رغم التحذيرات الأميركية... مشاركة إماراتية في معرض دمشق الدولي

رجال أعمال وشركات إماراتية في معرض دمشق الدولي رغم التحذيرات الأميركية بالعقوبات

01 سبتمبر 2019
وفد إماراتي "كبير" تحدى التحذيرات الأميركية وشارك بالمعرض(فرانس برس)
+ الخط -
شارك وفد يضم 40 على الأقل من رجال الأعمال الإماراتيين، في معرض دمشق الدولي بالعاصمة السورية، متحدياً بذلك تحذيرات أميركية من القيام بأنشطة تجارية مع حكومة نظام الرئيس بشار الأسد وشركائها.

وقال أعضاء من الوفد، لوكالة "رويترز"، إنّ ممثلين عن شركات مثل "أرابتك" القابضة للإنشاء، وشركات استثمارية أخرى يرأسها رجال أعمال إماراتيون بارزون، إضافة إلى أعضاء من غرف التجارة، حضروا المعرض، وغادر أعضاء الوفد دمشق، يومي الخميس والجمعة.

وصرّح وزير الاقتصاد بحكومة بشار الأسد، سامر الخليل أن ازدياد المساحة هذه الدورة وأعداد الشركات مقارنة بالأعوام الماضية، وأغلبها من الشركات المحلية، هو مؤشر جيد إلى عودة العمل على مستوى مختلف القطاعات الاقتصادية في سورية، معتبراً أن المعرض الذي عاد وللعام الثالث على التوالي، بعد توقف لخمس دورات خلال الحرب، هو القاطرة الحقيقية للصادرات السورية تجاه العالم.

وتشارك ولأول مرة، ثلاث دول عربية بصفتها الرسمية وليس كشركات، هي الإمارات والجزائر وسلطنة عمان.


ويقول رئيس لجنة المعارض والمؤتمرات والاجتماعات في غرفة تجارة وصناعة سلطنة عمان، زكريا الغساني، إن معرض دمشق الدولي معروف على مستوى الشرق الأوسط، لافتا إلى أن المساحة المحجوزة من قبل الشركات العمانية على أرض المعرض تفوق الـ500 متر مربع.

واعتبر الغساني خلال تصريحات أدلى بها بدمشق، أن المعرض يعد فرصة لتعزيز التعاون والتبادل الاقتصادي بين قطاعي رجال الأعمال في كل من سورية وسلطنة عمان.

من جهته اقترح رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، قيس بن محمد اليوسف، أن تركز المفاوضات على إقامة مشاريع مشتركة، والسعي إلى التكامل في الصناعات، فيمكن للصناعات العمانية أن تكون مدخلات في الصناعات السورية، والعكس صحيح، وذلك لتحقيق العوائد المنتظرة من الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لدعم الصناعة.

وتبقى المشاركة الإيرانية، هي الأكبر من حيث المساحة، إذ وصلت مساحة الجناح الإيراني إلى نحو 1200 متر مربع، بينما بلغت مساحة الجناح الإماراتي 500 متر مربع، والصيني نحو 380 مترا مربعا، والجناح الروسي نحو 200 متر مربع، بحسب مدير الجناح الدولي بمؤسسة المعارض السورية، شاهر جوهرة.


وبالتوازي مع افتتاح معرض دمشق الدولي الذي سيستمر حتى السادس من سبتمبر/ أيلول المقبل، والمشاركة الإمارتية، وصل وفد إماراتي إلى مطار دمشق الثلاثاء للمشاركة في معرض دمشق الدولي، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها الإمارات في هذا المعرض منذ تدهور العلاقات بين البلدين عام 2011.

وقال نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات، عبد الله سلطان العويس الذي يترأس الوفد الإماراتي "لدى الكثير من رجال الأعمال الإماراتيين رغبة في عقد شراكات تقوم على المنفعة المتبادلة في تأمين السلع والاستفادة من البنى التحتية في الإمارات لدفع المنتج السوري نحو مستوى جديد من الإنتاج والتصدير".

كما نقلت صفحة "القطاع الخاص معرض دمشق الدولي" عن الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات، حميد محمد بن سالم، أن "التقدم جار في مباحثات التعاون، حيث أن المناحي القانونية لنفاذ المنتج السوري نحو الإمارات وبالعكس جاهزة وتحتاج لمن يدقق في تفاصيلها للاستفادة منها في دعم التبادل التجاري وتحقيقه".

ورأى مراقبون أن تراجع المشاركة الدولية بمعرض دمشق الدولي بدورته الحالية، من 46 دولة العام الماضي إلى 38 دولة عام 2019، يعود إلى التحذيرات الأميركية الأخيرة بفرض عقوبات على المشاركين في المعرض.

وكان بيان نشره حساب السفارة الأميركية في دمشق قبل أيام، قد أشار إلى عدم تشجيع الولايات المتحدة للشركات التجارية والأفراد، بالمشاركة بمعرض دمشق الدولي، متوعداً بعقوبات قاسية، لأن "نظام الأسد يواصل استخدام موارده المالية لتنفيذ هجمات "شريرة" ضد الشعب السوري، وأي شخص يُجري تعاملات تجارية معه أو مع شركائه سيمكّنه من مواصلة حملته للقتل والقمع ضد السوريين".

وقال الاقتصادي السوري محمود حسين ل"العربي الجديد" إن الاقتصاد السوري عاد إلى ما قبل عام 2015 لجهة تدهور سعر الليرة وتراجع الإنتاج ومستوى المعيشة، ما يعني أن معرض دمشق الدولي، هدفه فقط، كسر الحصار على نظام الأسد، والذي تساهم فيه دول عربية، هي أول من فرضت عقوبات على نظام دمشق منذ منتصف عام 2011.

وأضاف حسين من المؤسف أن ترى دولاً عربية تساهم بدعاية الأسد، بعد كل القتل والتدمير، وتقف إلى جانبه بتسويق أن سورية والاقتصاد والصناعة بخير، وأن الدولة السورية قائمة وتنتج وتصدر انتاجها للخارج.

المساهمون