انخفاض الأسعار يؤرق مزارعي الحمضيات في الجزائر

انخفاض الأسعار يؤرق مزارعي الحمضيات في الجزائر

27 يناير 2019
المزارعيون يتكبدون الخسائر (Getty)
+ الخط -
لم تأت أسعار الحمضيات مع بداية السنة الحالية في الجزائر  على مستوى توقعات المزارعين، خاصة بالنسبة للبرتقال، إذ يشتكي بعضهم من تكبد خسائر باهظة، بسبب اضطرارهم للبيع في أسواق الجملة دون سعر الكلفة، ما يدفع الكثيرين إلى المراهنة على تدخل الحكومة  لتعويضهم أو دعم التصدير.

وباتت وفرة محصول البرتقال واليوسفي (المندرينا) تؤرق المزارعين، حيث دفعتهم الوفرة إلى اعتماد أسعار لا تخدم مصلحتهم.

ويؤكد المزارع بمنطقة بوفاريك (50 كلم جنوب العاصمة)، الهادي بلعطوب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المزارعين يحرمون بسبب وفرة الإنتاج وضعف الأسعار، من إيرادات مالية كبيرة كانت ستغطي تكاليف الإنتاج، وتسمح لهم بتوفير أموال تستغل عادة لإنتاج فاكهة موسم الصيف.

ويشدد بلعطوب على أن المزارعين لم يتمكنوا من تسويق المحصول الوفير لـ"الكليمونتين" (صنف محلي من اليوسفي)، حيث تعرض جزء منه للتلف، ما كبدهم خسائر كبيرة.

وتراوحت الأسعار التي تلقاها المزارعون بين 50 و80 دينارا (0.70 دولار) للكيلوغرام من فاكهة الكليمونتينـ وبين 90 و100 دينار للبرتقال (0.88 دولار).

كما يشتكي تجار جملة للخضر والفواكه من انخفاض الأسعار، حيث يقول التاجر عمار حكيم إنه خفض الأسعار بعشرين دينارا، ولم يفلح في بيع الكمية الكبيرة التي اشتراها من البرتقال واليوسفي.

ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن "التجار باتوا يترددون في شراء الحمضيات، لأن العرض في الأسواق كان كبيرا، ولم تنفد بعد الكمية التي دخلت الأسواق بداية الموسم".

وهذه الوضعية دفعت بمزارعين وتجار إلى إتلاف أطنان من فاكهتي البرتقال واليوسفي، من أجل تخفيض العرض، ورفع الأسعار.

وكان الإنتاج الإجمالي خلال الموسم الزراعي 2018، قد بلغ نحو 14 مليون قنطار، ما يمثل 5 في المائة من الإنتاج الزراعي، منها أكثر من 11 مليون قنطار من البرتقال و2.5 مليون قنطار من أصناف اليوسفي، وما يربو عن 800 ألف قنطار من الليمون، في مقابل تسجيل تصدير كميات ضئيلة جدا من هذه المنتجات الزراعية نحو الخارج.

ويعتبر ممثل المجلس المهني المشترك للحمضيات عبد الله بوفلاح، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "العرض الكبير من الحمضيات في السوق التي تستوعب 70 في المائة من الإنتاج، أفضى إلى انهيار الأسعار، وتراجع إيرادات المزارعين التي تبقى دون التكاليف التي يتحملها هؤلاء". ويقول إنه "يفترض البحث عن كيفية فتح أسواق جديدة، غير تلك التقليدية".

المساهمون