ثقافة "البرغر"
شريحة البرغر من اختراع د. جيمس ساليسبيري (Getty)
يذهب بعض المؤرِّخين، إلى أن الهامبرغر، يعود إلى وصفة بكتاب الطبخ الروماني "آبيسيس"، الذي ظهر في أواخر القرن الرابع الميلادي. بينما يذهب آخرون، إلى أن البرغر الحديث، تطوَّر من طبق ألماني من اللحم المفروم يدعى شريحة هامبورغ، والتي شقَّت طريقها من ألمانيا إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، وهناك، وضعت في كعكة من الخبز حوَّلته إلى الشكل المعروف الآن.
فيما يعتقد الأميركيون، أن البرغر ظهر في القرن التاسع عشر، وكان نتاجاً لاحتياجات المجتمع سريع الحركة والتغيّر بسبب الاتّجاه للتصنيع، وقلة الوقت المتاح للطهي، وتحضير الوجبات الغذائية واستهلاكها. والأميركيون مقتنعون تماماً، بأنَّهم أصل البرغر، فهم أول من وضع شريحة اللحم المفروم في الساندويش، فاللحم والخبز كانا يستهلكان كلٌّ بمفرده دون اختلاط لقرون طويلة.
كانت قوائم الطعام في الكثير من المطاعم الأميركية في نهايات القرن التاسع عشر، تحوي شريحة لحم هامبورغ، وكانت تدعى "ساليسبيري ستيك"، ويضاف إليها عند التقديم "صوص" خاص، هذه الشريحة كانت من اختراع، د. جيمس ساليسبيري (1823-1905)، وظل المصطلح "شريحة ساليسبيري"، مُستخدماً في الولايات المتحدة منذ عام 1897. في عام 1930، استبدل مصطلح "هامبورغ ستيك"، بكلمة "هامبرغر"، وأصبحت كلمة برغر عبارة تذيل الأنواع العديدة التي ظهرت من ساندويشات شرائح اللحم المفروم، مثل "تشيز برغر" و"بوركبرغر" و"بيكون برغر" و"موظ برغر".
شهد فجر القرن العشرين الحاجة إلى تقديم طعام إلى الناس الذين يعيشون في المراكز الحضرية عالية الإنتاجية، وذات الكثافة السكانية الكبيرة أيضاً. وكذلك يجب أن يكون رخيص السعر، وتستطيع الطبقة العاملة تحمُّله، ومن ثم يمكنهم من مواصلة عملهم وإنتاجهم الصناعي. لذا فقد ولد البرغر في وقت كان الناس يحتاجون فيه إلى طعام رخيص وسريع، وقد أسهم التطور التكنولوجي في حفظ الطعام والتطور الزراعي والنقل، في جعل الهامبرغر خياراً عمليّاً لقاطني الحضر.
كان ظهور خطوط الإنتاج الصناعي الكبير والهواتف ووسائل الاتصال الحديثة، بما فيها الراديو، سبباً في ظهور سلاسل مطاعم الوجبات السريعة، لتقدِّم بديلاً للمطاعم التقليدية، التي لم يكن باستطاعة الطبقة العاملة العادية تحمل تكاليفها، وقد يقضي البعض منهم عمره كله ولا يدخل مطعماً منها، بسبب غلاء أسعار الطعام بها، وذلك بالرغم من سوء حالة النظافة في مطاعم الأكل السريع، وانتشار مصطلح "غريزي سبون"، أي الملاعق الملطخة بالدهن، كوصمة سلبية لتلك المطاعم، لسوء الحالة الصحية بها. في عام 1916، ظهر مطعم يستخدم وسائل الطهي والخدمة الصحية والنظيفة، وسرعان ما انتشر الأمر، وأصبحت المطاعم السريعة مَقصداً للطبقات الغنية والفقيرة على حد سواء.
في أربعينيات القرن العشرين، ظهر مفهوم الإعداد في دقيقة واحدة، ليغيِّر من طريقة الأكل نفسها، فقد بدأ الناس يشترون الهامبرغر ليتناولوه في سياراتهم أثناء تنقلهم دون التعطل بالجلوس في مطعم أو أمام مقطورة طعام. بل وتطور الأمر إلى ظهور خدمة تسليم الطعام للسيارة حتى لا يضطر الراكب إلى النزول من سيارته للشراء، بل يتسلم الطعام وهو داخل السيارة من نافذة مخصصة لذلك في مطاعم تنتشر على الطرقات.
أصبح الهامبرغر الحديث ظاهرة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية، وأواسط القرن العشرين، ونجحت سلاسل المطاعم الأميركية في غزو الدول حول العالم، ونشر ثقافة البرغر بها، حيث كانت مطاعم البرغر الأميركية أول ما يظهر في دول العالم، كشعار على غزو الثقافة الأميركية لها.
اقــرأ أيضاً
فيما يعتقد الأميركيون، أن البرغر ظهر في القرن التاسع عشر، وكان نتاجاً لاحتياجات المجتمع سريع الحركة والتغيّر بسبب الاتّجاه للتصنيع، وقلة الوقت المتاح للطهي، وتحضير الوجبات الغذائية واستهلاكها. والأميركيون مقتنعون تماماً، بأنَّهم أصل البرغر، فهم أول من وضع شريحة اللحم المفروم في الساندويش، فاللحم والخبز كانا يستهلكان كلٌّ بمفرده دون اختلاط لقرون طويلة.
كانت قوائم الطعام في الكثير من المطاعم الأميركية في نهايات القرن التاسع عشر، تحوي شريحة لحم هامبورغ، وكانت تدعى "ساليسبيري ستيك"، ويضاف إليها عند التقديم "صوص" خاص، هذه الشريحة كانت من اختراع، د. جيمس ساليسبيري (1823-1905)، وظل المصطلح "شريحة ساليسبيري"، مُستخدماً في الولايات المتحدة منذ عام 1897. في عام 1930، استبدل مصطلح "هامبورغ ستيك"، بكلمة "هامبرغر"، وأصبحت كلمة برغر عبارة تذيل الأنواع العديدة التي ظهرت من ساندويشات شرائح اللحم المفروم، مثل "تشيز برغر" و"بوركبرغر" و"بيكون برغر" و"موظ برغر".
شهد فجر القرن العشرين الحاجة إلى تقديم طعام إلى الناس الذين يعيشون في المراكز الحضرية عالية الإنتاجية، وذات الكثافة السكانية الكبيرة أيضاً. وكذلك يجب أن يكون رخيص السعر، وتستطيع الطبقة العاملة تحمُّله، ومن ثم يمكنهم من مواصلة عملهم وإنتاجهم الصناعي. لذا فقد ولد البرغر في وقت كان الناس يحتاجون فيه إلى طعام رخيص وسريع، وقد أسهم التطور التكنولوجي في حفظ الطعام والتطور الزراعي والنقل، في جعل الهامبرغر خياراً عمليّاً لقاطني الحضر.
كان ظهور خطوط الإنتاج الصناعي الكبير والهواتف ووسائل الاتصال الحديثة، بما فيها الراديو، سبباً في ظهور سلاسل مطاعم الوجبات السريعة، لتقدِّم بديلاً للمطاعم التقليدية، التي لم يكن باستطاعة الطبقة العاملة العادية تحمل تكاليفها، وقد يقضي البعض منهم عمره كله ولا يدخل مطعماً منها، بسبب غلاء أسعار الطعام بها، وذلك بالرغم من سوء حالة النظافة في مطاعم الأكل السريع، وانتشار مصطلح "غريزي سبون"، أي الملاعق الملطخة بالدهن، كوصمة سلبية لتلك المطاعم، لسوء الحالة الصحية بها. في عام 1916، ظهر مطعم يستخدم وسائل الطهي والخدمة الصحية والنظيفة، وسرعان ما انتشر الأمر، وأصبحت المطاعم السريعة مَقصداً للطبقات الغنية والفقيرة على حد سواء.
في أربعينيات القرن العشرين، ظهر مفهوم الإعداد في دقيقة واحدة، ليغيِّر من طريقة الأكل نفسها، فقد بدأ الناس يشترون الهامبرغر ليتناولوه في سياراتهم أثناء تنقلهم دون التعطل بالجلوس في مطعم أو أمام مقطورة طعام. بل وتطور الأمر إلى ظهور خدمة تسليم الطعام للسيارة حتى لا يضطر الراكب إلى النزول من سيارته للشراء، بل يتسلم الطعام وهو داخل السيارة من نافذة مخصصة لذلك في مطاعم تنتشر على الطرقات.
أصبح الهامبرغر الحديث ظاهرة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية، وأواسط القرن العشرين، ونجحت سلاسل المطاعم الأميركية في غزو الدول حول العالم، ونشر ثقافة البرغر بها، حيث كانت مطاعم البرغر الأميركية أول ما يظهر في دول العالم، كشعار على غزو الثقافة الأميركية لها.
