سوق عكاظ... جدل الشعر والحرب

سوق عكاظ... جدل الشعر والحرب

24 اغسطس 2016
شهد السوق حضوراً كبيراً (سوق عكاظ على تويتر)
+ الخط -

رافق فعاليات سوق عكاظ في دورته العاشرة، والتي استمرت لعشرة أيام، واختتمت الأسبوع الماضي، الكثير من الجدل على الصعيد المحلي في السعودية. ففي الوقت الذي تحاول فيه السعودية إحياء سوق عكاظ التاريخي، قرب الطائف، غربي المملكة، من خلال عقد فعاليات تحتفي بالشعر والأدب العربي، بالإضافة إلى الفلكلور والتراث، إلا أن الانتقادات رافقت الفعاليات، واصفة السوق بـ"الجاهلي"، والتي وإن كانت محدودة، إلا أنها استنفرت ردود فعل واسعة.

وتنوعت فعاليات سوق عكاظ، لتدمج ما بين القديم والحديث، فشملت فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سوق عكاظ أمسيات ثقافية، ضمن برامج "الخيمة الثقافية"، حيث ناقشت قضايا تُعنى بالثقافة العربية، بالإضافة إلى الأمسيات الشعرية. كما شملت الفعاليات ندوات حول ما هو حديث جدا، كريادة الأعمال، وما يتعلق بمشروع السعودية الاقتصادي، الذي تم إطلاقه أخيراً، تحت لافتة "رؤية 2030".

وشهدت السوق حضورا كبيرا وملفتا من الزوار، إذ قام بزيارة الفعاليات ما يقارب 400 ألف شخص، خلال عشرة أيام.

وتعتبر "جادة عكاظ" من الفعاليات اليومية التي جذبت الزوار، والتي تمثل فضاءً مفتوحاً للتراث والرياضة وعروض أخرى. حيث تم استعراض الإبل، وأدت الخيول ألعابا رياضية وصفت بأنها "خطرة"، كما تجول فنانون بملابس تراثية تحاكي مسيرة شعراء العرب الأوائل منذ قرون خلت.

وعرضت ضمن فعاليات "جادة عكاظ" عروض مسرحية، ومسيرات الهجانة. وعرضت مسرحية "ذهب وعوسج" حول التجارة في سوق عكاظ، تاريخيا. وهي من إخراج السعودي ممدوح سالم، كما عرضت مسرحية "حوار السيوف" عن واقعة "داحس والغبراء"، كما عرضت مسرحية "منازل الكرام" والتي تتطرق للشاعر النابغة الذبياني، ومجلسه في سوق عكاظ.

وحاول السوق أن يجتذب السكان المحليين في المنطقة، وإشراكهم في الفعاليات، فتمت الاستعانة بـ150 متطوعا من المنطقة، ليقدموا العروض اليومية في "جادة عكاظ" التي تحاكي وقفات كبار الشعراء العرب، كالنابغة الذبياني، والأعشى، وغيرهما.

أما عن الانتقادات التي تناولت الفعاليات، فتراوحت بين اعتبار "سوق عكاظ" سوقا جاهليا، هدمه الإسلام، ما يعني أن إحياء السوق هو إحياء للجاهلية، وآخرون يرون في فعاليات السوق نفسها محظورات شرعية، كالغناء واختلاط النساء والرجال، وآخرون اعتبروا أن الاحتفاء بسوق عكاظ، غير مناسب، بسبب توقيته الذي يحدث تزامنا مع انخراط السعودية في حرب اليمن، ضمن التحالف العربي الداعم للشرعية. 

المساهمون