الكاميرا الخفية... والكوميديا المفقودة: جاسم جبر مثالاً

الكاميرا الخفية... والكوميديا المفقودة: جاسم جبر مثالاً

28 يناير 2017
جاسم جبر في أحد أداوره (يوتيوب)
+ الخط -
منذ أيام، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لا تتجاوز مدته الدقيقة، يظهر فيه المذيع الكويتي جاسم رجب، وهو يضرم النار بجسد أحد ضحاياه، ضمن برنامجه "تحدي بو رجب"، على سبيل المزاح وكنوع من التجديد في برامج المقالب. أثار الفيديو غضب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب البعض بإيقاف هذا النوع من البرامج، وطالب البعض بالمحاسبة القانونية لرجب، وأطلقوا الهاشتاغ "جاسم رجب لابد يحاسب".
هذه ليست المرة الأولى التي يستفز بها رجب مشاعر الجمهور من خلال مقالبه، ففي برنامجه "لي متى"، اعتمد رجب على استفزاز العوام في الشارع لإثارة غضبهم وضربه، واستخدم رجب أوصافا مهينة بطريقة تهريجية في مخاطبة ضحاياه، والاستهزاء من شكلهم الخارجي بالدرجة الأولى، دون أي احترام أو ضوابط، فنعت بعض الأشخاص البدينين بأوصاف كالفقمة أو البقر، وفي سبيل الطرافة وخفة الدم، استخدم رجب أوصافا عنصرية أيضاً، فنعت ضحاياه ذوي البشرة الداكنة بالفحمة! ولم تقتصر الإهانة اللفظية التي يرتكز عليها برنامج رجب على الذكور فقط، وإنما طاولت الإناث أيضاً، فاستغل رجب قصر شعر إحدى ضحاياه ليشبه وجهها بالحذاء، لتفقد الضحية صوابها وتنهال بالضرب عليه فيحقق البرنامج هدفه! وعندما يفشل رجب في بعض الأحيان أن يستفز ضحاياه لفظياً، فيتوجه إلى الاستفزاز الجسدي، حيث قام بصفع أحد ضحاياه ليرد الآخر عليه بالمثل، وكلما ازداد غضب الضحية ازدادت سعادة رجب، وبهدف الاستفزاز الأقصى اتجه رجب إلى الإيحاءات الجنسية عن طريق الأسئلة، فسأل أحدهم: "أثبت لي أنك رجل"، كما قام ببعض الفقرات باستخدام اللمس بالإيحاءات الجنسية، فتلمس عضلات صدر أحدهم، بطريقة إيحائية مستفزة للمتابعين والضحايا.
وبعد أن عرف رجب بمقالبه المستفزة وسط جمهور "السوشيال ميديا"، أطلق برنامجه "تحدي بو رجب"، والذي يستضيف فيه ضيفا يعلم مسبقاً بأن رجب سيحاول استفزازه، ولكن الضيوف لم يتوقعوا الوحشية التي اتبعها رجب لاستفزازهم، فاتجه رجب نحو العنف المباشر، وقام بصعق أحد ضيوفه، وباغت آخر بحلق شاربه وهو مغمض العينين، ولكن حادثة إضرام النار نالت الشهرة الأوسع بين مقالبه الجديدة.
ورغم العوامل الكوميدية الصوتية المرفقة بهذه المشاهد، كضحكات رجب وأعضاء الفريق، وكذلك الموسيقى التصويرية التهريجية، إلا أن البرنامج لا يبدو كوميدياً، بل هو أقرب لتوثيق حالات عنف معلنة تستفز المشاركين والجمهور معاً.
ولكن يبقى موضوع إيقاف هذا النوع من البرامج ومحاسبة رجب أمراً جدلياً، لا يمكن البت فيه، فرجب حصل على موافقة الضحايا لبث الفيديوهات، وكان يحمل في يده ميكروفونا وتتبعه كاميرا، مما يجعل الضحية على علم مسبق بأنه في جلسة تصوير، قبل أن يبادر إلى أي فعل.
ويبقى السؤال: هل يبرر العنف المتزايد في المنطقة تقبلنا لهذه النوع من البرامج؟ ولماذا يتجه العرب دائماً في هذا النوع من كوميديا الواقع إلى العنف، في حين يضحك الجمهور على برامج الكوميديا الخفيفة التي تعرضها القنوات الأجنبية.



المساهمون