عماد أبو اشتيه يُلهم الشعراء

عماد أبو اشتيه يُلهم الشعراء

29 سبتمبر 2016
من أعمال الفنان عماد أبو اشتيه (العربي الجديد)
+ الخط -
بدأ الفنان عماد أبو اشتيه، وهو فنان أردني فلسطيني الأصل، من القباب، قضاء الرملة، الرسم وهو في التاسعة.
بدأ أبو اشتيه بهواية رسم الحيوانات كما كل الأطفال في عمره، ثم الطبيعة فالوجوه. يتذكر ممازحاً أنه اختص برسم العيون تحديداً، لشدة تأثره بمقال في إحدى الصفحات عنوانه: "العينان مرآة النفس".

أما ما أشعل شغفه الأول بالرسم فهو شراء أحد أصدقائه لحوالي عشرين لوحة له على الورق بـ20 قرشاً أردنياً وذلك في سن الثالثة عشرة، وكان هذا بالنسبة إليه إنجازاً كبيراً ومهماً، حققه في بداية حياته العملية.

أما بالنسبة للمدرسة الفنيّة التي ينتمي إليها، فيقول أبو اشتيه: أنظر إلى الكثير من المدارس الفنيّة ولا أرى نفسي مقيداً في مدرسة ما، فأنا أحب السريالية والفانتازيا والكلاسيك والرمزية وغيرها، وأرى أعمالا أو لوحاتي، أحياناً خليطا من هذه المدارس، فأنا أرسم ما يمليه عليّ إحساسي، وأحياناً ينتابني شعور بضرورة طرح موضوع يشغلني، أشعر أنه لا يمكن تفريغ ذلك إلا من خلال السريالية أو الفانتازيا، فأقوم بتنفيذه.
وعن مشاريعه المستقبلية، يقول: "لا مشاريع لديّ لأنني أنظر لما يحدث حولنا بمتغيراته فأجد أنه لا يمكن التوقع بنجاح مشروع ما أو فشله، لذلك فمواكبة ومتابعة ما يحدث ينقلني للمستقبل بكل مشاريعه وتفاصيل يومياته".
ويرى أبو اشتيه أن الريشة للفنان المتفرغ كالماء والهواء وهي القلب النابض الذي يزوده باحتياجاته الحياتية، وبالنسبة له كفنان غير متفرغ، فالريشة هي مُتنفس يحاول من خلاله ترجمة ما يحدث حولنا إلى ألوان مرسومة أو نقل صورة ما قاتمة إلى صورة ما مُشرقة، وليس بإمكانه اختيار اللوحة الأجمل فكل ما يرسم يشكل جزءاً لا يتجزأ من أحاسيسه وانفعالاته الشخصية.
أما عن الصعوبات التي واجهها في حياته فهي نادرة لأنه غير متفرغ للفنّ، ولو لم يكن في مجال الفن لاختار أن يكون في مجال الموسيقى، ولكنه الآن وحين أصبح اسمه معروفاً ضمن محيطه العربي، فهو يفخر بأن كثيراً من لوحاته أصبحت مُعلقة في متاحف لبنان وبريطانيا ومقتنيات شخصية، وأن هناك الكثير من الشعراء والكتّاب قد استخدموا لوحاته كأغلفة لكتبهم.
ويقدم الفنان عماد نصيحته للناشئين من الفنانين فيقول: دائماً أردد مقولة أحبها وهي: إن لم تتأثر لن تؤثر أبداً، فعلى سبيل المثال إن لم يتأثر الفنان بما يحدث حوله ولم يضع إحساسه بصدق في لوحته فلن تؤثر بمن ينظر إليها، ستكون مجرد ألوان خالية من أي رسالة أو مضمون أو تأثير، فالإحساس هو هالة من الطاقة تفرغ في اللوحة ومن ثم تنتقل إلى المتلقي، الذي يراها بمنظور آخر مكمّل لرؤية الرسّام الذي رسمها، فهناك تبادل يجب أن تكرسه حرفة الرسم بين الأشخاص، لتصل الرسالة أو المُتعة باللوحة إلى أبعد ما نريد.

المساهمون