عبير الحريري: أطمح للأفضل

عبير الحريري: أطمح للأفضل

25 سبتمبر 2016
عبير الحريري (فيسبوك)
+ الخط -
لم تستطع الدراما السورية في الأعوام الخمسة الأخيرة أن تصنع نجوماً جدداً، يضاهون بشعبيتهم نجوم الدراما السورية في نهاية القرن الماضي، أو في بداية الألفية. ولا يعود السبب في ذلك إلى غياب عنصر المواهب الشابة القادرة على إقناع الجماهير، وإنما يعود إلى الظروف السياسية والاجتماعية القاسية التي يعيشها السوريون منذ اندلاع الثورة، إذ إنَّ هجرة السوريين القسريَّة وتشتّتهم الجغرافي، كان له أثرٌ سلبي على الفن السوري.

ومع ذلك، فإننا نسمع بين الحين والآخر أسماء فنانين سوريين استطاعوا أن يتركوا بصمتهم الفنية أينما وجدوا، ومنهم الفنانة السورية الشابة، عبير الحريري، التي دخلت عالم السينما المصرية، من خلال مشاركتها ببطولة فيلم "كدبة كل يوم" للمخرج المصري، خالد الحلفاوي.

وفي لقاء خاص لـ"العربي الجديد"، كشفت لنا الحريري عن بدايتها بعالم الفن، فقالت: "على الرغم من أنني كنت محظوظة في البداية، إذ أتيحت لي العديد من الفرص في الدراما التلفزيونية أثناء دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية، إلا أن ذلك لم يشكل علامة فارقة في مسيرتي، بسبب تخرجي من المعهد بتوقيت سيئ، إذ تخرَّجت سنة 2012، عندما كانت الأوضاع السياسية قد تأزمت في سورية، مما اضطرني للرحيل، والبحث عن الانطلاقة الحقيقية بعيداً عن وطني. ومكثْتُ في لبنان قرابة ثلاث سنوات، إذ تابعت عملي بالمونتاج. وعملت على استثمار وقتي في بيروت بمتابعة دراستي، فدرست ماجستير بالإخراج السينمائي، وشكلت مع مجموعة من الفنانين السوريين تجمُّعاً فنياً، أنتجنا فيه بعض الأفلام القصيرة المستقلة.
ولكن بقيت هذه المحاولات على هامش العمل الثقافي السوري في المهجر، والأمر الذي جعلني اضطرّ بعد حين لتغيير وجهتي، فرحلت إلى مصر التي تعتبر المكان الأمثل للعمل في قطاع السينما في الوطن العربي. وبالفعل، استطعت خلال فترة قصيرة أن أدخل عالم السينما المصرية. وشاركتُ بدور رئيسي في فيلم "كدبة كل يوم" الذي أتمنّى أن يكون انطلاقتي الحقيقية في عالم السينما".

وعند سؤالنا عن تمثيل السوريين باللهجة المصرية، وإن كان لدى الحريري رغبة بالتمثيل بالدراما السورية، أجابت: "لم أجد صعوبة في الأداء باللهجة المصرية، ويعود ذلك لكوني ولدت بمصر وقضيت فيها أول اثني عشر عاماً من حياتي، إلا أنني أتمنى بالفعل العمل في قطاع الدراما السورية. ولكن الدراما السورية في السنين الأخيرة انحدرت بشكل واضح. ففي حين تعلمنا بأن وظيفة الفن هي معالجة الواقع، فإننا اصطدمنا بزمن الثورة بمسلسلات لا نكهة فيها، فأجبرنا على البحث عن بدائل ترضي طموحاتنا الفنية. واستطعت أن أقدم بعض أفكاري في الأفلام المستقلة التي شاركت فيها. وهنا في مصر، تخليت عن بعض المعايير التي اتبعتها باختياري للأعمال التي أشارك بها، فأنا لست في حالة تسمح لي بالمفاضلة الآن، ولذلك أقبل العروض التي تقدم لي بالعمل في مجال السينما إذا ما استوفت المعايير الفنية".

وعن تجربة الحريري في فيلم "كدبة كل يوم"، أخبرتنا: “أنا سعيدة جداً بمشاركتي في فيلم "كدبة كل يوم"، ولكنني أعتبر تجربتي في هذا الفيلم هي البداية فقط، وأنا أطمح للارتقاء فنياً دائماً، وأحاول بشكل مستمر أن أطور أدواتي، فأنا أدرس الآن الموسيقى الشرقية في مصر، وأبحث دائماً عن فرص جديدة لممارسة النشاط الفني، على الرغم من الظروف الصعبة التي مررت فيها منذ بدأت".

المساهمون