ريشة فنان فلسطيني تقهر الاحتلال وكرسيه المتحرك

ريشة فنان فلسطيني تقهر الاحتلال وكرسيه المتحرك

27 يوليو 2016
للأحلام أجنحة (العربي الجديد)
+ الخط -


فلسطين حاضرة في قلوب أهلها مهما عانوا من ظروف، وإن لم يستطيعوا النضال من أجلها، فلديهم وسائلهم في التعبير عن انتمائهم وحبهم لها، فقضيتها لا تموت لمجرد أن أحدهم قد فقد قدرته على الحركة، مثل الأسوياء.

من على كرسي متحرك، استطاع الفنان الشاب، محمود أبو دغش، من طولكرم، أن يرسم فلسطين التي يحبها وكما يراها، وكما يتمناها. ولاقت لوحاته المعبرة إقبالاً لدرجة أنه أصبح يبيع بعضها، لأن الجمهور يتهافت عليها، ويحب اقتناء معالم من فلسطين بريشته، وأصبح هذا العمل مصدر دخل له، بعدما فقد الأمل في العثور على وظيفة في تخصصه الجامعي.

محمود ابن الـ24 عاماً، ولد وهو مصاب بمرض هشاشة العظام، سرعان ما أقعده على كرسي متحرك. وأصبحت حياته محصورة بين هذه العجلات، ثم بدأت موهبة الرسم تظهر لديه وهو في الصف الخامس الابتدائي. ويحرك يديه على الورق ثم القماش، واتجه للرسم بكافة أنواع الأدوات ما بين أقلام الرصاص والألوان الخشبية، وألوان الأكريليك والريشة، إلى الرسم ثلاثي الأبعاد، معتمداً على العين الناقدة الثاقبة.



تواجه محمود بعض الصعوبات، مثل ارتفاع أسعار أدوات الرسم وصعوبة تنقله على الكرسي المتحرك، وبالتالي لا يستطيع أن يحضر الفعاليات، لعدم وجود بنية تحتية لذوي الاحتياجات الخاصة، كحالته. ويعتب على الحكومة، لعدم توفيرها الرعاية للمواهب من ذوي الاحتياجات.



يحلم محمود أن يقيم معرضه الخاص، ويسافر ليشارك في معارض دولية خارج فلسطين، ليقدم فنه ويظهر فلسطين من خلال لوحاته التي يراها بقلبه، ولا يستطيع الوصول لمعظم مناطقها. يحلم محمود وللأحلام أجنحة تقهر الاحتلال من جهة، وكرسيه المتحرك من جهة ثانية.

المساهمون