تربية الحيوانات الأليفة في غزة ليس مشهداً غريباً

تربية الحيوانات الأليفة في غزة ليس مشهداً غريباً

28 نوفمبر 2016
هناك من ينظر للأمر من زاوية دينية (الأناضول)
+ الخط -
تُحرك الشابة الفلسطينية زينة الحشّام (22 عاماً) عينيها بـ"حيرةٍ"، بين مجموعة من الإكسسوارات التي تستخدم لتزيين شعر النساء، حتّى اختارت أخيراً، واحدة على شكل "فراشة" حمراء اللون. لم تكن هذه الزينة التي انتقتها الشابة لتوّها هديةً لشقيقتها الصغرى، إنما لـ"شيشة"، القطة المدللة لديها، والتي بلغت من العمر قرابة "ثلاثة" أشهر.

وتمتلك القطة "شيشة" بيضاء اللون، شهادة "ميلاد" توثّق تاريخ ميلادها ونوعها، بالإضافة إلى نسَبها (اسم الأب والأم). وتستمتع "شيشة" بجلسة لـ"العناية الجسدية" (معروفة باسم "بدي كير")، كل أسبوعين، في أحد المراكز التي تُعنى بصحة "الحيوانات" بمدينة غزة، إذ تحظى بحمام ساخن باستخدام صابون خاص بالقطط. ومن ثم تنتقل فوراً لجلسة تجفيف شعرها المبلل، منعاً لإصابتها بالأمراض الناتجة عن "برودة الجو".

وكانت "شيشة" قد خضعت قبيل ذلك، لجلسة تقليم الأظافر بـ"عناية"، فيما لم تُفضل مالكتها السماح بوضع طلاء الأظافر لها، نظراً لصغر عمرها. وتقول الحشّام، لمراسلة الأناضول، إنها تتعامل مع "قطتها" الصغيرة من باب أنها "روح"، وليس مجرد حيوان أليف. وتضيف "هذه الروح أمانة بين أيدينا، علينا الاعتناء بها، والحفاظ على صحتها ونظافتها، كي نسلَم نحن أيضاً، إذ تعيش بيننا في نفس المنزل".

وتكلّف القطة الصغيرة مالكتها نحو 30 شيكلاً (8 دولارات أميركية) شهرياً، ما بين طعام وجلسات عناية جسدية، فضلاً عن ثمنها الذي يتراوح ما بين 150-200 شيكل (39 - 50 دولار أميركي). وتلجأ الحشّام إلى متجر لبيع الحيوانات الأليفة، كي يروّض لها قطتها، ولتعليمها أصول الطعام والنظافة. وتقول "يتم ترويض القطة وتعليمها الالتزام بموعد وجباتها الثلاث، كما يتم تعليمها أصول المحافظة على نظافتها ونظافة المكان الذي تعيش فيه".

وعلى الرغم من حالة الفقر المدقع السائدة في قطاع غزة، لم يعد ذلك المشهد غريباً، إذ بات اقتناء الحيوانات الأليفة من الأثرياء، والطبقة المتوسطة، أمراً مألوفاً، على الرغم من ارتفاع أسعارها. وثمة شريحة من مربي الحيوانات، ينظرون إلى المسألة من زاوية دينية، كون الدين الإسلامي حث على الرفق بالحيوان، والإحسان إليه. وتستأنس تلك الشريحة بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، "عُذّبت امرأة في هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).

وتقول الأمم المتحدة، إن 80% من سكان القطاع يعتمدون في معيشتهم على المعونات. كما ذكر البنك الدولي، في تقرير سابق، أن نسبة البطالة في غزة، هي الأعلى في العالم، حيث تتجاوز 43%.

ويقول عبدالله شعشاعة، صاحب متجر "بيت شوب"، لبيع الحيوانات الأليفة وتقديم العناية الصحية والجسدية لها، إن "هواة تربية الحيوانات الأليفة بغزة لديهم بعض الهوس (رغبة كبيرة) بالاهتمام في المظهر العام للحيوانات، إذ يفضلونها دوماً أنيقة". ويضيف شعشاعة، للأناضول "غالباً، المتاجر التي تُعنى بتربية الحيوانات، تركّز بالشكل الأساسي على تقديم الرعاية الصحية لهم، خاصة التطعيمات الدورية ضد الأمراض".

وبينما ينشغل شعشاعة في صبغ شعر أطراف القطة البيضاء "لولو"، باللون الأسود، يهتم زميله في تنظيف الفأر "هامستر" وتقديم الرعاية الصحية له. فيما ينتظر شعشاعة زيارة أحد مالكي "الكلاب" لمتجره، كي يقصّ شعر "حيوانه الأليف"، حسب تسريحة يُطلق عليها اسم "قصّة الأسد". ويقول "هناك ثلاثة أنواع من قصّات شعر الحيوانات الأليفة -خاصة القطط والكلاب-مشهورة ومطلوبة، مثل قصة الأسد، وقصّة التموّجات، وأخيراً ترتيب الشعر وجعله على مستوى واحد".


وتبلغ التكلفة الإجمالية للخدمات الجسدية المقدّمة للحيوان الأليف في الجلسة الواحدة حوالى 5 - 20 شيكلاً (1- 5 دولارات)، فيما تتساوى تكلفة قصّ الشعر وصبغه والتي تبلغ نحو 30 شيكلاً (7 دولارات).

دلالات

المساهمون