ضباب اقتصادي يخفض النفط والأسهم...وبريكست يهوي بالإسترليني

ضباب اقتصادي يخفض النفط والأسهم...وبريكست يهوي بالإسترليني

08 مارس 2019
قرارات المركزي الأوروبي وبيانات صينية انعكست على المؤشرات (Getty)
+ الخط -

الحالة الضبابية التي تلف الاقتصاد العالمي تنعكس هبوطاً في أسواق المال العالمية، حيث انخفضت أسعار النفط ومؤشرات الأسهم اليوم، بينما صعد الذهب، وتأثر الإسترليني سلباً بمجريات الخروج من الاتحاد الأوروبي، مسجلاً، الخميس، أدنى مستوياته في 7 أسابيع.

فقد هبطت أسعار النفط، اليوم الجمعة، أكثر من 3% بفعل تدهور التوقعات الاقتصادية بعد أن حذر البنك المركزي الأوروبي من استمرار الضعف، فيما أظهرت بيانات جديدة توقف نمو الوظائف الأميركية تقريبا في فبراير/ شباط.

وفي ظل تضرر الأسواق أيضا من زيادة في إمدادات النفط الأميركية، خسرت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 2.18 دولار أو 3.4% لتهبط إلى 64.12 دولارا بحلول الساعة 14:11 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.85 دولار أو 3.4% إلى 54.82 دولارا.


وتضررت الأسواق المالية، بما في ذلك أسواق عقود النفط الآجلة، من تصريحات لرئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، الخميس، قال فيها إن الاقتصاد في "فترة ضعف مستمر وانتشار للضبابية"، فيما يأتي الضعف الاقتصادي في أوروبا في الوقت الذي يتباطأ النمو في آسيا أيضاً.

ولا يزال الطلب على النفط مرتفعاً حتى الآن، بخاصة في الصين، حيث ما زالت واردات الخام فوق مستوى 10 ملايين برميل يومياً، لكن تباطؤ النمو الاقتصادي سيقلص الطلب على الوقود في مرحلة ما، وهو الأمر الذي سيفرض ضغوطا على الأسعار.
وفي ما يتعلق بالمعروض، تتلقى الأسعار دعما هذا العام من تخفيضات في الإنتاج بقيادة "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك). لكن هذه الجهود تقوضها زيادة إنتاج الولايات المتحدة من الخام، والذي ارتفع بأكثر من مليوني برميل يوميا منذ أوائل 2018 إلى مستوى قياسي غير مسبوق بلغ 12.1 مليون برميل يوميا.

في السياق، قال مصدر سعودي في قطاع النفط لرويترز، اليوم الجمعة، إن إنتاج المملكة من الخام في فبراير/ شباط هبط إلى 10.136 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع 10.24 ملايين برميل يوميا في يناير/ كانون الثاني.

وسجلت صادرات الصين ووارداتها تراجعاً أكبر مما كان متوقعاً في فبراير/ شباط، بحسب أرقام رسمية نشرت اليوم الجمعة، وعزّزت القلق حيال الدولة الآسيوية العملاقة التي تشهد تباطؤاً اقتصادياً.

وباتت الصين تواجه وضعا معقدا، وهي تخوض حربا تجارية مع واشنطن أدت إلى تبادل فرض رسوم جمركية مشددة بمليارات الدولارات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وبالدولار، تراجعت الصادرات الصينية 20.7% في شباط/فبراير بعدما سجلت ارتفاعا الشهر الذي سبق، وفق ما أعلنته إدارة الجمارك. وواصلت الواردات انخفاضها الذي بلغت نسبته 5.2%، وهو أكبر مما سجل في كانون الثاني/يناير.

وجاء التراجع في الصادرات والواردات أكبر مما كان متوقعا؛ فقد قدرت مجموعة خبراء استطلعت وكالة بلومبرغ آراءهم انخفاضا بنسبة 5% و0.6% على التوالي.

المحلل في مصرف "أيه.إن.زد"، ريموند يونغ، قال إن "الأرقام التي نشرت اليوم تعزز وجهة نظرنا التي تفيد بأن الانكماش الاقتصادي في الصين بدأ". وأضاف أن "القليل من الأسباب يدفع إلى توقع ارتفاع في الأمد القصير".

من جهة أخرى، سجلت الصين في فبراير/ شباط فائضا تجاريا شهريا منخفضا بشكل غير معهود، بلغ 4.12 مليارات دولار فقط، أي أقل بكثير من الفائض الذي سجل في يناير/ كانون الثاني (39.2 مليار دولار).

وتواجه الصين التي تستهدفها حرب تجارية بدأتها الولايات المتحدة، تباطؤا في النمو الاقتصادي الذي انخفض العام الماضي إلى 6.6% وكان الأدنى منذ 28 عاما.

وأعلن رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، الثلاثاء الماضي، هدفا مخفضا بشكل طفيف للنمو في 2019 يتراوح بين 6% و6.5%. وسجلت الصناعات التحويلية في فبراير/ شباط أدنى مستوى لها منذ 3 سنوات. وفي الشهر السابق، كاد مؤشر مهم للأسعار في القطاع الصناعي يصل إلى الانكماش.

تراجع مؤشرات الأسهم

في أسواق الأسهم، أغلق المؤشر الياباني نيكاي، اليوم الجمعة، منخفضا إلى أدنى مستوى في 3 أسابيع، مع انحسار الإقبال على المخاطرة بفعل توقعات سيئة للنمو في أوروبا وبيانات ضعيفة حول الصادرات الصينية في فبراير/ شباط الماضي.

وانخفض المؤشر القياسي 2% إلى 21025.56 نقطة، وهو أدنى مستوياته منذ 15 فبراير/ شباط، علماً أن هذا هو أكبر هبوط يومي لنيكاي منذ 8 فبراير/ شباط، وفقاً لبيانات رويترز. كما نزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا اليوم، 1.8% إلى 1572.44 نقطة.

وبذلك يكون نيكاي قد هبط 2.7% هذا الأسبوع، مسجلا أكبر هبوط أسبوعي منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول بعد أن ظل ينخفض على مدى 4 أيام.


واتجهت الأسهم الأوروبية إلى تسجيل أكبر هبوط أسبوعي منذ ديسمبر/ كانون الأول اليوم الجمعة، مواصلة خسائرها مع تعرض السوق لضغوط جراء بيانات تجارية ضعيفة من الصين وانخفاض الطلبيات الصناعية في ألمانيا، ما يؤكد تباطؤا حادا في الاقتصاد العالمي.

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% بحلول الساعة 08:31 بتوقيت غرينتش، ليتجه إلى تسجيل أكبر هبوط أسبوعي منذ 21 ديسمبر/ كانون الأول عندما شهدت الأسواق العالمية موجة بيع كثيف.

وهبط مؤشر قطاع الموارد الأساسية 1.4% وقطاع السيارات 1.6% بعدما أعلنت الصين أكبر هبوط في الصادرات في 3 سنوات، بينما هبطت الطلبيات الصناعية الألمانية على غير المتوقع. وانخفض المؤشر داكس الألماني 0.6%.

وأمس الخميس، هبطت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في بورصة وول ستريت لرابع جلسة على التوالي بعد قرارات البنك المركزي الأوروبي التي جددت المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
واليوم الجمعة، هبطت أيضاً الأسهم الأميركية عند الفتح بعد بيانات أظهرت أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة توقف تقريبا في فبراير/ شباط، وهو ما يعزز مخاوف بشأن النمو العالمي أثارتها بيانات ضعيفة لصادرات الصين وتباطؤ طال أمده في منطقة اليورو.

وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 0.49% إلى 25347.38 نقطة في بداية جلسة التداول ببورصة وول ستريت، وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 0.66% إلى 2730.79 نقطة، والمؤشر ناسداك المجمع 1.17% إلى 7334.35 نقطة. وزادت المؤشرات الثلاثة خسائرها إلى أكثر من 1% في التعاملات المبكرة.

العملات

والخميس، سجل الجنيه الإسترليني أكبر خسارة في 7 أسابيع أمام العملة الأميركية، بعد أن قالت مصادر بريطانية وفي الاتحاد الأوروبي إن مفاوضات بريكست وصلت إلى مأزق.

وقال مصدر حكومي إنه لا يوجد ما يشير إلى أن أي شيء سيتغير على مدار الساعات الثماني والأربعين القادمة في محادثات انفصال بريطانيا، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي لا يتزحزح عن موقفه.

وهبط الإسترليني 0.73% إلى 1.3075 دولار في أكبر خسارة ليوم واحد مقابل العملة الخضراء منذ 18 يناير/ كانون الثاني. وأثناء الجلسة، لامس الإسترليني أدنى مستوى له منذ 25 فبراير/ شباط عند 1.3067 دولار.

لكن العملة البريطانية ارتفعت 0.37% أمام العملة الأوروبية إلى 85.55 بنسا لليورو، بعد أن أرجأ البنك المركزي الأوروبي زيادة محتملة في أسعار الفائدة حتى عام 2020، وقال إنه سيستأنف برنامجا لتقديم قروض رخيصة إلى البنوك.

واليوم الجمعة، تراجع اليورو والكرونة السويدية قرب أدنى مستويات في سنوات تحت ضغط إشارات البنك المركزي الأوروبي إلى عدم تشديد السياسة النقدية ومع استعداد المتعاملين لتقلبات جديدة قبيل بيانات الوظائف في الولايات المتحدة.

وسجل اليورو ارتفاعا طفيفا خلال اليوم إلى 1.1209 دولار بعد أن هبط 1% يوم الخميس ليلامس أدنى مستوى منذ يونيو/ حزيران 2017 عند 1.1176 دولار.

وتتجه العملة الأوروبية الموحدة إلى أسوأ هبوط أسبوعي في أكثر من عام بانخفاض يصل إلى 1.5%. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات كبرى، قليلا إلى 97.515 .

وانخفض الدولار 0.5% إلى 111.065 يناً، مواصلا الخسائر التي مني بها في الأسواق الخارجية وسط عزوف عن المخاطرة في الأسواق الأوسع نطاقا.

أسوأ بداية عام منذ 2008

في السياق، قال خبراء لدى "بنك أوف أميريكا ميريل لينش"، اليوم الجمعة، إن نزوح تدفقات بعشرة مليارات دولار من الأسهم خلال الأسبوع الماضي ساهمت في أسوأ بداية عام تسجلها التدفقات الخاصة بالأسهم منذ 2008.

وقال محللو البنك، استنادا إلى بيانات من "إي.بي.إف.آر" التي ترصد التدفقات، إن تدفقات تزيد قليلا عن 60 مليار دولار نزحت من الأسهم منذ بداية العام.

وخرجت من الأسواق المتقدمة تدفقات بنحو 80 مليار دولار فيما دخل ما يزيد قليلا عن 18 مليار دولار إلى الأسواق الناشئة.

وأضافوا أن السندات شهدت دخول تدفقات بقيمة 8.8 مليارات دولار خلال الأسبوع الماضي وأن صناديق الذهب سجلت نزوح تدفقات بقيمة 1.2 مليار دولار.

صعود الذهب

أما في سوق المعادن الثمينة فقد كان الاتجاه مغايراً، حيث ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة في ظل تخوف المستثمرين من تباطؤ حاد في النمو العالمي، بعد أن خفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته للنمو في الوقت الذي خرجت فيه بيانات ضعيفة من الصين، لكن ارتفاع الدولار أبقى المعدن الأصفر على مسار ثاني تراجع أسبوعي.

وارتفع سعر أونصة الذهب 0.3% في التعاملات الفورية إلى 1289.81 دولاراً بحلول الساعة 05:48 بتوقيت غرينتش، بعدما كان المعدن سجل في وقت سابق من هذا الأسبوع أدنى مستوى في 5 أسابيع، وما زال منخفضا بنحو 0.2% هذا الأسبوع. كما زاد سعر أونصة الذهب 0.3% في العقود الأميركية الآجلة مسجلا 1289.8 دولارا.

وزادت المخاوف في السوق الآسيوية بشأن النمو العالمي بعد بيانات صادرات ضعيفة وصادمة من الصين. وقبل يوم من نشر تلك البيانات، خفض صناع السياسات الأوروبيون توقعات النمو في الاتحاد الأوروبي.

ومن بين المعادن الثمينة الأخرى، ارتفع سعر الفضة 0.3% إلى 15.06 دولارا، بينما انخفض البلاديوم 0.3% إلى 1522.30 دولارا، والبلاتين 0.2% إلى 814.43 دولارا.

المساهمون