرت فعاليات اليوم الأول برفقة ثلاثة من أبنائها، وعبرت عن فرحة غامرة إزاء المهرجان. وقالت لـ "العربي الجديد": "مثل هذه الأحداث الفنية والثقافية نحتاجها في القدس. فعدا عن أنها تصنع أجواء فرح، فإنها تنعش الحركة الثقافية والفنية والاقتصادية أيضاً".

أحد أصحاب المحال التجارية في شارع صلاح الدين، ويدعى نادر أبو غربية، قال لـ "العربي الجديد": "فعاليات المهرجان مهمة، ورأينا في يوم الافتتاح حجم التوافد الكبير للمواطنين، وهذا فعّل حركة البيع والشراء وهو ما نحتاجه، إضافة إلى أن الفعاليات المتنوعة كانت مهمة من حيث التوقيت، في وقت عشنا مضايقات كثيرة من قبل الاحتلال في الأيام الأخيرة".

دلالات

المساهمون