إيران تضيّق الخناق على كهرباء العراق: خفض إمدادات الغاز في عز الحر

إيران تضيّق الخناق على كهرباء العراق: خفض إمدادات الغاز في عز الحر

25 يوليو 2021
ارتفاع في ساعات التقنين (Getty)
+ الخط -

تتزايد الضغوط الإيرانية الطاقوية على العراق فيما يعاني الأخير من عمليات تخريب واسعة النطاق تطاول شبكته الكهربائية، وتتصاعد ساعات التقنين في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة. فقد أعلن العراق، أن إيران خفضت إمدادات الغاز التي توردها لمحطات الطاقة الكهربائية المغذية لجنوب ووسط البلاد، بواقع 19 مليون قدم مكعب يوميا، ما أفقدها نحو ألف ميغاواط من الكهرباء.

وينتج العراق 19 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألفاً. وذكرت وزارة الكهرباء العراقية، في بيان، أنه جرى "تخفيض معدلات الغاز الإيراني المورد المشغل لمحطات الإنتاج في المناطق الوسطى وبغداد من 34 مليون متر مكعب إلى 20 مليون متر مكعب، يوميا".

أما في المناطق الجنوبية للبلاد، فقد انحسرت معدلات الغاز الإيراني "من 17 مليون متر مكعّب إلى 12 مليون متر مكعّب، يوميا"، وفق البيان، الذي لم يوضح أي أسباب للقرار الإيراني. وأوضح البيان، أنه "جرى التنسيق بشكل عالٍ وكبير بين وزارتي الكهرباء والنفط لتعويض ما فقدته المنظومة من غاز ممكن أن يؤثر على إدامة زخم الإنتاج".

واعتبر الخبير بشؤون الطاقة في العراق أحمد السلماني، أن التخفيض الجديد في واردات الغاز الإيراني متوقعة ضمن سياسة إيرانية تهدف للضغط على العراق لتسديد ما بذمته من ديون سابقة مرتبطة باستيراد الكهرباء وكذلك الغاز المستخدم في تشغيل محطات الكهرباء. وأضاف في حديث مع "العربي الجديد"، أن بناء محطات كهرباء تعمل على الغاز غير المتوفر في العراق كان أبرز ملفات الفساد في زمن حكومتي نوري المالكي الأولى والثانية 2006 ـ 2014، والتي وضعت العراق تحت رحمة المزاج السياسي العام في طهران".

وأوضح أن تخفيض واردات الغاز يتكرر مع كل موجة حر خلال فترة الصيف للضغط على الحكومة في العراق في توجه بات مفهوماً على أنه ابتزاز إيراني واضح". واعتبر أن التخفيض قد يوقف محطتي كهرباء الديوانية والنجيبية جنوبي البلاد المسؤولتين عن تغذية نحو ست مدن بالطاقة ما يهدد بزيادة ساعات انقطاع الكهرباء على المواطنين.

من جهته، كشف مسؤول عراقي في وزارة الكهرباء عن قرب توجه وفد فني عراقي إلى طهران لحسم موضوع تراجع إيران عن تعهدات سابقة بشأن ثبات إمدادات الغاز. وأضاف في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن العراق سبق أن أبلغ الإيرانيين استعداده للدفع بأي عملة باستثناء الدولار بسبب العقوبات الأميركية واقترح العملة المحلية العراقية أو اليورو العام الماضي، كما طالب بتخفيض سعر وحدة الغاز التي تبيعها إيران للعراق والتي تعتبر مرتفعة في مقارنة مع أسعار تقدمها دول أخرى، لكنه لم يلق أي استجابة".

واعتبر أن هذا التعامل يدفع العراق للإسراع في تأمين مصادر طاقة أخرى مضمونة ومستقرة. وكانت طهران خفضت في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي كميات الغاز المصدرة للعراق بنسبة 40 في المائة، لعدم تسديد بغداد الديون المستحقة البالغة نحو 4 مليارات دولار. وتصاعدت وتيرة الهجمات ضد الخطوط الناقلة للكهرباء في العراق من قبل مسلحين خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما فاقم أزمة نقص الطاقة في البلاد.

ودفعت أزمة الكهرباء في العراق وتزايد الاحتجاجات ضد التقنين، وزير الكهرباء ماجد حنتوش إلى تقديم استقالته من منصبه. وسط هذا الواقع، زاد اعتماد العراقيين على مولدات الكهرباء إلى 80 في المائة، ليرزح العراقيون تحت وطأة فاتورتين، واحدة لكهرباء "الدولة"، وأخرى للاشتراك بالمولدات التي تسيطر على جزء كبير منها الأحزاب النافذة.

ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية على رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها، بعد أن كان يعتمد على إيران وحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميغاواط من الكهرباء، وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية. وكان النائب في البرلمان العراقي كامل الغريري قال في حديث مع "العربي الجديد" إن "وزارة الكهرباء تحولت إلى منظومة فساد متغولة تديرها أحزاب سياسية متنفذة في الدولة".

وتابع أن "أزمة الكهرباء هضمت خلال السنوات الماضية أكثر من 70 مليار دولار من دون أن نلمس أي تحسن فيها"، لافتاً إلى أن "أزمة الكهرباء لا تُحل إذا بقي العراق يستورد الطاقة الكهربائية من إيران".