مهرجانات لبنان: انقسام الآراء حول جوليا وشيرين

مهرجانات لبنان: انقسام الآراء حول جوليا وشيرين

31 اغسطس 2016
حضور سياسي لبناني لحفل جوليا (فيسبوك)
+ الخط -
تطوي مهرجانات لبنان صفحتها خلال الأسبوعين المقبلين، بعدما طافت المناطق اللبنانية بالمهرجانات والحفلات. والواضح من النتائج الأولى، أن معظم هذه الحفلات حظيت بنجاح مقبول لجهة الحضور بداية، كما لنوعية الفنانين الذي أحيوا هذه الحفلات. جمع لبنان هذا العام أكثر من خمسين نجماً عالمياً، منهم سيمون وغريس جونز وميكا، ومجموعة من أبرز نجوم الـ"دي جي" في العالم، والذين عززوا حضور عنصر الشباب في المهرجانات. 

شيرين... مخزون فني بسيط

تفاوتت ردود الفعل مؤخراً حول مشاركة عدد من الفنانات في البازار الخاص بهذه المهرجانات. تساؤلات كثيرة حملتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركة الفنانة المصرية، شيرين عبد الوهاب، في فعاليات مهرجانات بعلبك الدولية هذا العام. تساؤلات حملها عدد من الصحافيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تاريخ شيرين الغنائي الذي يؤهلها للوقوف على مسرح مهرجان بعلبك التاريخي. شيرين كانت ثاني فنانة مصرية تقف على المسرح هذا العام، بعد وقوف، السيدة أم كلثوم، في القلعة الأثرية عام 1968، وإحيائها حفلاً خاصاً، وقد تصدرت صورها يومذاك الصفحات الأولى لمعظم اليوميات والأسبوعيات اللبنانية. ووعدت أم كلثوم يومها بأنها ستغني قريباً قصيدة نظمها شاعر لبناني، لم تفصح عن اسمه، لكنها تعاونت مع الشاعر الراحل، جورج جرداق، في واحدة من أجمل أغنياتها، وكانت بعنوان "هذه ليلتي".

لكن الاحتجاج هذا العام، جاء من بعض اللبنانيين الذين اعتقدوا بأن شيرين لا تستحق الوقوف في بعلبك نظراً لتاريخها الفني الحديث، ورصيدها الخجول من الأغنيات. وتساءل بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن الأسباب التي دفعت لجنة مهرجان بعلبك إلى استقبال الفنانة شيرين هذا العام. ولم تعلق الفنانة نفسها كثيراً على هذه الردود، واعترفت بأنها ما تزال طفلة للوقوف على مسرح مهرجانات بعلبك. وتُعتبَر أول مصرية تقف في خشبة المسرح، بعد لقاء أم كلثوم بجمهور بعلبك في لبنان نهاية الستينيات. وتساءلت على المسرح الأثري حول حضورها وكأنها غير مدركة لهذا الإنجاز، وبأنها تشعر بمسؤولية ذاتية مضاعفة. واستطاعت رغم حذرها الشديد، أن تبسط صوتها لساعتين تحديداً على جمهور وصل خصيصاً ليشهد ليلتها. والمعروف، أن مدينة بعلبك التاريخية تبعد 83 كيلومتراً عن العاصمة اللبنانية بيروت.


غناء للعمالقة 
لكن ردوداً أخرى تحدثت عن أن القلعة الأثرية استقبلت الفنان عاصي الحلاني، لسنوات مضت، إذ قدم مسرحية استعراضية غنائية. وأكد الناشطون بأن الحلاني يعتبر من جيل الفنانة شيرين. وندّد البعض الآخر بكفية تجزئة الفنانين ومحاسبتهم على جنسيتهم. وقال مدافعون، إن شيرين تمتلك واحداً من أجمل الأصوات في العالم العربي، وبأنها لن تقلل من مستوى الوقوف على خشبة المسرح، وإحياء حفل في "مدينة الشمس" بعلبك.

أحيطت شيرين بفرقة موسيقية جيّدة تتلاءم مع متطلّبات المسرح المفتوح في الهواء، من تقنيات يجب أن تراعى لجهة الصوت والإضاءة والعزف تحديداً. وغنت شيرين بهدوء، ولم توفر أغنيات للعمالقة، ومنهم لوردة وأم كلثوم، إضافة إلى مجموعة من أهم أغنياتها التي كان يرددها الجمهور عن ظهر قلب. اللافت، أن البعض هاجم المطربة شيرين على نوعية الأزياء التي ارتدتها في الحفل. وأشار النقاد بإن شيرين بالفعل كما وصفت نفسها، بأنها طفلة، بدليل فستانها الأقرب إلى أزياء الأطفال. 


انقسام على جوليا بطرس
أما جوليا بطرس، فكانت ردود الفعل بشأن حفلها الأخير في مهرجان "ضبيه" شمال بيروت متفاوتة، إذ نالت الكثير من المديح من قبل المهتمين، وتمّ تقديمها على أنها الفنانة الوحيدة التي لا ينتهي جمهورها. وقالت معلومات، إن الحاضرين في الحفل تجاوزوا 7 آلاف متفرج. وانقسَمت آراء الصحافيين اللبنانيين حول حضور الفنانة، جوليا، وموقفها السياسي المعروف في مساندة النظام السوري، وتأييدها لخط تيار 8 آذار. وكتب آخرون عن التقنيات العالية التي استُخدمت في الحفل والديكور والإضاءة المدروسة، فضلاً عن أفراد الفرقة الموسيقية التي ضمت أكثر من 120 فرداً معظمهم من براغ عزفوا الأغنيات، إضافة إلى فريق إيقاع وصل خصيصاً لمساندة العازفين في بعض الأغنيات التي تتطلب إيقاعاً ومؤثّرات لزوم الأمسية.
من الواضح، أن جوليا وفريق العمل وحتى شقيقها المُلحّن، زياد بطرس، لعبوا على الوتر المشهدي والموسيقي بشكل متكامل أخرج السهرة من رتابة وبساطة المهرجانات الفنية التي تحفل بها المناطق اللبنانية، عبر التقنيات التي أخرجت جوليا على مصعد أوتوماتيكي انتصب وسط المسرح، وصولاً إلى الألعاب النارية التي وُضِعَت في أماكن مخصصة لها على المسرح، وبين مدرجات الجمهور. وكذلك الاعتماد على مؤثرات في التصوير المشهدي التلفزيوني، والأبعاد التي أحاطت بالمسرح من جميع الجهات.

وقال ناشطون آخرون، إن جوليا تحاول تقليد الفنانة، فيروز، في الأزياء التي ارتدتها في الأمسية الأخيرة. ولم يرق لمتابعين لألبومها الغنائي الجديد الذي صدر قبل أسبوع واحد من حفلها اليتيم في لبنان هذا العام.



المساهمون