مهرجان الحلاقة للخيول البريّة

مهرجان الحلاقة للخيول البريّة

16 اغسطس 2016
يقام المهرجان سنوياً في إسبانيا (Getty)
+ الخط -
"رابا داس بيشتاش" أو "التقاط الوحوش" هو اسم لمهرجان سنوي خطير يعود إلى القرن الخامس عشر، وفيه يقوم أهل بعض القرى في منطقة غاليسيا الإسبانية بحلاقة عرف الخيول البرية التي تعيش حرة في الجبال في حالة شبه وحشية، حيث يتم ذلك في أماكن مغلقة كي يستطيع الرجال السيطرة على تلك الحيوانات الثائرة.
هذه الاحتفالية التي تقوم على المواجهة النبيلة بين الإنسان والحصان، تُعقَد في شهر يوليو/ تموز في عدة أماكن مختلفة من إقليم غاليسيا الإسباني. تعيش الخيول البرية في الجبال التي تشرف عليها القرى، وتعدّ من أشكال الملكيّة المتوارثة منذ القرن الثامن الميلادي، ولها العديد من المُلاك مثل القطاع الخاص والعائلي وأملاك الكنيسة. وفي كلّ عام، يتم جمع تلك الخيول لوضع العلامات على المُهَر الجديدة، وقص أعراف الخيول البالغة، وحلاقة شعورها وتنظيفها من القمل والحشرات الضارة، ثم إطلاق سراحها للجبال مرة أخرى.

في المهرجان، يقوم الشباب من قرية سابوسيدو خاصة، والمنطقة المحيطة بها من قرى مقاطعة بونتيفيدرا إقليم غاليسيا، بالتوجه في مجموعات للجبال فجراً في اليوم المحدد، وهدفهم هو العثور على الخيول البرية التي تعيش في المنطقة، ثم جلبها للقرية لممارسة التقليد القديم طوال النهار. وعند العثور على الخيول المستهدفة، يحيطون بها، ويدفعونها أمامهم عائدين للقرية. ومن أجل إتمام عملية القص، يقوم اثنان من الألويتادورس (وهم الشباب المنوط بهم الحلاقة) بالقفز، وتثبيت أنفسهم فوق رأس الحصان فيما يقوم ثالث بإمساك الذيل.

في البداية، يقوم أحد الاثنين الموجودين على الرأس بمحاولة امتطاء الحصان، بينما يحاول الذي يمسك بالذيل من الخلف إخلال توازن الحيوان، ثم يقوم الآخر الموجود على الرأس بنفس الشيء حتى يسقط الحيوان. هذه المناورات المعقّدة كلها، هي من أجل التمكُّن من حلاقة عرف الحصان، وقصّ شعره الطويل.


ما يحدث في الحلبة حقيقة ليس سهلاً، ويصعب نقله إلى هؤلاء الذين لم يعيشوا هذه التجربة، لأنها خبرة تمزج بين الممارسة المجتمعية المشتركة للناس المشاركين؛ بحثاً عن هويتهم وتقييماً لقوة أنفسهم، من خلال الانتصار على الحيوان.

في الساحة المخصصة للحدث، تتجمع فقط الخيول  الخاصة بالمهرجان، وتعدُّ الساحة مُقدَّسة ولها تقاليدها واحترامها. ويبدأ فصل المِهار الجديدة عن الخيول البالغة من شباب المصارعين الصغار، والذين يتنحّون عن الساحة بعد عمليّة الفصل هذه، حتى لا يُصابوا بأي أضرار، ولا يتسببوا أيضاً في أذيّة للخيول، حيث يكتفون بتقديم مساعدات مختلفة.

المساهمون