إلى أين تتجه "بتكوين" بعد تجاوزها 12 ألف دولار؟

إلى أين تتجه "بتكوين" بعد اختراق حاجز 12 ألف دولار؟

25 يونيو 2019
جاذبية بتكوين في أعلى مستوياتها (Getty)
+ الخط -



عاد المستثمرون إلى العملات الرقمية أو الإلكترونية رغم تحذيرات سابقة بمخاطرها الشديدة على النظام المالي العالمي وتعرض بعض أنواعها لخسائر فادحة في العام الماضي 2018. 

وواصلت العملة الافتراضية الأكبر في العالم "بتكوين" مكاسبها اليوم الأربعاء متجهة نحو مستوى 13 ألف دولار، وتعد مرتفعة خلال العام الحالي حتى الآن بنسبة 250%، ولكنها لا تزال بعيدة عن أعلى مستوياتها على الإطلاق عند أكثر من 19 ألف دولار المسجل نهاية عام 2017.

وارتفعت بتكوين بنسبة 11.3% إلى 12660 دولارًا صباح الأربعاء، لتتداول أعلى مستوى 12 ألف دولار للمرة الأولى في عام ونصف العام تقريبًا.

وتلقت بتكوين دعمًا على مدار ثماني جلسات التداول السابقة من إعلان فيسبوك خطتها لطرح عملتها الافتراضية "ليبرا" كوسيلة للدفع والتحويلات المالية الدولية.

وحسب الأرقام فقد ارتفع حجم الاستثمار في عملة "بيتكوين"، الأشهر بين هذه العملات، يوم الثلاثاء، إلى 200 مليار دولار، كما اخترقت العملة حاجز 11 ألف دولار لأول مرة منذ تدهور سعرها الكبير الذي شهدته في بداية العام الماضي. 

وطبقا لبيانات موقع "كوين 360"، المتخصص في العملات الرقمية، فإن سعر بيتكوين كسب 6.0% من قيمته خلال الـ24 ساعة الماضية ليبلغ 11.35 ألف دولار، قبل أن تنخفض إلى 11.277 ألف دولار.

وعادة ما يحدث الانخفاض الوقتي في سعر بيتكوين المتقلب بسبب عمليات جني أرباح وقيام مستثمرين بالبيع لتحقيق أرباح رأسمالية. وكانت العملة الرقمية الأكثر جاذبية قد انخفضت في العام الماضي إلى أدنى مستوياتها عند 3130 دولاراً. 

ولا يستبعد محللون في تعليقات لموقع " كوين تلغراف"، أن تعود بيتكوين إلى جاذبيتها القصوى، وسط الاضطراب الجيوسياسي في منطقة الخليج وحروب التجارة والعملات بين الصين والولايات المتحدة والذي تنعكس تداعياته سلباً على أسواق المال وأسعار الصرف وأدوات الاستثمار الأخرى.

ويرى محللون أن هنالك احتمالا كبيرا بأن تصعد بيتكوين خلال العام الجاري إلى مستوى 20 ألف دولار، وهو المستوى القياسي الذي شهدته في عام 2017. ولكن هذه التوقعات قد تكون متفائلة أكثر من اللازم حسب خبراء عملات.

في هذا الصدد، يشير خبراء في العملات الرقمية إلى أربعة عوامل رئيسية، تدعم احتمال صعودها الكبير خلال العام الجاري.

أول هذه العوامل، هروب المستثمرين المتوقع من أسعار الصرف بسبب السياسات الجديدة التي تعكف البنوك المركزية على تنفيذها في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان. وهي سياسات التسابق على خفض سعر الفائدة و"التحفيز الكمي" التي تستهدف زيادة الكتلة النقدية لحماية الاقتصادات الكبرى من الركود الاقتصادي. 

في هذا الصدد، يقول المستثمر الأميركي، مورغان كريك، في تعليقات لموقع "كوين تلغراف" إن "سياسات البنوك المركزية ستقود تلقائياً إلى خفض سعر صرف العملات الرئيسية خلال العام الجاري، وبالتالي ستقود إلى هروب المستثمرين نحو الذهب وعملة بيتكوين".

أما العامل الثاني فهو الحرب التجارية الشرسة بين الولايات المتحدة والصين التي تتجه نحو التصعيد وليس الحل. ويرى مصرف "مورغان ستانلي" الاستثماري الأميركي في تقرير نشره نهاية الشهر الماضي، أن هذه الحرب في حال تحولها إلى حرب اقتصادية شاملة على جميع الجبهات، ربما تكلف أسواق المال نحو 7 تريليونات دولار.

وبالتالي يرى المستثمر كريك، أن هروب المستثمرين من أسواق الصرف ربما لا يكون نحو أسواق المال، كما كان يحدث في السابق، وذلك بسبب الثقة المهزوزة حالياً في المستقبل الاستثماري والاقتصادي بين كبار المستثمرين، وربما ستستفيد عملة بيتكوين والمعادن الثمينة من ذلك.

ومعروف أن المعروض من بيتكوين محدود مقارنة بالدولار مثلاً، إذ يستطيع موظف في مصرف الاحتياط الفيدرالي، بكبسة زر واحدة إضافة تريليون دولار جديدة للكتلة النقدية، وبالتالي كلما تهافت المستثمرون على بتكوين كلما ارتفع سعرها. 

أما العامل الثالث، فهو المخاطر الاستثمارية في أدوات مهمة من بينها سندات الدين الحكومية التي تصدرها الدول لتمويل العجز في ميزانياتها. وشهد العائد على هذه السندات انخفاضاً كبير في كل من أوروبا وأميركا خلال الآونة الأخيرة.

وهذا العامل يفقد السندات الرئيسية جاذبيتها. وكان صندوق النقد الدولي قد حذر في تقريره الفصلي الأخير خلال اجتماعات الربيع الماضي من مخاطر تفاقم الدين على مستقبل الاستقرار المالي في العالم. ويلاحظ في هذا الاتجاه، أن الديون الأميركية قد ارتفعت إلى أكثر من 22 تريليون دولار.

أما العامل الرابع والأخير، فهو مخاطر الاستثمار في النفط ومشتقاته بعد التوتر الكبير الذي يهدد بقطع الإمدادات النفطية من منطقة الخليج الحيوية لتغذية الطاقة العالمية.

وهنالك عوامل أخرى، حسب محللين، من بينها عملة فيسبوك الرقمية الجديدة، "ليبرا" التي تعتزم إطلاقها خلال أشهر. وعلى الرغم من التقلبات الحادة التي شهدتها عملة بيتكوين في السابق، إلا أن المستثمرين ربما يفضلون ضخ أموال فيها على سفينة الاقتصاد والسندات والبورصات التي ربما تغرق في أية لحظة. 

وتشتهر العملة المشفرة بتقلبات أسعارها الكثيرة، إذ بين أواخر عام 2016 وعام 2018، راقب المستثمرون ارتفاع سعر عملة بيتكوين من بضع مئات الدولارات إلى أكثر من 20 ألف دولار، قبل أن تتراجع مجدداً، ومن ثم ترتفع مرة أخرى في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، ليبلغ سعرها 10 آلاف دولار لأول مرة منذ أكثر من عام، وفقاً لمنصة صرف العملات الرقمية، "كوين بيز".

ومما يشجع المستثمرين على شراء بيتكوين هذه المرة، أن بعض كبار رجالات المصارف يثنون على العملات الرقمية.

وكان كل من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي" البنك المركزي الأميركي"، جيروم باول وحاكم بنك إنكلترا المركزي، مارك كارني، قد أثنيا على العملات الرقمية مؤخراً، مشيرين إلى أنه ينبغي على البنوك المركزية النظر إلى بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة بعقل مفتوح. وهذا يعني أن الحكومات ربما لن تحارب بيتكوين هذه المرة مثلما حاربتها خلال الأعوام الماضية.

لكن عملة ليبرا ربما تكون منافساً خطيراً لبيتكوين خلال الشهور المقبلة، إذ تتمتع بمنصة فيسبوك التي يستخدمها مليارا نسمة. وربما سيتم استخدامها وسيلة دفع فعلية، بدلاً من معاملتها على أنها فرصة تجارية قصيرة الأجل يقصدها المستثمرون الذين يبحثون عن "الثراء السريع"، وذلك حسب تعليق لموقع "سي أن أن".

دلالات

المساهمون