"خالدات" .. حكاية خريجات غزة مع الأشغال اليدوية

"خالدات" .. حكاية خريجات غزة مع الأشغال اليدوية

11 أكتوبر 2017
المعرض أظهر إبداعات الخريجات (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
على أنغام أغنية "الروزانا" التراثية الفلسطينية، تجول الزوار بين منتجات معرض "خالدات للمشغولات اليدوية"، ومنهم الخمسينية الفلسطينية أم نعمان أبو سويلم وقد احتار نظرها بين التطريز الذي تهوى، وباقي الأشغال يدوية الصنع، والتي أنتجتها خريجات جامعيات.

حيرة أم نعمان بين أصناف المشغولات اليدوية بَرَّرَها الإتقان والحرفية العالية التي أنتجت فيها المصنوعات، داخل المعرض الذي نظمه "ملتقى الفتاة التقدمية" التابع لاتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، اليوم الأربعاء، وبمشاركة عشرات الخريجات.

وتقول لـ "العربي الجديد" إنها تفرح كثيراً حين تشاهد معارض للمشغولات اليدوية، إذ تدلل على وجود طاقات وإبداعات، وحب للحياة، مبينة أن ما يميز المعرض الحالي هو نسبة المشاركة الشبابية اللافتة، "لدى الشباب قدرة عظيمة على إثبات ذاتهم، والتميز في مختلف المجالات، ويجب إعطاؤهم الفرص التي تمكنهم من ذلك.

زوايا المعرض صُبغت بنكهة فلسطينية، وأخرى إبداعية، إذ طغى التطريز الفلسطيني على الأثواب، الإكسسوارات النسائية، الحقائب، البراويز، الأواني المطبخية والأدوات المنزلية وغيرها، إلى جانب الأعمال اليدوية الفنية الخاصة بمختلف الفئات العمرية.

النحت على الأخشاب، ورسم الشعارات الوطنية والرموز الفلسطينية بالحرق على الخشب كان في زاوية من زوايا المعرض العديدة، إلى جانب اللوحات الفنية الخشبية والقماشية، والتي رسمت بألوان الأكريليك والألوان الخشبية، إضافة إلى الرسم على الزجاج بألوان مائية زاهية.

الأعمال الفنية المصنوعة من الصوف كانت حاضرة أيضاً وبألوان عديدة، إلى جانب دمى وألعاب الأطفال، والأدوات الخاصة بصغار السن، كذلك ضمت زوايا المعرض أصناف الإكسسوارات، والعديد من الحاجيات والتحف المنزلية، وأدوات التزيين والتعليقات والبراويز الملونة.




ولم يغب عن بال المشاركين في المعرض الذي زاره المئات من طلبة الجامعات، تقديم عدة أصناف من المأكولات الفلسطينية مثل الكبة، المفتول، المعجنات، والمحشي بأصنافه، إلى جانب أصناف الحلويات، والكعك والمعمول الفلسطيني.

الخريجة سحر وشاح من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، شاركت في زاوية خاصة بأعمالها الفنية، عرضت فيها رسومات تجريدية على قطع صغيرة من الخشب، وأخرى كبيرة، إلى جانب لوحات رسمت بألوان الأكريليك على القماش، إلى جانب الرسم بالخيطان، والرسم بالألوان المائية على الأواني الزجاجية.

وتقول وشاح لـ "العربي الجديد" إن المعرض يعتبر إضافة نوعية لعملها، إذ تشارك للمرة الأولى، ما ساعدها في التعرف على عدد من الإبداعات الشبابية، مضيفة: "جئت لأعرض أعمالي، وسيساعدني المعرض على تطوير أدائي، خاصة بعد الاطلاع على منتجات أخرى".

أما جارتها في المعرض رندة قاسم من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، والتي اختصت في صناعة الدمى الصغيرة المصنوعة من الصوف، فتوضح أنها حاولت الدمج بين هواية غزل الصوف الذي تهوى، وصناعة الدمى للأطفال، "بعد تخرجي، حَوّلت هوايتي إلى مصدر دخل، بسبب انعدام فرص العمل، وارتفاع نسب البطالة".




وتوضح الخريجة قاسم لـ "العربي الجديد" أنها تجسد أبطال الأفلام الكارتونية والدببة والطيور والحيوانات والألعاب لدمى صغيرة مصنوعة من الصوف، مبينة كذلك أنها تشارك للمرة الأولى في معرض خاص بالمشغولات اليدوية، إذ كانت تروج لأعمالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتخصصت الخريجة إيمان مطاوع من مخيم النصيرات بالتطريز، ولكن على طريقتها الخاصة، إذ تزين الإكسسوارات والحقائب النسائية والأواني المطبخية بالتطريز، وبألوان فلسطينية، موضحة أن مشاركتها في المعرض ستعينها على الاستمرار في عملها، خاصة بعد الثناء الذي حظيت به.

بينما تقول الخريجة براء عاشور من فريق "خربشات" أنها ومجموعة من زميلاتها أنشأن فريقهن بعد التخرج، ويختص في صناعة الإكسسوارات، البراويز، التعليقات، القطع الفنية الخشبية، الرسم والحرق على الخشب، ويروجن لأعمالهن إلكترونياً.

بدورها تبين مسؤولة اتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني، فداء حميدة لـ "العربي الجديد" أن المعرض جاء بمناسبة يوم الفتاة العالمي، والذي يحتفى به للمرة الأولى في غزة، مضيفة: "أطلقنا اسم خالدات على المعرض، تيمناً بخالدات الثورة الفلسطينية".

وتشير حميدة إلى أن المعرض اختص بالخريجات والخريجين بهدف مساعدتهم في استثمار موهبتهم، والتغلب على أزماتهم المالية نتيجة انعدام فرص العمل، مشددة على أهمية المعارض الفنية في دعم قطاع الشباب، خاصة في قطاع غزة الذي يعاني من تضخم في نسب الفقر والبطالة.








دلالات

المساهمون