"كلاش رويال"... جيوش من المحاربين واللاعبين

"كلاش رويال"... جيوش من المحاربين واللاعبين

05 مارس 2020
لا تتطلب اللعبة أجهزة موبايل ذات تقنيات عالية (Getty)
+ الخط -

يوم الإثنين الماضي، احتفلت شركة "سوبر سل" الفنلندية بمرور أربعة أعوام على إطلاق لعبة الفيديو المخصصة لأجهزة الموبايل، "كلاش رويال"؛ لعبة المعارك الاستراتيجية الجماعية التي تفرّعت بالأصل عن لعبة "كلاش أوف كلانس" التي تفوقت مع تقادم السنين على اللعبة الأصلية، عبر تغييرها لمفهوم ألعاب الفيديو الاستراتيجية.

كان هذا النمط من الألعاب قائماً على التنافس طويل الأمد من خلال معارك بطيئة، تعتمد إلى حد كبير على التخطيط والتجهيز المسبق، قبل أن تأتي لعبة "كلاش رويال" وتضيف إلى هذا التنافس الاستراتيجي نكهة جديدة، تتمثل بالحماسة والإثارة داخل أرض المعركة. 

وتمكنت "كلاش رويال"، خلال أربعة أعوام فقط، من حصد سبع جوائز عالمية، كانت الأخيرة تلك التي منحتها إياها "بوكر غيمز" في بداية عام 2020 عن فئة "Best Mobile eSport".

كما أنها تعتبر اليوم لعبة الموبايل الأكثر تداولاً، إذ تجاوز نهاية العام الماضي عدد الأشخاص الذين يلعبون لعبة "كلاش رويال" يومياً المائة مليون لاعب، وأقيمت للعبة مئات الدوريات العالمية والمحلية خلال السنوات الماضية. كما أن اللعبة تعتبر إحدى أكثر ألعاب الفيديو تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك آلاف القنوات على موقع "يوتيوب" التي أنشأها أشخاص لعرض تفاصيل ومهارات ومزايا محاربي اللعبة وبث مبارياتهم بشكل يومي. فما السر وراء ذلك؟ 

السرعة والإثارة 
"كلاش رويال"، كغيرها من ألعاب الفيديو الاستراتيجية الحديثة، تعتمد على بناء الجيوش والتحضيرات الطويلة التي قد تستغرق شهوراً وأعواماً؛ لكن ذلك لا يقف عائقاً أمام الإثارة والتنافسية اللحظية فيها، فالجيوش التي يقوم اللاعب بتكوينها من خلال شخصيات اللعبة التي تتحرك بشكل آلي وبمنطق أحادي، جاهزة بأي لحظة للدخول بمعركة مدتها ثلاث دقائق، يخوضها اللاعب ضد مستخدمين آخرين. ومن خلال نتائج هذه المعارك الحماسية القصيرة، يرتقي مستوى اللاعب باللعبة أو يهبط، ما يحفز اللاعبين لتطوير جيوشهم بشكل مستمر. 

البساطة والخفة 
إن "كلاش رويال" لعبة جذابة، وشخصيات المحاربين فيها متنوعة وغنية بالتفاصيل وتتمتع بالجمالية اللازمة، لكنها في الوقت نفسه تتمتع بالبساطة والخفة، فهي لعبة "تو دي" ذات مساحة صغيرة ولا تتطلب أجهزة موبايل ذات تقنيات عالية لتضمن المتعة، ما يضمن للعبة انتشاراً أوسع من باقي ألعاب الفيديو التي حققت شعبية واسعة في الأعوام الماضية، مثل "بوبجي" التي ساعدتها الضجة التي أثارتها على الانتشار سريعاً، لكنها سرعان ما تراجعت شعبيتها لتبقى "كلاش رويال" مسيطرة على المشهد، وعلى الهواتف النقالة أيضاً.

الروتين اليومي 
كما هو واضح، فإن مصممي لعبة "كلاش رويال" أدرجوا فيها بعض العوامل التي تضمن مواظبة اللاعبين على اللعب فيها يومياً، عبر خلق روتين على هامش اللعبة، ضمن قبائلها، فهناك معركة يومية للقبيلة يتوجب على جميع اللاعبين المشاركة فيها. 

التحديثات مستمرة 
بعض الألعاب يسأم منها محبوها بعد أن يكتشفوا كل تفاصيلها ويحفظوا وصفات جاهزة وقواعد ثابتة للربح والخسارة. أما في "كلاش رويال"، فإن الأمر مختلف تماماً، ففي كل شهر تصدر شركة "سوبر سل" تحديثات جديدة للعبة تتضمن محاربين جددا وتعدل نقاط القوة ببعض اللاعبين القدامى، وتبتكر ظروفاً استثنائية للمعارك ضمن تحدياتها؛ فتخلق هذه التحديثات نطاقا أوسع للمنافسة وضمنت حتى الآن الاستمرارية بتفوق اللعبة. 

إلى جانب هذا كله، تبدو الغرافيكس (Graphics) في اللعبة مختلفة عنها في باقي الألعاب التي تنتمي إلى النمط نفسه؛ إذ إن شخصياتها فكاهية، وليست مجرّد جيوش تقليدية مُثقلة بالملامح والملابس العسكرية المألوفة، ما يضفي عليها خفّة ويجعلها أقرب إلى الجمهور.

المساهمون