دبي بعد بيروت... هل أصبحت ملجأ الأعمال التلفزيونية؟

دبي بعد بيروت... هل أصبحت ملجأ الأعمال التلفزيونية؟

27 سبتمبر 2016
يعتبر توب شيف واحداً من أكثر البرامج المُكلفة (MBC)
+ الخط -
منذ منتصف التسعينيات، وبعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عادت بيروت لتستقطب الإعلام العربي. عادت المسلسلات العربية لتصوّر بعض مشاهدها في بيروت وباقي المناطق اللبنانية. ثمّ مع انطلاق الفضائيات واحتلالها المشهد المرئي، بدأت برامج الهواة والألعاب تصوّر هنا، لتصل إلى ذروتها مع تصوير مجموعة mbc مجموعة من أنجح برامجها في استديوهاتها في منطقة الذوق (شمال بيروت).

ومع اندلاع الثورة في سورية، ونزوح عدد من الفنانين والمخرجين السوريين إلى بيروت، بدأ قسم من المسلسلات السورية يصوّر في بيروت وباقي المناطق التي تتشابه في طبيعتها وجغرافيتها مع المناطق السوريّة. لكن يبدو أنه في العامين الأخيرَين بدأ الحل يتغيّر، فالأوضاع الأمنية في لبنان، دفعت كثيرين إلى تفضيل التصوير في دبي... وآخر هذه البرامج كان برنامج "توب شيف" الذي صوّر للمرة الأولى موسمه الجديد في دبي، بدل بيروت، رغم أنه يعرض على قناة LBCI اللبنانية.
هكذا يبدو أن دبي تسعى إلى استقطاب الإنتاج العربي الخاص بالتلفزيون والبرامج، بعد أوضاع أمنية متردية شهدها لبنان. ونعود هنا إلى العام 2008، أحداث السابع من مايو/أيارتحديداً في بيروت، والتي دفعت قناة mbc يومها إلى نقل الحلقات الأخيرة من برنامج "العراب" لنيشان ديرهارتيونيان إلى دبي لمتابعة عرض الحلقات التي كانت تُبث مباشرة على الهواء.
بعدها، سرت معلومات عن إمكانية نقل برامج mbc بسبب التفجيرات التي شهدها لبنان بين العامي 2012 و2015 واتبعت بتحذيرات من بعض الدول لرعاياها من السفر إلى بيروت، لكن المسؤولين عن الشبكة السعودية طمأنوا إلى أن "النقلة" لدبي لن تتم بدليل تصوير أقوى برامج المنوعات والمواهب مثل "ارب ايدول" و"اكس فاكتر" وغيرها من استديوهات المحطة في لبنان.

كذلك وقبل سنوات نقل فريق عمل برنامج "فنان العرب" الذي يُعني بالمواهب الغنائية، على أن يفوز الرابح بكأس الفنان السعودي محمد عبده، نُقل من بيروت إلى دبي، حيث لم يقبل محمد عبده بالسفر إلى بيروت بسبب هشاشة الوضع الأمني، على الرغم من تصوير الحلقات الاولى والكاستينغ" من البرنامج في لبنان، والتي تألفت لجنة تحكيمه من المطربة السورية أصالة نصري، والمغني الكويتي عبد الله الرويشد والمنتج عصام كمال، تمّ نقل السهرات المباشرة الأخيرة إلى دبي حيث أعلنت النتيجة في احتفال كبير. وآخر المنضمين إلى دبي برنامج "توب شيف" الذي انطلق في موسمه الجديد، وهو يُصور في الإمارات العربية المتحدة، بعدما أمنت MBC له التغطية الخاصة بالمصاريف من خلال شركات الدعاية والإعلان التي ترعى هذا النوع من البرامج. أما اليوم فيكثر الحديث عن انتقال أغلب برامج الهواة إلى دبي، في حال استمرّ الوضع في بيروت على ما هو عليه.

وقبل البرامج كانت بعض المسلسلات بدأت تصوّر في دبي بدل بيروت، أبرزها مسلسل "الإخوة" (2013) الذي صوّر بشكل كامل بين دبي وأبو ظبي وجمع بين الفنانين المصريين رانيا يوسف ونشوى مصطفى ورجاء الجداوي وأحمد فهمي والسوريين تيم الحسن، وباسل الخياط وكارمن لبس وأمل بوشوشة ونادين الراسي وقمر خلف ومرح جبر ومحمود نصر وعبد الهادي الصباغ، وكان من إنتاج شركة "كلاكيت" السورية بالتعاون مع المؤسسة الإعلامية في أبو ظبي، وإخراج السوري ليث حجو. واعتبر وقتها أن دبي سحبت البساط من تحت بيروت التي كانت تصوّر فيها كل المسلسلات العربية المشتركة والتي انتشرت في آخر 7 سنوات في العالم العربي.

وعلى الرغم من الانتقادات التي طاولت مسلسل "سمرقند" 2016 واعتبر من أكثر الأعمال الدرامية كلفة، فقد صُور في جزيرة السليمانية في الإمارات العربية المتحدة، واستطاع أن يجمع عدداً من الممثلين العرب بينهم عابد فهد ويارا صبري ويوسف الخال وغيرهم.
وكذلك صُور في دبي، مسلسل "ساق البامبو" المقتبسة من رواية الكويتي، سعود السنعوسي الحائزة على جائزة الرواية العربية العام 2013 ، واستطاع المسلسل بإنتاجه الضخم أن يُشكل نقلة نوعية للدراما الكويتية والخليجية عموماً بعدما تناول قصة الزواج من العاملة المنزلية والمشكلة التي تترتب على ذلك بعد الإنجاب من هذا الزواج من خلال نظرة الاهل والمجتمع الخليجي.
وكذلك، كانت إمارة أبو ظبي هذا العام المكان الخاص لتصوير المسلسل التاريخي "حارة الشيخ" الذي نقل تاريخ خمس مدن سعودية، في طريقة مشابهة لمسلسل "باب الحارة" السوري" الذي عرض تسعة موسم، لكن باطار خليجي تاريخي تقليدي.
لكن بيروت ليست الوحيدة التي تم استبدالها بدبي، بل إن بعض الأفلام والمسلسلات المصرية ايضاً صوّرت هناك. ففي العام 2005 صور الفنان عادل إمام حين فاجأهم بكاميرات فيلمه "السفارة في العمارة، وهو يتجول في شارع الشيخ زايد، وفنادق منطقة مارينا دبي، والمراكز التجارية.

واستغل المخرج عمرو عرفة في تصوير خور دبي، وشارع الشيخ زايد، ومعالم منطقة جميرة، وفنادقها في جولة بالطائرة، في صورة أبرزت جمال المدينة. وكذلك فعل الممثل المصري محمد هنيدي، عند تصوير مشاهد فيلمه "عندليب الدقي" الذي صور غالبية مشاهده في ابن بطوطة مول، ومول الإمارات بمدينة دبي.

كذلك اختارت شركة روتانا، للمراكز التجارية في دبي لتصوير أول فيلم سعودي "كيف الحال"، وشاهد جمهور السينما الفنان هشام الهويش الفائز بلقب ستارك اكاديمي" يومها ومعه الفنانة ميس حمدان، وهما يتجولان بكاميرات الفيلم بين أماكن كثيرة من دبي.

المساهمون