مصر توسّع دائرة تهميش المصريّين من الدعم التمويني

مصر توسّع دائرة تهميش المصريّين من الدعم التمويني

10 سبتمبر 2019
استبعاد مزيد من الفقراء من منافع التموين (فرانس برس)
+ الخط -

تسيطر حالة من القلق على الأهالي في مصر حالياً مع اقتراب تطبيق المرحلة الخامسة من تنقية بطاقة التموين، واستبعاد غير المستحقين من الدعم التمويني، وتحديداً ما يتعلق بالسلع الغذائية ورغيف العيش المدعم.

وبهذه البطاقة يحصل الفرد على 50 جنيهاً شهرياً، يشتري من خلالها سلعاً غذائية وغير غذائية، و150 رغيف خبز مدعم بسعر 5 قروش كل شهر، فيما تستعد الوزارة لتطبيق معايير جديدة تناقشها حالياً، بعد الانتهاء من المعايير الأربعة الماضية التي كان آخرها بداية سبتمبر/ أيلول الجاري.

وارتفع عدد أصحاب البطاقات التموينية الذين تنذرهم وزارة التموين والتجارة في مصر، والتي تصدر لهم رسالة "غير مستحقي الدعم الحكومي" عند صرف المقررات التموينية، ليصل إلى 14 مليون بطاقة تموينية مؤخراً، ويصل عدد البطاقات التموينية في مصر إلى 20 مليون بطاقة تموينية يستفيد منها 70 مليون مواطن بدعم سلعي وخبز.
وثمة اتجاه لزيادة العدد خلال العام الجاري 2019، في ظل اتجاه وزارة المالية في مصر إلى تقليص الدعم المالي للسلع التموينية خلال السنة المالية القادمة 2020، لإرضاء صندوق النقد الدولي بعدما حصلت على قرض 12 مليار دولار.

وكشف مسؤول بارز في وزارة التموين أن وزارة التموين لا تفحص التظلمات المقدمة لها من جانب المواطنين الذين يتم حذفهم من الدعم التمويني خلال السنوات الماضية إلا القليل منها جداً.

وبالتالي، تلك التظلمات التي تؤكد عليها الوزارة لا فائدة لها، بحسب المسؤول الذي أشار إلى أن وزير التموين الدكتور علي مصيلحي كلف عدداً من أعضاء وزارته بالاستعداد لوضع معايير المرحلة الخامسة، لاستبعاد غير المستحقين من التموين.

وأشار إلى أنه ربما لا تكون المرحلة الخامسة الأخيرة، بل هناك مراحل أُخرى لاستبعاد الملايين من الدعم التمويني، وقال إن الحكومة ستقدم خلال المرحلة القادمة على حذف أكبر عدد من المواطنين من البطاقات التموينية.

وأشار المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أن "الغرف المغلقة" تقوم حالياً بالاستعداد لمناقشة معايير المرحلة الخامسة، وهو ما يشير إلى أن الحذف مستمر ولن يتوقف، وذلك من خلال مباحثات تتم بين وزارات التموين والإنتاج الحربي والتضامن الاجتماعي والاتصالات، إضافة إلى هيئة الرقابة الإدارية.
وأضاف أن كثرة بنود المعايير التي تضعها الجهات المسؤولة في الحكومة المصرية خلال المراحل السابقة، أصابت الجميع بحالة من الإحباط واليأس والخوف، من أن يأتي عليهم "الدور" خلال الأيام المقبلة، ويتم حذفهم من بطاقة التموين والرغيف المدعم وشراء السلع الغذائية.

ونفى ما تردد بإضافة مواليد جدد على بطاقة التموين، قائلاً إن "الحكومة اعتادت على نشر تلك الشائعات منذ 3 سنوات ولم يتم ذلك حتى اليوم".

وأكد فوزي عفيفي مسؤول ملف البطاقات بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أن "الجميع في انتظار الضوابط الجديدة لحذف القادرين في المرحلة الخامسة"، متوقعاً أن يكون المستفيدون بالدعم السلعي في كل بطاقة، 4 أفراد فقط مهما كان عدد الأفراد أو حالة صاحب البطاقة، ما سيؤدي إلى حذف حوالى 5 ملايين شخص في المرحلة الخامسة.

وقال إن هناك خطوة أُخرى لم يتم تحديدها حتى الآن، وهي مدى استهلاك الفرد للبنزين، وهذا لا يزال يتم الاتفاق عليه والسماع للمقترحات داخل الوزارة.

يُذكر أن وزارة التموين كانت قد وضعت معايير خلال المرحلة الرابعة، على أثرها تم حذف الملايين من بطاقة التموين، من بينها الأسر التي يزيد استهلاكها من الكهرباء على ألف كيلووات شهرياً، والأسر التي لديها أكثر من 3 سيارات، والأسر التي لديها قيمة مضافة أكثر من 200 ألف جنيه، ومن لها حيازة زراعية أكثر من 15 فداناً، والأسر التي قيمة فاتورتها لاستخدام الموبايل أكثر من 800 جنيه، ومصاريف مدارس أكثر من 50 ألف جنيه.

دلالات

المساهمون