كابوس الخلافات داخل مجموعة السبع يهدد النظام المالي العالمي

كابوس الخلافات داخل مجموعة السبع يهدد النظام المالي العالمي

25 اغسطس 2019
يواجه ماكرون تحدياً كبيراً لإنجاح القمة (Getty)
+ الخط -
وسط خلافات جذرية حول استراتيجيات التجارة والمال والاقتصاد بين الأعضاء، تعقد قمة مجموعة السبع في فرنسا هذا العام. وهذه الخلافات الضخمة تهدد النظام المالي العالمي، الذي كان في السابق يعتمد على مثل هذه القمم في حل مشاكله.

في هذا الصدد، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن قادة مجموعة السبع مختلفون حالياً حول جميع المواضيع التي طرحت للنقاش على طاولة القمة. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تستضيف بلاده القمة: "نحن نواجه تحدياً تاريخياً حول النظام العالمي".

فيما قال الخبير في شؤون التعددية بالمجموعة الدولية للأزمات، ريكارد غوان، في تعليقات نقلتها مجلة بوليتكو، إن "قمة مجموعة السبع تحولت إلى كابوس لكل المشاركين والمهتمين وإن النتيجة النهائية قد تكون مرعبة".

وحتى الآن، تسود الخلافات جميع المواضيع المطروحة في أجندة القمة. فبالنسبة لتسوية الخلافات التجارية مع بكين، تتزايد الرسوم الجمركية المتبادلة وتنعكس أصداؤها على الأسواق وتثير مخاوف من تبعاتها على الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من مطالب الرؤساء الآخرين في القمة، فإن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يتمسك بمواقفه، متجاهلاً دعوات شركائه لنزع فتيل الأزمة.

وبعدما ألمح ترامب قبل الظهر إلى إمكانيّة تليين موقفه، معلناً أنه "يعيد التفكير ملياً في جميع المواضيع"، بحسب وكالة "فرانس برس"، صرحت المتحدثة باسمه ستيفاني غريشام: "سُئل الرئيس عما إذا كان يرغب في تغيير موقفه بشأن تصعيد الحرب التجارية مع الصين، وفُسّرت إجابته بشكل خاطئ".

فالرئيس دونالد ترامب وفريقه التجاري والمالي يستهدفون تفكيك النظام المالي والتجاري  العالمي القائم، ضمن استراتيجية أقرتها الإدارة الأميركية منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، فيما يستهدف أعضاء مجموعة السبع في أوروبا وكندا واليابان الحفاظ على النظام القائم.

وكانت القمة تأمل في تخفيف حدة النزاع التجاري مع الصين، لكن ترامب يستهدف تصعيد هذا الخلاف التجاري ليحوله من حرب رسوم إلى حروب عملات وتكنولوجيا. كما أن هناك خلافاً تجارياً متفاعلاً بينه وبين دول الاتحاد الأوروبي حول الرسوم على مجموعة من المنتجات. 

ثمة خلافات أيضاً داخل زعماء مجموعة السبع حول البيئة، إذ ترغب فرنسا في أن يغير ترامب موقفه من اتفاقية المناخ التي وقعت قبل عامين في باريس، فيما يصرّ الرئيس الأميركي على إدخال تعديلات على تلك الاتفاقية.  

وبحسب "فرانس برس"، اغتنم الرئيس الأميركي قمة مجموعة السبع لدفع أجندته في مجال التجارة بين الإعلان عن اتفاق تجاري "كبير جداً" مع اليابان وإطلاق وعود بمستقبل تجاري مزدهر مع بريطانيا.

وقال ترامب مبتسماً إلى جانب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنهما توصّلا إلى "اتفاق كبير جداً".

من جهته، قال آبي "توصلنا إلى توافق" بعد "مفاوضات مكثفة (...) لكن ما زال علينا القيام ببعض العمل (...) ولا سيما للتوصل إلى الصيغة النهائية للاتفاق" الذي يغطي قطاعي الزراعة والتجارة الإلكترونية.

وأوضح الرئيس الأميركي أنه بعد "خمسة أشهر من المفاوضات" قد يتم التوقيع رسمياً بالأحرف الأولى على النص خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول، واصفاً الاتفاق بأنه "مهم".

وندد ترامب مراراً بـ"الخلل الهائل" في الميزان التجاري الثنائي لصالح اليابان، داعياً إلى علاقات "أكثر توازناً".

واتفق المفاوضون بصورة خاصة على صادرات اللحوم الأميركية إلى اليابان مقابل إلغاء الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على عدد كبير من المنتجات الصناعية المستوردة من اليابان، غير أنها ستبقي في الوقت الحاضر الرسوم الجمركية على السيارات، على أن يتم بحثها لاحقاً، وفق ما أفادت شبكة "إن إتش كاي" التلفزيونية اليابانية.

المساهمون