"ملك جمال لبنان" تماثيل من شمع

"ملك جمال لبنان" تماثيل من شمع

22 يوليو 2018
هيفا وهبي تحيي كل سنة حفل"ملك جمال لبنان"(العربي الجديد)
+ الخط -
تكثر في موسم الصيف الحفلات والمهرجانات الفنية. قبل سنوات، نظمت أكثر من 12 مسابقة لانتخاب ملكات جمال في بعض المحافظات اللبنانية، وهي محصورة ضمن الإطار المحلي الترفيهي. وتحقق نسبة متابعة جيدة.
هذا الصيف، أيضاً ينظم حفل انتخاب ملكة جمال لبنان 2018، تنظمها محطة MTV اللبنانية في نهاية أيلول /سبتمبر المقبل، إضافة إلى حفل انتخاب "ملك جمال لبنان". الفعالية التي دأبت على عرضها وتنظيمها المحطة ذاتها منذ سنوات،
تعود لتنظيم انتخابات ملك جمال لبنان، في الرابع من أغسطس/ آب المقبل، في حفل تحييه هيفا وهبي، ليُعرض مباشرة على الهواء بعدما كان لسنوات مُسجلاً.

تخرج مسابقة "ملك جمال لبنان" عن مفهومها التوعوي الإنساني، وتدخل في لبنان تحديداً ضمن الإطار التجاري الذي يحصرها باستعراض أقل ما يوصف بأنه "استعراض لكمال الأجسام"، ومبارزة في العضلات والرياضة التي تحول هؤلاء الشباب إلى أسرى حقيقيين بكمال الأجسام، ويصل الأمر بهم أحياناً إلى حد الهوس بالشكل.
أكثر من مئة شاب تقدموا هذه السنة. واختارت الشركة المنظمة بعضهم لخوض المسابقة المرخصة من قبل وزارة السياحة اللبنانية، والتي تحظى برعاية الوزارة وشركات تجارية. على مدى سنوات، لم تسجّل المسابقة أيّ إنجاز إنسانيّ أو اجتماعي، يُسهم في معالجة ما يعانيه الشباب في لبنان تحديداً. لو سلمنا بأن ممثلهم صاحب اللقب، ومن خلال فوزه، قادر على التوعية من آفة المخدرات مثلاً، المنتشرة بوفرة في أوساط الشباب اللبناني، أو القيام بمبادرة للوقاية من حوادث السير التي تحصد مزيداً من الشباب، بحسب إحصائيات الجمعيات اللبنانية ووزارة الداخلية.
لا خطة لأعمال "الملك" ضمن ولايته، ولا متابعة من قبل وزارة السياحة، ولا من الشركة المنتجة أو المنظمة لهذا الحدث الذي يحظى كما سبق وأشرنا، برعاية تجارية مالية كبيرة. لا يقل الإهمال الذي يلقاه "الملك" وتوظيفه للفائدة، بعد فوزه عن غياب المحرك للانتخابات نفسه عن الصورة العامة، وهبوط تفاعل الماكينة الإعلامية ووسائل التواصل التي روجت للمسابقة قبل الانتخابات. لا بل غيابها بالكامل عن متابعة أي نشاط، حتى السنة التالية، لتعود مجدداً وتعلن عن موعد استقبال الطلبات وتحديد موعد المباريات والعرض التلفزيوني "لأجمل" شاب لبناني.
وليس بعيداً عن ذلك، السؤال الذي يطرح نفسه دائماً، إلى ماذا تستند وزارة السياحة أو الشركة المنظمة، ووفق أي معايير في قبول الشباب للمشاركة؟ من المؤكد أن القائمين على المسابقة لا يختبرون المرشحين والثقافة التي يجب ان يتحلوا بها، خصوصاً أمام لجنة تحكيم تجلس تترقب وتسأل.
"من البديهي أن يتحلى هؤلاء بحد أدنى من الثقافة"، مقولة يتداولها المتابعون بعد كل مباريات في انتخابات ملك أو ملكة جمال لبنان على مواقع التواصل، في إطار ردود الفعل حول ما يلاحظه الناس. رغم ذلك، ولسنوات لم يدفع النقد المشتركين للتقدّم، يرتبكون عند المواجهة، لا يفهم بعضهم الإجابة حول سؤال يوجه له، يتلعثم في المباشر. الجميع يذكر إجابة أحد المشتركين في المسابقة نفسها عام 2015، حول الحل لأزمة النفايات التي اجتاحت لبنان وقتها، والقول : "بأن على كل مواطن لبناني أن يبقى كيس النفايات داخل منزله". إجابة شكلت ولا تزال صدمة حول غباء المشترك، أو ارتباكه من الضوء والكاميرات والسؤال.

المساهمون