هل سمعتم عن "التبرع بالبراز"؟... إليكم قصة المتبرعة كامبينيلا

هل سمعتم عن "التبرع بالبراز"؟... إليكم قصة المتبرعة المثالية كامبينيلا

24 يناير 2019
تحتوي أمعاؤنا على ملايين الميكروبات (Getty)
+ الخط -
يعتقد العلماء أن زرع فضلات إنسان سليم في أمعاء إنسان مريض، يساهم في علاج العديد من أمراض القولون، من خلال الاستفادة من الميكروبات المفيدة الموجودة في البراز.

وقد يجد أغلب الناس أن فكرة "بنك البراز"، أغرب من أن تقارن ببنوك الدم أو الحيوانات المنوية، إلا أن كلوديا كامبينيلا، المسؤولة عن دعم الطلاب في إحدى جامعات المملكة المتحدة، والتي تتبرع ببرازها بشكل منتظم، لديها فكرة مختلفة عن المسألة.

وتقول كامبينيلا البالغة من العمر 31 عامًا: "يعتقد بعض أصدقائي أن التبرع بالبراز أمر غريب، بل ومثير للاشمئزاز، إلا أن الأمر لا يقلقني، لأنه سهل جدّا ولا يحتاج إلى مجهود، كما أنني أرغب بشدة بالمساهمة في البحث الطبي، ومساعدة المرضى، لذا أنا سعيدة جدًا بالتبرع"، وفقًا لموقع "بي بي سي".

البراز المميز

يزرع البراز المحتوي على الميكروبات النافعة في أمعاء المرضى لمساعدتهم على التحسن، إلا أن المتبرعين لا يقبلون عشوائيًا، بل يتوجب عليهم استيفاء العديد من الشروط، مثل عدم تناول المخدرات أو المضادات الحيوية، وهو ما تحققه كامبينيلا، مما يجعلها أكثر إصرارًا على التبرع.

وتعتبر كامبينيلا متبرعة مثالية ومميزة في الوقت نفسه، ويعود السبب في ذلك لكونها نباتية، إذ يعتقد العلماء اليوم أن براز النباتيين قد يكون أفضل من أي براز بشري آخر، ويدرسون الفرضية على الرغم من عدم توفر أدلة علمية على ذلك حتى اللحظة، لذا يشجعون الناس على مساعدتهم لاكتشاف الأسباب، من خلال التغلب على اشمئزازهم والتبرع ببرازهم.

وتحتوي أمعاؤنا على ملايين الميكروبات، ويقول الدكتور جوستين أوسوليفان، خبير علم الأحياء الجزيئي بجامعة أوكلاند: "تعتبر هذه الميكروبات متنوعة وفريدة، ولن تتطابق أبدًا أنواعها داخل أمعاء شخصين" ويضيف: "تشير الدراسات الحديثة إلى أن براز بعض المتبرعين، يحقق نتيجة أفضل من أي براز آخر، ونتأمل أن نكتشف أسباب ذلك في المستقبل، لتحسين نسبة نجاح زراعة البراز، لاستخدامها في علاج حالات جديدة مثل ألزهايمر والتصلب المتعدد والربو".

تنوع الميكروبات المعوية

كما يتفق الدكتور جون لاندي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي، مع فكرة المتبرعين المميزين، إلا أنه أشار إلى صعوبة العثور عليهم، وقال: "نحن لا نعرف بعد، ما الذي يجعل أحد المتبرعين مميًزا، لأننا نتأكد فقط أن المتبرع يتمتع بصحة جيدة ولا يحمل أية أمراض، من دون أن ندرس أنواع الميكروبات التي تحويها أمعاؤه، وربما يكون هذا هو الموضوع الذي يتوجب التركيز عليه في المستقبل".

ويشير بحث الدكتور أوسوليفان، الذي نشر في مجلة Frontiers in Cellular and Infection Microbiology، إلى أن تنوع الميكروبات وكثرة عددها في براز المتبرع، قد يكون الميزة المستهدفة التي تؤثر إيجابيًا على زراعة البراز، إلا أن دراسات أخرى أوضحت أن نجاح الزراعة يعتمد أيضًا بشكل أساسي، على ملاءمة براز المتبرع لأمعاء المريض.

وتوضح الدكتورة جولي مكدونالد، أن المضادات الحيوية قد تتسبب في موت بعض الميكروبات المفيدة، التي تساعد الإنسان على مقاومة الأمراض، وأن زراعة البراز من شخص سليم، قد تساعد على تعويض هذا النقص المفقود، وتساهم في الشفاء، وتقول: "ما زلنا نحاول فهم الآلية التي تعمل بها زراعة البراز، وقد نصبح في المستقبل غير مضطرين إلى إعطاء المريض البراز نفسه، بل علاجًا مشتقًا منه".

دلالات

المساهمون