80% التراجع في الإقبال على الزيّ المدرسي في مصر

80% التراجع في الإقبال على الزيّ المدرسي في مصر

01 أكتوبر 2020
ارتفاع سعر الزي المدرسي مقابل تراجع القدرة الشرائية (Getty)
+ الخط -

عبّر أصحاب محلات بيع الزيّ المدرسي في مصر عن خيبة أملهم هذا ‏الموسم، إذ لم يبقَ على بداية الدراسة سوى أيام قليلة، ولم ‏يطرق بابهم من المستهلكين سوى 20% فقط، مقارنةً ‏بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعني تراجع مبيعاتهم ‏بمعدلات وصلت إلى 80%.‏

ويؤكد محمد صبري، تاجر ملابس، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، تراجع مبيعات الزيّ ‏المدرسي هذا العام بمعدلات وصلت إلى 70%، مقارنةً ‏بالفترة نفسها من العام الماضي، على مستوى جميع المراحل، ‏باستثناء الصف الأول الابتدائي، باعتباره بداية مرحلة جديدة عند ‏كل أسرة.‏

ويشير إلى أنّ الركود وصل إلى الحد الذي باتت فيه المصانع ‏تعرض بضاعتها على التجار دون دفع مسبق، مع قبولها ‏بالمرتجعات الباقية من الموسم.‏

ويرى صبري أنّ هذا التراجع يعود إلى قرار وزير التربية والتعليم ‏بقصر فترة الدراسة على يومين في الأسبوع، بالإضافة إلى ارتفاع ‏أسعار الملابس هذا العام بنسب وصلت إلى 30%، نتيجة ‏ارتفاع تكاليف الإنتاج من كهرباء وعمالة وزيادة الجمارك على ‏الأقمشة المستوردة.‏

ويشكو محمود عبد الفتاح، صاحب متجر ملابس، لـ"العربي الجديد"، من انخفاض ‏حركة مبيعاته بنحو 60%، مقارنة بالعام الماضي، ‏موضحاً أنّ ما يشهده السوق في الفترة الحالية من أزمة مبيعات، ‏هي الأشد خلال خبرته في تجارة الملابس، التي تمتد لأكثر من ‏‏24 عاماً.‏

ويعزو السبب الرئيسي لهذا التراجع إلى قرار وزارة التعليم ‏بقصر مدة  ذهاب الطلبة إلى المدارس، وهو ما شجع معظم أولياء ‏الأمور على تأجيل مسألة شراء الزيّ المدرسي إلى حين اتضاح ‏الرؤية.‏

واتخذت ربة منزل رفضت الكشف عن هويتها، عندها 3 أولاد في المرحلة الابتدائية قراراً ‏بشراء زي واحد فقط لابنتها الصغرى، من منطلق أنها أول سنة ‏لها في المرحلة الابتدائية، أما شقيقاها، فسيرتديان زيّ ‏العام الماضي، لافتة "العربي الجديد" إلى أنّ ظروف الأسرة المادية لا تسمح ‏بشراء زيّ جديد لكل الأولاد، إذ إن رب الأسرة في الفترة الحالية ‏عاطل من العمل.‏

ويتفق محمد عبد الفتاح، صاحب متجر للملابس الجاهزة، مع ‏أقرانه من تجار الملابس في أنّ السبب الرئيسي لحركة الركود في ‏بيع الزيّ المدرسي هذا العام بنسب وصلت إلى 80% على ‏حد قوله، يعود إلى قرار تخفيض أيام الدراسة، بالإضافة إلى ارتفاع ‏الأسعار في حدود 20%.‏

ويحمّل تاجر الملابس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسؤولية تدهور الأوضاع ‏المعيشية الداخلية ، معلقاً: "انتخبت السيسي مرتين، أما المقبلة ‏فسأنتخب من يترشح ضده".‏

وأوضحت بيانات وزارة التربية والتعليم أنّ عدد الطلاب ‏المسجلين في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي للعام 2019/ 2020، ‏بلغ نحو 23.5 مليون طالب موزعين على 56.5 ألف مدرسة، ‏فيما بلغ الإنفاق الحكومي على التعليم، بشكل عام، نحو 132 ‏مليار جنيه خلال العام المالي 2019/ 2020، مقابل 115.7 ‏مليار جنيه عام 2018/ 2019 بنسبة ارتفاع 14%، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.‏

وكشفت بيانات جهاز الإحصاء عن ‏مؤشرات ‏بحث الدخل والإنفاق في الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول 2017 و‏سبتمبر/ أيلول 2018، أنّ حجم إنفاق الأسرة المصرية على التعليم ‏يقدَّر ‏بـ 5.2 آلاف جنيه سنوياً، وهو ما يمثّل 4.5% من جملة ‏الإنفاق ‏السنوي، وجاء بند الدروس الخصوصية على رأس القائمة بنسبة ‏‏37.7%، أي ما يعادل 1.9 ألف جنيه.

وطبقاً لبيانات الإحصاء ‏بمناسبة اليوم العالمي للأسرة، فقد بلغ عدد الأسر في مصر ‏نحو ‏‏24.7 مليون أسرة  حتى يناير/كانون الثاني 2020، وهو ما يعني أنّ ‏الأسر ‏تنفق نحو 49 مليار جنيه على الدروس الخاصة سنوياً، بحساب ‏تكاليف ‏‏2018.‏

المساهمون