بيانات متضاربة حول السياحة في سورية... والنظام يلجأ لـ"يوتيوبرز"

بيانات متضاربة حول السياحة في سورية... والنظام يروج للأمان عبر "يوتيوبرز" أجانب

31 يوليو 2022
أثار الدمار تخيم على أحد معابد مدينة تدمر الأثرية وسط سورية (فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤول في وزارة السياحة بحكومة النظام السوري إن عدد السياح الوافدين إلى سورية تضاعف خلال الأشهر الستة من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، مقدراً عدد الزائرين بنحو 700 ألف شخص، فيما وصف خبير في القطاع السياحي تصريحات المسؤولين بشأن الوافدين بالمتضاربة، وأنها تأتي في إطار الترويج إلى "أمان مزعوم" تحت شعار "سورية بخير".

وفي تصريحات لبرنامج "من المسؤول" بثته إذاعة" ميلودي" المحلية، أمس السبت، قال غياث الفرّاح، معاون وزير السياحة في حكومة النظام السوري، إن نحو 700 ألف قادم إلى سورية خلال النصف الأول من العام الجاري، قبل أن يستدرك بأن ما بين 35% و60% منهم دخلوا بقصد السياحة.

وأضاف الفرّاح أن كل القادمين إلى بلاده "كانوا من جنسيات عربية، وخاصة من الخليج العربي"، مشيراً إلى تطور عدد القادمين عن العام الماضي، وقت لم يزد عدد السياح طيلة العام عن 660 ألف سائح.

لكن العدد، بحسب معاون وزير السياحة، يتضاعف خلال العام الجاري، بمقاصد سياحية متنوعة ومن جنسيات مختلفة عربية وأوروبية، لزيارة الأماكن الروحية والمزارات المقدسة والمناطق الثقافية والأثرية.

في المقابل، قال الخبير في قطاع السياحة جمال بكور، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن هناك تضاربا في الأرقام التي تصدر عن مسؤولي النظام، موضحا أن وزارة السياحة أعلنت، في يونيو/حزيران الماضي، أن عدد القادمين إلى سورية تعدى 720 ألف شخص.

ووفق بيان نشرته وزارة السياحة في حكومة بشار الأسد على موقعها الإلكتروني الشهر الماضي، فإن عدد القادمين إلى سورية من العرب والأجانب بلغ 727 ألف قادم، منهم 98 ألف أجنبي و629 ألف عربي، مضيفة أن زيادة أعداد السياح "جاءت بعد فتح المعابر الحدودية في مارس/ آذار الماضي بعد إغلاقات كورونا، وأن عدد الليالي الفندقية بلغ 500 ألف ليلة، وإجمالي النزلاء حتى نهاية يونيو/حزيران بلغ 130 ألف عربي وأجنبي.

لكن بكور قال إن هناك فرق بين العابر الذي يمر عبر سورية، ولا يقيم فيها لمدة 48 ساعة حتى يحسب سائحاً، وبين السوري العائد إلى بلده لقضاء عطلة أو لرؤية أهله، وبين السائحين بالفعل الذين يقصدون سورية بهدف زيارة المواقع السياحية والتاريخية.

وأضاف أن "سورية لا تزال من أكثر دول العالم خطورة، فمن يأتي طائعاً بهدف السياحة ويعرض نفسه للموت أو الاعتقال؟.. يوجد 13 حاجزا أمنيا بين المطار ووسط دمشق، وماذا كذلك عن الترحال بين المدن السورية، بواقع انتشار قوات متعددة على الأرض من روس وإيرانيين".

وتابع: "الأمان هو العامل الأساسي بالنسبة لأي سائح، ولا يُقدم على المخاطرة وزيارة بلدان الحرب، إلا المجازفون أو الباحثون أو الذين لديهم تغطية وحماية مطلقة".

واعتبر أن "عدد الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين هو الغالب على القادمين إلى سورية، سواء أكانوا مؤيدين أم مقاتلين، فضلاً عن الوفود الأجنبية التي تأتي للتفاوض السياسي من الأمم المتحدة وغيرها أو من بعض دول الخليج، مثل البحرين والعراق وإيران، بقصد السياحة الدينية".

وقال: "من المبكر الحديث عن الاستثمارات السياحية وعودة السياح، ما دامت سورية تعيش حالة صراع وحرب وعلى أرضها أكثر من خمسة جيوش عالمية".

وكان معاون وزير السياحة غياث الفرّاح  قد أشار إلى أن من عوامل الترويج للسياحة في بلده، قدوم صناع محتوى على موقع يوتيوب، منهم السويدي توماس براغ، صانع المحتوى على قناة Yes Theory، الذي زار سورية أخيراً وأنجز محتوى لمدة 45 دقيقة، بعنوان "7 أيام في سورية"، تحرك خلالها بين مدن دمشق، حمص، حلب، تدمر، ودرعا، مصوراً الدمار الذي لحق بها، فيما أشار إلى كرم السوريين وابتسامتهم برغم الحرب.

وعلق الخبير الاقتصادي السوري صلاح يوسف على الأمر قائلا إن زيارة صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي تكررت إلى سورية خلال العامين الأخيرين، لكن هؤلاء يتمتعون بالحماية ومرافقة وفد من وزارة الإعلام لتمريرهم من الحواجز واصطحابهم إلى مناطق يريد النظام تسويقها حصراً.

وقال يوسف لـ"العربي الجديد"، إن السويدي توماس براغ تحدث عن "كرم وابتسامة السوريين"، بينما السؤال "عن أي كرم يتحدث في ظل نسبة الفقر التي تزيد عن 90%، كما أنه بحسب الأرقام الدولية، فإن أكثر من 70% من السوريين لا يؤمنون وجبة غذاء، ما يدلل، بحسب الاقتصادي السوري، على أن هؤلاء الإعلاميين ومثلهم من الوفود السياسية، يزورون مواقع ومدن محددة، لنظام الأسد، بهدف تسويقها، سواء على صعيد عودة السياحة أو التدمير الذي ألحقه الإرهابيون بسورية". وأضاف أن البنية التحتية اللازمة للسياحة أيضا غائبة.

كان القطاع السياحي قد ساهم بنسبة تعدت 11% في الناتج المحلي الإجمالي قبل الحرب على ثورة السوريين عام 2011، إذ بلغ عدد السياح عام 2010، بحسب تصريح سابق لوزير السياحة محمد رامي مارتيني، نحو 7.5 ملايين شخص أنفقوا نحو 7 مليارات دولار.

لكن عائدات القطاع خلال العام الماضي هوت إلى 5.6 مليارات ليرة (الدولار يعادل نحو 4 آلاف ليرة) بحسب البيانات التي أعلنتها وزارة السياحة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. كما بلغت عائدات الفنادق التابعة للوزارة نحو 14.7 مليار ليرة.

وتأتي عائدات الفنادق التابعة للوزارة من حجوزات الوفود الأممية الرسمية التي تزور سورية، أو الوفود العربية، السياسية والثقافية، بحسب الخبير السياحي جمال بكور.

المساهمون