هذه هي "إمبراطورية الحريري" المالية

هذه هي "إمبراطورية الحريري" المالية

15 يونيو 2017
صفقة بيع أسهم الحريري بالبنك العربي ناهزت المليار(فرانس برس)
+ الخط -
ترك رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري ثروة تقدر بنحو 6 مليارات دولار، مقسمة بين أصول مالية، وشركات مالية وبنوك، بالإضافة الى عقارات، وقصور، موزعة بين لبنان وخارجه.
وبحسب كتاب "هو إز هو" الخاص بأبرز الشخصيات، يملك الحريري مجموعة "ميدتيرانيان انفسترز غروب" منذ عام 1983 والتي تضم بنك البحر المتوسط والبنك السعودي اللبناني، إضافة إلى شركات تأمين ومطابع وصناعات تعدينية وخدمات أخرى، كما أن لديه حصصاً في مصارف عربية ودولية. ويملك شركات عقارية في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، ناهيك عن امتلاكه سلسلة فنادق في أوروبا.

وبعد اغتياله، ورث أبناؤه إمبراطوريته المالية، وبحسب قائمة فوربس للأثرياء لعام 2017، فقد حل شقيق رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، رجل الأعمال بهاء الحريري في المركز الأول في العائلة، والمركز 18 عربياً، بثروة تقدر بنحو 2.2 مليار دولار.

وفي المركز الثاني في العائلة، حل فهد الحريري بثروة تصل الى 1.3 مليار دولار، محتلاً بذلك المركز 33 عربياً.

وفي المركز الثالث في العائلة، حل أيمن الحريري بثروة تصل الى 1.2 مليار دولار، وهو بذلك احتل المركز 33 عربياً.

وأخيراً حل رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في المركز الأخير في العائلة، والمركز 41 عربياً، بثروة تصل إلى مليار دولار فقط.

وكانت مصادر مقربة من بيت الوسط قد صرّحت لصحف محلية، أن مجموع ثروة الرئيس سعد الحريري، بعد الخسائر التي مُنيت بها إمبراطوريته "سعودي أوجيه"، لا تتخطّى الـ 700 مليون دولار. 

صفقات بالمليارات

رغم أن الحريري الأب، عرف عنه حبه لشراء العقارات، والأسهم، وتأسيس العديد من الشركات العالمية، إلا أن أبناءه لم يتبنوا الخط نفسه.

ففي السنوات الماضية، شهدت هذه الإمبراطورية بعض التفكك، خاصة مع بيع أسهم في مؤسسات مالية عريقة، سعى الحريري الأب، ليكون من أبرز مؤسسيها.


قبل أيام، قام رجل الأعمال أيمن الحريري ببيع حصته البالغة 42.24% في شركة  GroupMed القابضة إلى شركة OLT القابضة في صفقة بلغت قيمتها 535 مليون دولار، حيث تقدر قيمة الشركة بنحو 1.27 مليار دولار.

وعلى الرغم من بيع أيمن الحريري لحصته في البنك اللبناني، إلا أن عائلة الحريري ستظل صاحبة النسبة الأكبر من الأسهم، حيث يملك رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري 42.24%، بينما تبلغ نازك الحريري، زوجة رفيق الحريري، حصة تبلغ نسبتها 15.5%. وتعود ملكية OLT القابضة إلى رجال الأعمال المصري الأردني علاء الخواجة. 

وسبق للخواجة الاستثمار في شركة Global Telecom القابضة، وشركةOrascom Telecom Media and Technology القابضة، كما أنه يمتلك النصيب الأكبر في شركة العربية للسينما، وهي شركة إنتاج وتوزيع سينمائي في مصر.

وتعد GroupMed التي استحوذ الخواجة على عدد كبير من أسهمها مؤخرا، المساهم الوحيد في بنك Bankmed، أحد أكبر البنوك في لبنان، حيث تبلغ أصوله حوالي 16 مليار دولار، والشركات التابعة في كل من لبنان وتركيا والمملكة العربية السعودية وسويسرا.

وقال الخواجة تعليقا على الصفقة "من شأن عملية الاستحواذ هذه تمهيد الطريق لزيادة وتنويع هيكل ملكية شركة GroupMed القابضة، مما قد يتيح فرصة الاكتتاب العام في المستقبل القريب".

بيع الأسهم في البنك العربي

وفي وقت سابق من العام الحالي، أنجزت عائلة الحريري، صفقة بيع لأسهمها في البنك العربي الأردني لصالح مجموعة استثمارية يترأسها رئيس مجلس إدارة المصرف نفسه، لقاء مبلغ تجاوز 1.1 مليار دولار.

وبحسب بيان البنك العربي، فإن الصفقة جرت عبر بيع أسهم شركة "أوجيه ميدل ايست هولدنغ" والمملوكة من قبل عائلة الحريري في البنك العربي إلى مجموعة من المستثمرين الأردنيين والعرب، بقيادة صبيح المصري، رئيس مجلس إدارة البنك العربي نفسه.

ونقل بيان البنك عمن وصفها بـ"المصادر المطلعة على مجريات الصفقة" فإن حصة عائلة الحريري التي تشكل ما يقارب 20% من أسهم البنك العربي انتقلت ملكيتها مقابل 1.12 مليار دولار إلى مجموعة تضم ما يقارب 40 مستثمرا يترأسها صبيح المصري والذي قاد عملية التفاوض مع عائلة الحريري.

وبحسب المصادر فإن صبيح المصري قام بجهود حثيثة لتلبية المتطلبات والاجراءات الخاصة بإتمام صفقة شراء الأسهم، وتمكن من حشد الاستثمار المطلوب في زمن قياسي.
 
أزمة سعودي أوجيه

سعودي أوجيه، شركة سعودية متعددة النشاطات أسست سنة 1978. بدأت كشركة مقاولات وأشغال عامة قبل أن تطور نشاطها ليشمل الاتصالات، الطباعة، العقار، وخدمات الكمبيوتر.
في أواخر سبعينيات القرن العشرين، قام رفيق الحريري بشراء "شركة أوجيه" الفرنسية ودمجها في شركته ليصبح اسمها سعودي أوجيه، وأصبحت الشركة من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي، واتسع نطاق أعمالها ليشمل شبكة من البنوك والشركات في لبنان والسعودية. وبلغت إيراداتها في عام 2010  نحو 8 مليارات دولار.

إلا أن الشركة بدأت تضعف تدريجياً، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث بدأت ملامح التعثر تظهر بشكل واضح، في ظل عدم تمكن الرئيس سعد الحريري من تسديد رواتب العمال والموظفين، حيث تم صرف أكثر من 15 ألف عامل، ولم يتقاض الموظفون رواتب لأكثر من عام، في ظل التعثر المالي الذي تعاني منه. 

وفي ظل الأزمة المالية التي تعاني منها سعودي أوجيه، أطلق مواطنون في السعودية حملة تحت هاشتاغ "سعودي أوجيه بدون رواتب" لمطالبة الحريري بدفع المستحقات لعمال الشركة من مختلف الجنسيات.

وبحسب صحف محلية لبنانية، فإن الحريري اضطر لبيع حصصه في البنك العربي، لتسديد الديون المتعثرة، وأن حصة سعد الحريري من بيع أسهم في البنك العربي، ذهبت لتسديد ديون سعودي أوجيه للمصارف العالمية. وتقدر ديون سعودي أوجيه بأكثر من 800 مليون دولار.


المساهمون