زياد الرحباني وجورج وسوف... خطان منفصلان

زياد الرحباني وجورج وسوف... خطان منفصلان

02 فبراير 2019
زياد الرحباني وجورج وسوف بعد لقائهما الأخير (فيسبوك)
+ الخط -
ليلة رأس السنة الميلادية، حلّ المغني جورج وسوف، ضيفاً على شاشة MTV اللبنانية. المقابلة الباردة لم تخرج بجديد. جملة واحدة، كانت كافية لأن تثير جدلاً في الوسط الإعلامي. جملة بيّنت موقف الوسوف برفض الغناء للسيدة فيروز، في محاولة أشبه بمبادرة مُستغربة من "الوسوف" حول تمنّعه أو بعده عن أغاني فيروز، وهو الذي بنى شهرة واسعة، على أغاني السيدة أم كلثوم، ووردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة، وعبد الحليم حافظ. اختلاف، أو قناعة من صاحب "كلام الناس"، بأن أحداً لا يستطيع الغناء لفيروز، نظراً لفرادة صوتها وقدرته، وربما احتراماً لمكانتها. الجملة كانت كفيلة بأن توجه ريما عاصي الرحباني، رداً على الموقف "الوسوفي" بتحية أفضل منها، منتقدة على صفحتها على الفيسبوك بعض الفنانين الذين لا يمتثلون لطلبها أو لأمنيتها بعدم الغناء للسيدة فيروز. لطالما نبّهت الرحباني في منشوراتها من الاقتراب أو التساهل في التعامل مع أغاني والدتها، وخصوصاً في المطاعم وبعض الملاهي الليلية.


أيام قليلة بعد التصريح، وردّ ريما الرحباني على "سلطان الطرب"، بدأ ناشطون تداول صور وفيديوهات تجمع بين جورج وسوف والفنان زياد الرحباني. لقاء مُستغرب لكنه يجمع بين نمطين فنيين مختلفين. "الوسوف" بدأ حياته الفنية مغنياً، وهو لم يكمل الثامنة. اتخذ من اللون الطربي خطاً غنائياً بسلاح الصوت المتمكن، والأداء المتقن. ثم اتجه إلى القاهرة من خلال ألحان سيد مكاوي، وشاكر الموجي، وصلاح الشرنوبي. أعمال أثبتت مكانته الفنية التي لا تنفصل عن "كاراكتير" استثنائي، مختلف، بطبعه الذي يصل لدرجة العبثية، وتعاطيه الممنوعات، وتدهور حالته الصحّية، وصراحة غير متناهية. أسلوب الوسوف يختلف عن أسلوب باقي أبناء جيله كوليد توفيق وراغب علامة، وغيرهما.

اللقاء الاحتفالي بين زياد الرحباني وجورج وسوف، يبدو محاولة أولى لتعاون صعب بين الطرفين. فهما موسيقياً في خطين متباعدين. لكن، سيحاول الرحباني اليوم، البحث عن مخرج موسيقي، أو لحن لتعاون مرتقب، يتناسب مع أسلوب وصوت الوسوف الحالي. المحاولة هنا تخرج عن إطار السعي وراء "الخبطة الإعلامية" (الوسوف يغني زياد الرحباني مثلاً)، بل ستجبر صاحب "فيلم أميركي طويل" على تقديم وجبة تتناسب مع أسلوب الوسوف، لكون الرحباني خبيراً بهذا النوع من المغنين، في سياسة مدروسة يتبعها رغم كل الانتقادات التي تطاوله. فيما "الوسوف" اليوم مطرب مخضرم له باع وتاريخ طويل في الغناء الشعبي، ولا بأس لو تمكن زياد من فهم ذلك، وخرج بلحن يتناسب مع أسلوب ولون الوسوف موسيقياً وفنياً. يدرك الرحباني بأنه أحياناً عليه مجاراة السوق، لا بهدف تسويقي أو تجاري. لحّن الرحباني في السابق لمغنين أقلّ موهبة وشهرة من الوسوف، لكن بأسلوب يتماهى مع ظاهرة هؤلاء، كمايا دياب. لكن، من المتوقع أن يخرج زياد من ثوبه الموسيقي مهما بدا الاختلاف في اللحن أو الكلمات التي يكتبها أحياناً لهؤلاء، بعيداً عن رفعته الموسيقية أو معزوفات تحولت مع الزمن إلى مقطوعات أكاديمية لها مريدوها. فهل يخرج هذا اللقاء والفيديو بنتيجة حتمية تحمل جديداً للوسوف، الذي يستعدّ لطرح أغنية جديدة خلال أيام؟


المساهمون