التنقيب في بحر الصين الجنوبي يثير خلافات بكين وجيرانها

التنقيب في بحر الصين الجنوبي يثير خلافات بكين وجيرانها

23 اغسطس 2019
تدّعي الصين ملكيتها لبحر الصين الجنوبي بأكمله (Getty)
+ الخط -
أعربت أستراليا وفيتنام عن قلقهما الشديد إزاء التوترات في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، حيث تقول هانوي إن سفينة صينية لاستكشاف الغاز انتهكت أراضيها وعطلت أنشطة التنقيب الفيتنامية.

التقى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في هانوي نظيره نوين شوان فوك، ودعا الزعيمان إلى احترام القانون الدولي وحرية الملاحة.

وقال موريسون للصحافيين، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، إننا "(نحتاج جميعًا إلى التمسك) بالمبادئ التي تتعلق بحرية التنقل وحرية الطيران، بما يضمن قدرة الدول على متابعة وتطوير الفرص الموجودة داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة وضمن حدودها البحرية، القيام بهذه الأعمال في منطقة غير مأهولة وبدعم من الهيكل الإقليمي وسيادة القانون التي تدعم هذا السلوك الحر للأنشطة".

وأكد فوك أن البلدين متحدان في موقفهما من بحر الصين الجنوبي، حيث أثارت الصين غضب جيرانها الصغار من خلال بناء سبع جزر في المياه المتنازع عليها وتزويدها بمدارج ونقاط عسكرية.

كانت الولايات المتحدة قد أعربت في وقت سابق عن قلقها البالغ إزاء استمرار تدخل الصين في الأنشطة الفيتنامية للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لفيتنام، وتدعي الصين ملكيتها لبحر الصين الجنوبي بأكمله.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، وفقا لوكالة "فرانس برس"، إن الصين اتخذت في الأسابيع القليلة الماضية "سلسلة خطوات حثيثة للتدخل" في أنشطة اقتصادية قائمة منذ وقت طويل في بحر الصين الجنوبي لمنافسين من رابطة دول جنوب شرقي آسيا لهم مطالب في المياه المتنازع عليها.

وأضافت أن هدف بكين هو "إجبارهم على رفض الشراكات مع شركات أجنبية للنفط والغاز والعمل فقط مع مشاريع صينية مملوكة للدولة، مؤكدة أن الصين تضغط على فيتنام بشأن عملياتها مع شركة روسية للطاقة وشركاء دوليين آخرين.

وقالت الخارجية الأميركية إن "أعمال الصين تقوض السلام والأمن في المنطقة وتفرض تكاليف اقتصادية على دول جنوب شرقي آسيا، بمنع وصولها إلى موارد غير مستغلة من النفط والغاز تقدر قيمتها بحوالي 2.5 تريليون دولار".

وأضافت أن شركات الطاقة الأميركية لها مصالح في بحر الصين الجنوبي، وأن واشنطن "ملتزمة بتعزيز أمن الطاقة لشركائنا وحلفائنا في المنطقة وضمان إنتاج غير منقطع للنفط والغاز للسوق العالمية".

وتتنازع الصين التي تقول إن وجودها أقدم في المنطقة، مع دول مشاطئة عدة (فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي) على جزر هذه المنطقة البحرية الواسعة. وهي تطالب بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبي الذي يعدّ طريقاً أساسياً للتجارة البحرية.

وكانت السفينة الصينية قد دخلت مياها تطالب بها فيتنام كمنطقة اقتصادية خاصة بها، في يوليو /تموز وبدا أنها تجري مسحا سيزميا، وغادرت السفينة المنطقة في السابع من أغسطس/ آب، ثم عادت بعد أسبوع ترافقها قطع بحرية تابعة لخفر السواحل الصيني.

وأكدت هانوي الخميس أنّ السفن الصينية غادرت منطقتها الاقتصادية الخالصة، بعد مطالبات متكررة من جانبها، وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الفيتنامية لو تي تو تانغ للصحافة: "في 7 آب/أغسطس 2019، أنهى أسطول هاي يانغ 8 التابع للصين مهمته للتنقيب الجيولوجي وغادر المنطقة الاقتصادية الخالصة الفيتنامية".

وأضافت أن فيتنام "أظهرت حسن نية وسعت للحوار مع الدول المعنية لحلّ المنازعة". ولم تؤكّد بكين من جهتها وجود سفنها في تلك المنطقة.

 

(العربي الجديد)

المساهمون