ميرنا عيسى: أحلم أن أغني في فلسطين

ميرنا عيسى: أحلم أن أغني في فلسطين

22 أكتوبر 2016
قامت ميرنا بتسجيل حوالي 18 أغنية وطنيّة (العربي الجديد)
+ الخط -
توجَد في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، والذي يضم حوالي مئة ألف نسمة، العديد من المواهب والفنانين والشباب الذين يحترفون الغناء، وجميعهم من الذكور، إلا أنَّ شابّة واحدة احترفت الغناء، وأظهرت موهبتها في الأغاني الوطنيّة الفلسطينيّة.

ميرنا عيسى (20 عاماً)، من قرية حطين، في شمال فلسطين، هاجر أجدادها عام 1948 من فلسطين، ليستقروا في مخيم عين الحلوة، تقول لـ"العربي الجديد": "بدأتُ الغناء عندما كنت طفلة وأتعلّم في مدارس الأنروا، إذ كنت أشارك في المناسبات الوطنيّة التي تحييها المدرسة، وأقدم الأناشيد والأغاني الوطنية التي تتغنّى بفلسطين، فكان التشجيع الأكبر من والدي الذي لفته صوتي وموهبتي".

وتضيف: "عام 2011، شاركت مع أهلي في مسيرة العودة التي انطلقت من مخيمات لبنان إلى الحدود الفلسطينيّة، وهناك استشهد عدد من الشبان الفلسطينيين وجُرح آخرون. اقترح عليّ والدي يومها أن أغنّي أغنية وطنيّة مهداة لأرواح الشهداء، وسجّلت أول أغنية خاصة بي تحت عنوان "يا بلادي"، من كلمات الشاعر الفلسطيني محمد قادرية، وألحان وتوزيع فادي زيدان. وهي أغنية سردت بكلماتها ما حدث في منطقة مارون الراس في جنوب لبنان".

ولفتت ميرنا إلى أنها بدأت تشارك في المناسبات الوطنيّة لتقدّم أغانيها عن فلسطين وعن الشهداء، وقامت بتسجيل حوالي 18 أغنية وطنيّة كلها من إنتاج والدها، وحتى اللباس التراثي الفلسطيني الذي تقدم به حفلاتها هو على نفقته الخاصّة.
وقالت مرينا عن ذلك: "لم أترك دراستي الجامعية، والتحقت بكلية الطب، لأن الطب رسالة إنسانية أبلسِم من خلالها جراح شعبي، كما أن الفن بالنسبة لي رسالة تخدم شعبي من خلال الكلمة واللحن. وأنا عاهدت نفسي ألا أغني إلا الأغاني الوطنية والتراثية الفلسطينية، لأن الفن بالنسبة لي رسالة وليس تجارة، ومن المهم تمثيل القضية الوطنية الفلسطينيّة سياسياً من خلال الفن والغناء، لإيصالها إلى كل العالم، وترسيخها في الوعي العربي".

تؤكّد ميرنا أن من أكبر العوائق أمام المواهب الفلسطينيّة هو عدم وجود راعِ يهتم بهم، والمخيمات الفلسطينية في لبنان مليئة بالمواهب الفنيّة، ولكن للأسف لا أحد يهتم بهم. وقالت إن "أهلي هم من ينفقون على الفن، كما ينفقون على دراستي الجامعية، وقد أنفقوا الكثير ولم يساعدنا أحد، ولكن قناعتي وقناعة أهلي وخاصة والدي وأخي، هي أن نستمر في رسالتنا الوطنيّة مهما كلّف الأمر".

تُسجّل ميرنا أغانيها داخل المخيم، أو في استديوهات محليّة متواضعة بسبب عدم توفر الإمكانيات. ويقوم والدها، ناصر عيسى، المصور، بتصوير الكليب. أما والدتها فتقوم باختيار الأزياء والأثواب الفلسطينية التراثية، وشقيقها علاء يقوم بنشر أخبارها الفنيّة، ويهتم بصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

تختتم بالقول: "رغم أنني شاركت بحفلات ومهرجانات عدّة، إلا أنني أنتظر اللحظة التي أغني بها على أرض فلسطين، وقد وعدوني كثيراً بأن أزور فلسطين، لكن لم يُكتب لي ذلك يوماً، وما زلت أنتظر تلك اللحظة التي سيصدح صوتي فيها في سماء فلسطين".



دلالات

المساهمون