حرب أميركية أوروبية سلاحها الفوائد والعملات تنعكس على الأسواق

حرب أميركية أوروبية سلاحها الفوائد والعملات تنعكس على أسواق المال

19 يونيو 2019
دراغي ردّ فوراً على انتقادات ترامب لـ"المركزي" الأوروبي (Getty)
+ الخط -
يبدو بوضوح أن النزاع الاقتصادي والتجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد امتد هذا الأسبوع إلى مرحلة جديدة من "الحرب" بسلاح الفوائد والعملات، بعد التلاسن المكشوف بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، بما انعكس على الأسعار والمؤشرات في أسواق المال.

ففي تغريدة مفاجئة هي الأولى من نوعها، هاجم ترامب دراغي يوم الثلاثاء، واصفاً إياه بأنه يتلاعب بسعر صرف اليورو.

وقال في التغريدة إن "ماريو دراغي أعلن عن المزيد من التيسير الكمي، وبالتالي تراجع فوراً سعر صرف اليورو مقابل الدولار. لقد أفلتوا من العقاب لسنوات مع الصين وآخرين".



ترامب أشار في هذه التغريدة إلى أن المركزي الأوروبي يستخدم آلية خفض سعر صرف اليورو، لأجل زيادة تنافسية البضائع الأوروبية في أميركا وبلدان أخرى.
لكن لم يتأخر دراغي في الرد على اتهامات ترامب، حيث قال خلال المنتدى السنوي للبنك الأوروبي في البرتغال، لمناسبة مرور 20 عاماً على الاتحاد الاقتصادي والنقدي الأوروبي، ورداً على سؤال حول انتقادات الرئيس الأميركي: "ليس لدينا أي هدف لسعر الصرف"، مضيفاً: "لدينا مهمتنا ولدينا تفويضنا (...) وهما استقرار الأسعار"، وشدد على أن هذا هو تفويضه الوحيد.

ورغم أنه سبق لدراغي أن أشار إلى هذا الاحتمال مطلع يونيو/ حزيران، إلا أن تصريحاته اليوم أثارت غضب ترامب الذي رأى فيها مناورة في منطقة اليورو لخفض سعر صرف عملتها مقابل الدولار وزيادة صادراتها.

وكان دراغي أعلن صباح الثلاثاء، أن البنك الأوروبي قد يبدأ خفض معدلات الفائدة بعد أكثر من 3 سنوات من الجمود.


واليوم الأربعاء، قال البنك المركزي الأوروبي إن الفائض المعدل في ميزان المعاملات الجارية لمنطقة اليورو تراجع إلى 20.9 مليار يورو في إبريل/نيسان، من 24.7 مليار يورو في الشهر السابق، وهو ما يرجع في معظمه إلى انخفاض الفائض التجاري.

ووفقا للأرقام غير المعدلة التي أوردتها رويترز، تراجع الفائض إلى 19.2 مليار يورو من 35.1 مليار يورو قبل شهر، بحسب ما ذكره المركزي في بيانه الشهري الدوري.


سوق العملات العالمية

في أسواق المال، اليوم الأربعاء، حوّم اليورو قرب أقل مستوى في أسبوعين مقابل الدولار مع انتظار المستثمرين لمعرفة ما إذا كان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيقتفي أثر المركزي الأوروبي ويميل إلى التيسير في ما يخص أسعار الفائدة والتحفيز مستقبلا.

ودعم التحوّل في موقف دراغي بشأن التيسير الثلاثاء الحديث عن موجة عالمية من برامج التحفيز من جانب البنوك المركزية، ما أدى لصعود الأسهم والسندات والسلع الأولية، لكن تحركات العملة كانت أقل.

ومن المقرر أن يصدر مجلس الاحتياطي الاتحادي بيانه بشأن السياسة النقدية في الساعة 18 بتوقيت غرينتش، يعقبه مؤتمر صحافي لرئيس المجلس جيروم باول.

ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو ليستقر عند 1.1195 دولار في التعاملات المبكرة في لندن، بعدما هبط لأقل مستوى في أسبوعين عند 1.1181 دولار يوم الثلاثاء بعد كلمة دراغي التي تميل إلى التيسير.
واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات المنافسة، عند 97.621 بعد أن سجل أعلى مستوى في أسبوعين أمس، فيما صعد الين 0.2% إلى 108.28 ينات للدولار، ما يشير إلى استمرار حذر المستثمرين.

ولم يطرأ تغير يذكر على سعر الجنيه الإسترليني بعد تأكيد تصدر بوريس جونسون سباق زعامة حزب المحافظين، علماً أن العملة البريطانية فقدت 0.1% في أحدث المعاملات لتصل إلى 1.2547 دولار.

مؤشرات الأسهم

واستقرت أسواق الأسهم الأوروبية، اليوم الأربعاء، بعد أن سجلت أفضل نتائج في 5 أشهر في اليوم السابق بفضل تصريحات دراغي القوية بشأن السياسات أشارت إلى احتمال العودة لشراء سندات وخفض أسعار الفائدة.

وتسببت كلمة دراغي في انخفاض اليورو، ما دفع بالمؤشر ستوكس 600 الأوروبي إلى الصعود نحو 2%. وبحلول الساعة 7:09 بتوقيت غرينتش، استقر المؤشر عند مستوى إغلاق أمس الثلاثاء، رغم أن مؤشر قطاع البنوك الشديد التأثر بأسعار الفائدة ارتفع 0.7%.

كما تلقت الأسواق الدعم من أنباء استئناف الصين والولايات المتحدة محادثات التجارة قبل اجتماع ترامب ونظيره الصيني، شي جين بينغ، في قمة العشرين في اليابان الشهر الجاري لتنتعش الآمال بتهدئة التوترات بين الجانبين.
وفي طوكيو، ارتفع المؤشر نيكاي للأسهم اليابانية ليغلق عند أعلى مستوى في نحو 6 أسابيع، بفضل أنباء عن عزم الولايات المتحدة والصين على إحياء المحادثات التجارية وتوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض أسعار الفائدة هذا العام، مما دعم المعنويات في السوق.

وقفز نيكاي 1.7 في المائة لينهي الجلسة عند 21333.87 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 10 مايو/أيار. كما صعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.7% إلى 1555.27 نقطة.

الذهب والمعادن

وفي سوق المعادن، انخفضت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، مع ارتفاع الأصول العالية المخاطر بفعل آمال التوصل إلى حل للنزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة ودراغي، بينما يترقب المستثمرون قرار واشنطن بشأن السياسة النقدية اليوم.

وبحلول الساعة 7:44 بتوقيت غرينتش، تراجع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1342.60 دولارا. كما انخفض الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.3% إلى 1346.60 دولارا.

المدير المشارك لدى إس.بي.آي لإدارة الأصول، ستيفن اينس، قال: "ارتفعت أسواق الأسهم بسبب تغريدة ترامب الليلة الماضية، والتي أزاحت قدرا كبيرا من الشكوك من السوق".
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.5% في المعاملات الفورية إلى 14.93 دولارا، وفقا لرويترز، بينما ارتفع البلاتين 0.2% إلى 800.71 دولار، والبلاديوم 0.8% إلى 1491.80 دولارا بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ 27 مارس/آذار عند 1496.5 دولارا في وقت سابق من الجلسة.

المساهمون