جولة أمير قطر الآسيوية... توسيع الشراكات وتعزيز الانفتاح

جولة أمير قطر الآسيوية... توسيع الشراكات وتعزيز الانفتاح

01 فبراير 2019
قطر تعزز نفوذها في أسواق الغاز (Getty)
+ الخط -

حصدت الدوحة العديد من المكاسب الاقتصادية في الجولة الآسيوية لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي اختتمها أمس، في العاصمة الصينية بكين، وشملت كلا من كوريا الجنوبية واليابان. وكان من أبرز المكاسب، توسيع الشراكات الاستراتيجية مع حلفاء مهمّين في العديد من المجالات، وأهمها الغاز.

وحفلت الجولة، التي تعد الثانية لأمير قطر في آسيا منذ بدء الحصار على بلاده في يونيو/حزيران 2017، بالتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم مع الدول الثلاث، تساهم في تعزيز الحضور القطري آسيويا.

وقال أمير قطر، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، عشية الجولة: "نبدأ جولة آسيوية تشمل كوريا الجنوبية واليابان والصين، لإعطاء قوة دفع إضافية لشراكاتنا مع هذه الدول في شتى مجالات التعاون".

وكان أمير دولة قطر قام، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، بجولة آسيوية أولى بعد الحصار، شملت سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا، تم خلالها توقيع عدد كبير من الاتفاقيات في مختلف المجالات، منها الاقتصادية والأمنية والتكنولوجية.

وعززت قطر توجهها شرقاً، بهدف كسر الحصار الذي فُرض عليها من 4 دول عربية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) منذ يونيو/حزيران 2017.

كوريا الجنوبية المحطة الأولى

شهدت زيارة أمير قطر إلى كوريا الجنوبية، المحطة الأولى في جولته الآسيوية، التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات بين حكومتي البلدين، شملت مجالات النقل البحري، والنقل البري، والشركة القطرية لإدارة الموانئ، وهيئة الموانئ الكورية، كما شملت المراسم التوقيع على مذكرة تفاهم أخرى في مجالات الزراعة والجمارك وغيرها. 


ويرتبط البلدان بعلاقات استراتيجية وثيقة منذ عام 1974. وتشير إحصائيات وزارة التجارة القطرية إلى أن حجم التجارة المتبادلة بلغ 11.7 مليار دولار عام 2017، منها 11.2 مليار دولار صادرات قطرية، مقابل 436 مليون دولار صادرات كورية، بنسبة زيادة 12% مقارنة بالعام الذي سبقه.

وتزوّد قطر كوريا الجنوبية بـ 11.5 مليون طن من الغاز الطبيعي، والذي يمثل ثلث الاستهلاك السنوي للغاز الطبيعي المسال في كوريا الجنوبية، ما يجعلها أكبر وجهة لتصدير الغاز الطبيعي المسال بالنسبة لقطر، كما توجد نحو 15 شركة كورية لديها تمثيل في قطر.

اتفاقات عديدة مع اليابان

من أبرز نتائج زيارة أمير قطر إلى اليابان، كانت "الإعلان المشترك بشأن إقامة آلية حوار استراتيجي بين حكومتي البلدين، يهدف إلى تعزيز العلاقات القائمة، وتشجيع التعاون المستمر بين البلدين في المجالات كافة".

وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرات تعاون في العديد من المجالات، منها التعاون التجاري والفني واتفاقات خاصة بالنقل والبيئة وغيرها. 


وحسب الإحصاءات الرسمية، بلغ إجمالي الصادرات القطرية لليابان نحو 11.6 مليار دولار في عام 2018، حيث تستورد اليابان نحو 10.13 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، أي ما يعادل 13.1% من إنتاج قطر من الغاز المسال. ويشترك البلدان حالياً في عدد من مجالات التعاون النوعيّة؛ منها مشروع مشترك لاستخراج النفط في الولايات المتحدة الأميركية، معروف بمشروع الممر الذهبي، كما يشتركان في أبحاث بيولوجية متطوّرة في مشروع الجينوم البشري منذ عام 2014.

الصين ثالث أكبر شريك

عززت قطر علاقتها الاستراتيجية مع الصين، خلال زيارة أمير قطر، بالاتفاق على التعاون في العديد من المجالات. وشهد أمير قطر والرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، التوقيع على اتفاقيات عديدة في قطاعات البنية التحتية والاستثمارات المشتركة والسياحة وتنظيم الوفود التجارية بين البلدين وغيرها.

وتعد الصين ثالث أكبر شريك تجاري لقطر، وثاني أكبر مصدر لوارداتها، كما تُعدّ قطر ثاني أكبر مصدّر للغاز المسال الطبيعي للصين، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 10.3 مليارات دولار، عام 2018، وفق السفير الصيني في قطر، لي تشن.

وتوجد في قطر حاليا حوالي 200 شركة صينية، تعمل في قطاعات الهندسة والمقاولات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة والخدمات، البعض منها شاركت وتشارك في مشاريع حيوية، في إطار الرؤية الوطنية 2030، ومشاريع مونديال 2022.

وحسب رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، توجد حاليا نحو 14 شركة صينية لديها استثمارات في قطر بنسبة تملّك 100% وتعمل معظمها في التجارة والمقاولات، كما يوجد نحو 176 شركة قطرية صينية مشتركة تقدّر استثماراتها في قطر بنحو 400 مليون دولار.

وقال رئيس الغرفة، خلال كلمة ألقاها في منتدى الأعمال القطري الصيني، والذي عُقد في بكين أمس الخميس، في إطار زيارة أمير قطر: "الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر منذ منتصف عام 2017، ساهم في تحفيز القطاع الخاص القطري نحو تعزيز مساهمته في المشروعات الإنتاجية، بدلا من الاعتماد على استيراد السلع من الدول المجاورة"، مضيفاً أن "الاقتصاد القطري نجح في التغلب على الحصار وجعل دولة قطر وجهة جاذبة للاستثمارات".

المساهمون