تلميح روسيا إلى زيادة الإنتاج يخفض أسعار النفط

تلميح روسيا إلى زيادة الإنتاج يخفض أسعار النفط

09 ابريل 2019
مواقف جديدة لبوتين تؤثر في أسعار النفط العالمية (Getty)
+ الخط -
تراجع سعر برميل النفط من أعلى مستوياته في 5 أشهر فوق 71 دولاراً، اليوم الثلاثاء، بعد تعليقات من روسيا تشير إلى تخفيف محتمل لاتفاق خفض الإمدادات المبرم مع "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك)، وهو ما طغى على المخاوف من زيادة شح المعروض في الأسواق العالمية جراء العنف في ليبيا.

وبرزت اليوم دعوة المؤسسة الوطنية الليبية للنفط الأطراف المتحاربة إلى المحافظة على سلامة حقول النفط والسماح باستمرار الإنتاج.

وصدر بيان المؤسسة عقب اجتماع بين رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله وشركات أخرى تعمل في قطاع النفط في ليبيا. وأوضح البيان أن الاجتماع ناقش الإجراءات الكفيلة بحماية أمن الإنتاج والعمال في ضوء الوضع الأمني في البلاد.

وكان سعر برميل العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت قد ارتفع في تعاملات اليوم إلى 71.34 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، لكنه بحلول الساعة 13:49 بتوقيت غرينتش كان منخفضاً 59 سنتاً إلى 70.51 دولاراً.

وبلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أيضاً أعلى مستوياته منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 عند 64.79 دولاراً، قبل أن ينزل لاحقاً إلى 64.17 دولاراً بانخفاض 23 سنتا.

يأتي ذلك بعدما ساهمت تخفيضات الإنتاج التي قادتها "أوبك" في صعود خام برنت أكثر من 30% هذا العام، رغم الضغوط الناجمة عن مخاوف التباطؤ الاقتصادي وضعف الطلب.
ولمحت روسيا، المشاركة في تخفيضات الإنتاج التي تقودها أوبك وينتهي سريانها في يونيو/ حزيران المقبل، أمس الاثنين، إلى رغبتها في رفع الإنتاج حين تجتمع مع أوبك بسبب تراجع المخزونات.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إن روسيا لا تؤيد أي زيادة خارج السيطرة في أسعار النفط، مضيفاً أن السعر الحالي يناسب موسكو.

وزادت العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا من تأثير تخفيضات الإمدادات التي تقودها أوبك، وتأججت المخاوف هذا الأسبوع بشأن استقرار إنتاج ليبيا التي تضخ نحو 1.1 مليون برميل يوميا، بما يزيد قليلا على 1% من الإنتاج العالمي.

وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قال إن بلاده لم تتخذ قرارا بعد بشأن ما إذا كان من الضروري تمديد الاتفاق النفطي بين أوبك وحلفائها، وإنها تدرس "جميع الخيارات".
وأبلغ نوفاك الصحافيين بأن روسيا ستراقب الوضع في أسواق النفط قبل البت في ما إذا كانت هناك حاجة لتمديد الاتفاق. وجاءت تصريحات نوفاك ردا على سؤال بشأن تعليق أدلى به في وقت سابق وقال فيه إنه لا حاجة لتمديد الاتفاق إذا كان من المتوقع أن تتوازن سوق النفط في النصف الثاني من العام. 

وتشهد أسواق النفط الخام شحا هذا العام مع فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران وفنزويلا المُصدرتين للنفط، بينما تكبح منظمة أوبك الإمدادات في الأسواق لدعم الأسعار. 

في هذا الإطار، قالت أربعة مصادر إن شركات تكرير هندية أرجأت طلب شراء نفط إيراني للتحميل في مايو/ أيار انتظاراً لوضوح بشأن ما إذا كانت واشنطن ستُمدد إعفاء من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني المُبرم في 2015 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران. لكن واشنطن منحت إعفاء مدته 6 أشهر لثماني دول من بينها الهند، يسمح لها باستيراد النفط الإيراني حتى نهاية مايو/ أيار.

وجرى السماح للهند، أكبر عميل للنفط الإيراني بعد الصين، بشراء نحو 9 ملايين برميل شهريا. وقالت المصادر إن الهند تأمل في الحصول على وضوح في غضون 7 إلى 10 أيام بشأن أي تمديد للإعفاء، وكذلك كمية النفط التي يمكن شراؤها إذا جرى منح التمديد.

وقال أحد المصادر "لا نعلم تفكير الولايات المتحدة، ما إذا كانت ستسمح للهند بشراء النفط من عدمه". وبموجب الإعفاء الحالي، يمكن للهند شراء نحو 300 ألف برميل يوميا من الخام الإيراني، أي نحو نصف الكمية التي كانت تحصل عليها قبل فرض العقوبات.
وقالت مصادر هندية الشهر الماضي إن نيودلهي تريد الاستمرار في شراء النفط الإيراني عند المستوى ذاته. ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لم تشتر النفط الإيراني سوى شركات تابعة للدولة وهي مؤسسة النفط الهندية وبهارات بتروليوم كورب وهندوستان بتروليوم ومنجالور للتكرير والبتروكيماويات.

وفي مارس/ آذار، قال بريان هوك المبعوث الأميركي الخاص لإيران إن واشنطن ماضية في خطتها لخفض صادرات الخام الإيراني إلى الصفر. وفي الأسبوع الماضي، قال إن 3 من المستوردين الثمانية الذين حصلوا على إعفاءات من واشنطن توقفوا عن استيراد أي شحنات.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر آخر قوله إن العقوبات على الحرس الثوري الإيراني زادت من الضبابية بشأن إمدادات النفط الإيراني في ظل التصور الحالي حين تتاح بدائل كافية من الأفضل انتظار اتضاح الأمر.

وصنف ترامب الحرس الثوري يوم الاثنين منظمة إرهابية، في حين قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن طهران ستقاوم الضغوط الأميركية وأشاد بالحرس الثوري ووصفه بأنه حامي الجمهورية الإسلامية.

على مستوى توقعات الأسعار، رفع البنك الأميركي، غولدمان ساكس، توقعاته لأسعار النفط الخام هذا العام مع تأثر الإمدادات بما قال إنه "الصدمة والرعب" الناجمان عن تطبيق تخفيضات إنتاج تقودها أوبك وعقوبات أميركية على إيران وفنزويلا.

وقال بنك الاستثمار في مذكرة بتاريخ الثامن من إبريل/ نيسان، إنه يتوقع الآن أن يكون متوسط أسعار خام برنت 66 دولارا للبرميل في عام 2019، مقارنة مع تقديره السابق البالغ 62.50 دولارا.

وأكد البنك، وفقاً لـ"رويترز" توقعاته الحالية لخام برنت في الربع الثاني من عام 2019، عند 72.5 دولاراً للبرميل من 65 دولاراً للبرميل سابقا.

كذلك توقع أن يكون سعر الخام الأميركي 59.50 دولارا للبرميل في المتوسط ارتفاعا من 55.50 دولارا. وحسب توقعات غولدمان ساكس فإن أسعار النفط ستتراجع تدريجياً بداية من الصيف المقبل نظراً للزيادة في إنتاج النفط الصخري وإنتاج أوبك.
وأبقى البنك توقعه لأسعار النفط عند 60 دولاراً للبرميل في العام المقبل، مشيراً إلى أن التوقعات المحدثة للعرض والطلب تشير إلى أن سوق النفط العالمية لا تزال تشهد عجزا بواقع 0.5 مليون برميل يومياً في الربع الثاني، مضيفا أن نمو الطلب العالمي في 2019 يظل أعلى من متوسط توقعات السوق عند 1.4 مليون برميل يوميا.

وأضاف غولدمان أنه يقدّر أن يتحول المنحنى الصعودي لبرنت إلى الوضع الذي يقل فيه سعر النفط في العقود الآجلة عن السعر الفوري. ويشير هذا الوضع إلى سوق أكثر شحا. يأتي ذلك في ظل توقع غولدمان أن تظل سوق النفط العالمية تشهد عجزا في المعروض بحوالي 0.5 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من السنة.

وتأتي توقعات غولدمان ساكس مخالفة لدراسة صدرت قبل أيام عن مركز كابيتال ايكونوميكس توقع فيها انخفاض أسعار النفط خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، ليصل سعر خام برنت إلى 50 دولاراً للبرميل بحلول نهاية العام.