مهرجانات الصيف بين الفشل والنجاح

مهرجانات الصيف بين الفشل والنجاح

29 يوليو 2016
من مهرجانات لبنان (2u2c)
+ الخط -
قبل يومين، انسحبت المطربة اللبنانية نجوى كرم، من مهرجان صفاقس الدولي، جنوب تونس، بسبب عدم إخبارها بأن حفلها منقول على الهواء مباشرة عبر إحدى القنوات التونسية. نجوى كرم، التي واجهت استغلال اسمها بالانسحاب، لم ترضخ لطلب الجمهور، الذي استاء من ردَّة فعلها. ونبَّهت كرم إلى أن اتّفاقها لا ينصُّ على بثّ الحفلة مباشرة من دون علمها. ويبدو أن الأوضاع العامة للمحطات التلفزيونية العربية التي تعاني شحاً بارزاً في الميزانيات، هي التي دفعت بعض المحطات التلفزيونيَّة إلى القيام بذلك. أي استغلال مادة فنيَّة وعرضها التلفزيون بدون تكلفة مالية، الأمر الذي لم يعد يقبله المغنّون. وكانت كرم بدأت صيفها بجولةٍ مغربيَّةٍ بدأتها في الجزائر ثم تونس، فوقفت، في 23 الشهر الحالي، على ركح "قرطاج" التاريخي، ثم في مدينة سوسة، وصولاً إلى صفاقس الجنوبية. وتوجَّهت بعدها إلى الأردن لتقف ليلة اليوم على مسرح مهرجان "جرش". أسئلةٌ كثيرةٌ تُطرَح اليوم، حول حقيقة نجاح هذه المهرجانات، أو فشلها، ومن يحدد ذلك، خصوصاً أنَّ مُعظم الفضائيَّات العربيَّة، هربت من المشاركة بسبب التكلفة الكبيرة التي يفرضها متعهّدو هذه الحفلات. بخلاف بعض المحطات، التي دخلت على خطّ تنفيذ وتعهد هذه المهرجانات كما هو حال محطة MTV اللبنانية، التي تُنظم مهرجان "أعياد بيروت" الخامس هذا العام، لتستفيد لاحقاً من عرض الحفلات المُصوَّرة على شاشتها.
الحالة العامَّة للمهرجانات في تونس جيدة، هذا العام، يتخطّى "قرطاج" عيده الخمسين بهدوء، في وقت تتباين فيه أعداد الجمهور ونجاح الحفلات، بين مُطرب وآخر. دون شكّ، يُعوِّل منظّمو حفلات تونس على نجوم كبار اجتازوا امتحان "قرطاج" منذ سنوات بنجاح، ويحاولون الاستفادة من حضورهم لجولة كاملة من الحفلات، في مناطق مختلفة من تونس.

وهذا العام، كان التركيز على نجوى كرم، وكاظم الساهر، والشاب خالد، وصابر الرباعي الذي وقع قبل يومين ضحيَّة مثل زميلته نجوى كرم، حيث رفضَ بثّ حفلته بمهرجان "قرطاج" في المحطات الأرضيَّة، وفق الصحف التونسيَّة، في إطار "قرطاج للجميع". وقال الرباعي في تصريحاتٍ مُتقاطعة: "إن إدارة مهرجان "قرطاج"، لم تقدِّم توضيحات له، عندما طلبت منه عرض حفلته". مُشيراً إلى أن إدارة أعماله كانت تعتقد أنّ الأمر يقتصر عن تصوير الحفل، واستغلاله من طرف جهة معينّة لصالحها الشخصي. وعندها، طالب الرباعي بحقّه في الصورة والبثّ الذي يضمنه الاتفاق بين الطرفين، بعد توقيع العقد مباشرة. لكن، هل تتحايل القنوات التلفزيونيَّة على الفنانين، من أجل كسب مادة فنيَّة خاصَّة بالتلفزيون؟ تبدو الإجابة نعم. والواضح، أنَّ السبب هو خفض ميزانيَّة المحطّات العربيَّة في الإنتاجات الفنية التي يفرضها الفنانون، للقبول ببيع حفلة، أو المشاركة في مقابلة تلفزيونية.


والمعروف، أن الشق المُتعلق بأجور هؤلاء الفنانين، أثار جدلاً واسعاً، على الرغم من تخفيض بعض المغنين أجورهم هذا العام، بناء على معطيات تقدّم بها المتعهدون، تقول بأن الأوضاع السياسية العامة انعكست على سوق السياحة، والمهرجانات تحديداً. ما أوقع، أيضاً، الفنان صابر الرباعي، في مشكلة مع مدير مهرجان "قابس". حيث كشف الرباعي، أنَّه لم يطلب أجراً مرتفعاً للمشاركة في المهرجان، مُؤكِّداً أنّه طلب 60 ألف دينار، وهو مبلغ في متناول إدارة المهرجان، حسب تعبيره.

لم يغفل المتابعون، ولا الجمهور الأردني، عن توجيه انتقادات لإدارة مهرجان "جرش" هذا العام، بسبب عدم منح الفرصة أمام الفنانين الأردنيين للمشاركة الفعّالة في المهرجان. وعمدت إدارة المهرجان إلى تنظيم ليلة واحدة لمعظم الفنانين الأردنيين المعروفين في الأردن. وأظهرت الإدارة اهتماماً بالفنانين العرب النجوم. فكشف محمد أبو سماقة، مدير عام المهرجان، أنَّ الطلب كان كثيفاً على حضور حفلتي الفنان كاظم الساهر، والمغنية نجوى كرم. ولم ترضخ إدارة المهرجان، إلى طبع نسخة ثانية من البطاقات الخاصة بحضور حفلي الساهر وكرم، لعدم وجود أماكن شاغرة، خصوصاً في حفل الساهر، الذي أقيم أول من أمس وكان الحفل الأنجح، إذ امتلأت المدرجات قبل ثلاث ساعات من موعد الحفل. الإدارة نفسها، عَمدت في الأيام الأخرى للمهرجان إلى فتح الأبواب أمام الجمهور، الأمرُ الذي انعكس إيجابيَّاً على أجواء المهرجان عُموماً. بينما التزمَت إدارة المهرجان بنقل وقائع الحفلات لصالح التلفزيون الأردني، الناقل الإعلامي الحصري للمهرجان، وتمَّ إبلاغ الفنّانين المشاركين في "جرش" بذلك، عبر العقد المُوقَّع بين إدارة أعمال هؤلاء وبين المنظمين.


لا نتائج نهائية حول الرابحين والخاسرين، في المهرجانات الصيفية التي تجتاح لبنان من جنوبه إلى شماله. لكن الواضح، أن التنويع الفني في اختيار الفنانين المشاركين والفرق الاستعراضية، لوّن المهرجانات الفنيَّة اللبنانيَّة بطابع مختلف تماماً. فحلَّ عدد من الفنانين الفرنسيين، كيلين سيغارا، وميكا، وجان ميشال جار، في أكثر من مكان على الرغم من الحظر والتحذيرات التي تفرضها حكومات هؤلاء على لبنان تحديداً، وكذلك شارك مطربون من مصر والمغرب وتونس في مهرجانات لبنان 2016.

وكان لعدد من الفرق الاستعراضية العربيَّة، حضور لافت هذا العام، أيضاً، مثل فرقة "إنانا" السورية وغيرها من مهندسي الموسيقى DJ، الذين توجهوا إلى جمهور الشباب والمراهقين، المتعلقين بهذا الفن الاستعراضي الموسيقي الصاخب.

المساهمون