تداعيات تفجير الناقلتين: ارتفاع النفط مستمر واتفاق إنتاج وشيك

تداعيات تفجير الناقلتين: ارتفاع النفط مستمر واتفاق إنتاج وشيك بين "أوبك" وروسيا

14 يونيو 2019
محادثات مستمرة بين "أوبك" وموسكو حول الإنتاج (فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل، اليوم الجمعة، في أسواق المال، فصول تداعيات تفجير ناقلتَي النفط في بحر عُمان أمس الخميس، حيث استمر ارتفاع أسعار النفط العالمية، فيما أشارت معلومات من موسكو إلى اتفاق وشيك بين روسيا ومنظمة "أوبك" بشأن تنسيق الإمدادات على المدى الطويل.

التطوّرات الخطِرة في الخليج، دفعت بالمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، اليوم الجمعة، إلى التحذير من أن الهجمات التي تعرضت لها ناقلتان في خليج عمان تهدد أمن الطاقة العالمية.

وقال بيرول للصحافيين خلال إصدار تقرير وكالة الطاقة بشأن الهيدروجين في كارويزاوا شمال غربي طوكيو، إن "هذا مبعث قلق كبير لأمن الطاقة العالمية، لأمن النفط العالمي ولأسواق الطاقة العالمية"، مضيفاً: "نراقب الأحداث على نحو وثيق للغاية"، وقال إن الوكالة مستعدة للتحرّك متى كان ذلك ضروريا.

فقد واصلت أسعار النفط ارتفاعها الجمعة غداة الهجوم على الناقلتين، والذي أدى إلى قفزة في أسعار الخام الخميس. وبحلول الساعة 6:38 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 23 سنتا أو 0.4% إلى 61.54 دولاراً، بعد أن صعدت 2.2% عند التسوية أمس الخميس. لكن عقود برنت تتجه صوب تسجيل انخفاض أسبوعي نسبته نحو 3% متراجعة بذلك للأسبوع الرابع.
واستقرت تقريباً العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي التي تراجعت سنتاً واحداً إلى 52.27 دولاراً بعد أن ارتفعت في وقت سابق من التعاملات، وبعدما أغلق خام غرب تكساس مرتفعا 2.2% يوم الخميس، لكنه يتجه صوب انخفاض نسبته 3.2%على أساس أسبوعي.


وكان برميل النفط الخفيف شهد في نيويورك الخميس ارتفاعا بلغ 1.14 دولار، بينما أغلق برنت في لندن على زيادة قدرها 1.34 دولار عند التسوية، بعدما ارتفع سعرها خلال الجلسة بنسبة عالية ناهزت 4.5%.

وقالت وكالة الطاقة الدولية الجمعة، إن توقعات نمو الطلب على النفط لعام 2019 أصبحت قاتمة بسبب تدهور آفاق التجارة العالمية، على الرغم من أن النمو سيلقى الدعم من حزم التحفيز والدول النامية في 2020.

وعدلت الوكالة التي مقرها باريس بالخفض تقديراتها لنمو الطلب في 2019 بمقدار 100 ألف برميل إلى 1.2 مليون برميل يوميا، لكنها قالت إن النمو سيرتفع إلى 1.4 مليون برميل يوميا في 2020.

وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري، أن "التركيز الرئيسي هو على الطلب على النفط مع ضعف الثقة الاقتصادية... العواقب بالنسبة للطلب على النفط أصبحت واضحة".

تراجع إنتاج إيران وصادراتها في مايو

الوكالة كشفت أن إنتاج نفط إيران تراجع 210 آلاف برميل يومياً في مايو/ أيار المنصرم إلى 2.4 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ أواخر الثمانينيات، فيما انخفضت صادراتها 480 ألف برميل يومياً إلى 810 آلاف برميل في الشهر ذاته.

لكن الظروف الأساسية للسوق المتمثلة في فائض العرض وضعف الطلب بسبب الآفاق الاقتصادية السيئة، لا تزال تحد من تأثير هذه الأزمة الجديدة التي تدفع الأسعار إلى الارتفاع.

في السياق، نقلت "فرانس برس" عن المحلل في مجموعة "أواندا" للاستشارات المالية، ألفونسو إيسبارزا، قوله إن "الاضطرابات في العرض بالشرق الأوسط ستكون بسبب أعمال العنف عاملا أساسياً، خصوصاً عندما يحدث ذلك على أحد الطرق البحرية الرئيسية للخام".
واعتبر أنه "رغم الحرب التجارية التي تشكل ضغطاً على الأسعار بسبب تأثيرها على طلب الطاقة، وتهديدات بزيادة الإنتاج الأميركي، يتسم النفط بحساسية حيال الاضطرابات في الإنتاج".

في غضون ذلك، قال وزير الصناعة الياباني، هيروشيجي سيكو، إن الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عُمان لن تؤثر على إمدادات الطاقة اليابانية رغم أن الوزارة أصدرت تحذيرا لشركات الطاقة اليابانية بعد الواقعة.

ورفض سيكو خلال حديثه في مؤتمر صحافي التعليق على تصريحات مسؤولين أميركيين يتهمون إيران بشن الهجمات، وقال إن اليابان ما زالت تتحرى الأمر، بحسب ما نقلته "رويترز".

اتفاق وشيك بين "أوبك" وروسيا حول الإمدادات

إلى ذلك، نقلت صحيفة نيكاي اليابانية عن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قوله إن "منظمة الدول المصدّرة للبترول" (أوبك) ومنتجين آخرين، بما في ذلك روسيا، يُجرون محادثات نهائية بشأن اتفاق ربما يتم توقيعه في أوائل يوليو/ تموز المقبل، من أجل التعاون بشأن إمدادات النفط على أساس طويل المدى.

كما أبلغ "نوفاك" صحيفة نيكاي، بأن المباحثات مع "أوبك" بشأن تعديل موعد الاجتماع إلى أوائل يوليو/ تموز من الموعد الأصلي المزمع يومي 25 و26 يونيو/حزيران تقترب من نهايتها.
وتنفذ "أوبك" وروسيا ومنتجون آخرون اتفاقا منذ أول يناير/ كانون الثاني 2019، لخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا لدعم الأسعار.


كما من المقرر أن يجتمع التحالف المعروف باسم "أوبك+" يومَي 25 و26 يونيو/ حزيران أو في أوائل يوليو/ تموز، لاتخاذ قرار بشأن تمديد الاتفاق من عدمه.

وتم التخلي عن اقتراح بتأسيس كيان رسمي في وقت سابق من العام الجاري، بعد أن بدأ الكونغرس الأميركي تحرّكات لإقرار تشريع يستهدف التكتلات الاحتكارية في قطاع النفط.

لكن صحيفة "نيكاي" قالت إن المجموعة تسعى لأن تكون "أوبك+" إطار عمل دائماً بموجب اتفاق سيتم توقيعه في الاجتماع القادم، لكنها لم تذكر ما إذا كانت روسيا راغبة في الاتفاق على تمديد خفض الإنتاج.

وقد خفّضت "أوبك" أمس الخميس، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بسبب النزاعات التجارية، وأشارت إلى مخاطر حدوث تراجع أكبر، مما يبرر تطبيق قيود على الإمدادات حتى نهاية 2019.

وقبل المخاوف بشأن سلامة شحنات النفط عبر أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، كان بعض أعضاء "أوبك" يشعرون بالقلق إزاء انخفاض حاد لسعر البرميل الذي تراجع إلى 62 دولاراً، من ذروة سجلها في إبريل/ نيسان عند ما يزيد عن 75 دولاراً بسبب مخاوف بشأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

"أوبك" توقعت في تقريرها الشهري يوم الخميس، زيادة الطلب العالمي بأكثر من 1.14 مليون برميل يوميا هذا العام، بما يقل 700 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة.