أفلام مصرية استبدلت السلطات بـ"أبطال"... أنا العدالة

أفلام مصرية استبدلت السلطات بـ"أبطال"... أنا العدالة

28 أكتوبر 2016
فيلم الجزيرة (فيسبوك)
+ الخط -

"أنا الحكومة، أنا العدالة، أنا المحكمة".. كلمات وردت على لسان عدد من أبطال الأفلام السينمائية المصرية، ولم تتوقف عند ذلك بل وصلت لتتمثل في تصرفات وتدور حولها الأحداث.

بعدما كان البطل يستخدم مفردات مثل "أنا جدع"، أو "أنا المدير" أو "أنا الشاويش"، تطور الأمر وأصبح يصف نفسه بمؤسسات الدولة وليس الأفراد، إذ لم تعد هناك ثقة في مؤسسات الدولة من قبل الأفراد وهو ما يتضح جلياً في عدد من الأفلام.

بدأ الأمر مبكراً في مصر، خلال فترة الستينيات حين عرض فيلم "أنا العدالة" عام 1961، بطولة حسين صدقي ومها صبري، تأليف عبد العزيز سلام وإخراج حسين صدقي.

وفيه كان البطل يصف نفسه بالعدالة، لغيابها على أرض الواقع. وبالفعل قام بمعاقبة كل من أخطأ بعد عرض خطاياه.

وفي حقبة الثمانينيات، ومع الشكوى الدائمة من تحقيق العدالة، وبطء المحكمة في رد الحق لأصحابه، عرض فيلم "المعتوه" عام 1982، بطولة محمود عبد العزيز وعفاف شعيب، تأليف وإخراج كمال عطية، وفي آخر مشهد من الفيلم يصرخ البطل قائلاً "أنا المحكمة".

أما في الألفية الثالثة وما شهدته من تسلط وزارة الداخلية وخروجها عن كل ما هو مألوف وعدم القيام بعملها على وجه صحيح، أصبح كل فرد يمتلك شيئاً من السلطة يصف نفسه بأنه "الحكومة" وهو المصطلح الشعبي للبوليس أو "الشرطة" أو "الداخلية"، وظهر هذا بوضوح في فيلمين عرض كل منهما في العام نفسه.

"هي فوضى" عام 2007

بطولة خالد صالح ومنة شلبي، تأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج يوسف شاهين وخالد يوسف. وفي هذا الفيلم كان البطل أمين الشرطة يتجاوز مهام عمله ويسلك كل الطرق غير الشرعية مستغلاً منصبه، من حبس عشوائي وضرب للمواطنين وتهديد وتلقي الرشى والسرقة. وقال خالد صالح، في الفيلم، كلمته الشهيرة "إللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر"، لكن الجملة التي مرت ولم يتنبه لها إلا قليلون قال فيها "الحكومة أنا".

"الجزيرة" عام 2007

بطولة أحمد السقا وهند صبري، تأليف محمد دياب وإخراج شريف عرفة. وفيه أطلق السقا جملته الشهيرة "من النهاردة مفيش حكومة .. أنا الحكومة".

وبذلك تصبح الحكومة والمحكمة والعدالة مجرد أشخاص لا مؤسسات، وهو مع الأسف ما يعكس الوضع الواقعي في مصر منذ سنوات طوال.



دلالات

المساهمون